دعت منظمة العفو الدولية "أمنستي" السلطات المغربية للتوقف عن استخدام القوة المفرطة وترهيب المحتجين السلميين، بعد احتجاج الأربعاء الماضي الذي عرفته مدينة جرادة، وخلف العشرات من الإصابات.
وقالت "أمنستي" في بلاغ لها، إن الشرطة المغربية وفي إطار مواجهتها لمحتجين بمدينة جرادة توجهت خمس شاحنات تابعة لها إلى حشد من المتظاهرين في 14 آذار/ مارس، ما أدى إلى إصابة العشرات.
ودعت المديرة الإقليمية للمنظمة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هبة مرايف، السلطات الأمنية لأن تسمح "بالاحتجاج السلمي من خلال إعطاء الأولوية لسلامة المحتجين، كما أنه يجب أن يكون الناس أحراراً في ممارسة حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي، ويجب ألا يُسمح أبداً لقوى الأمن باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين".
اقرأ أيضا: سكان جرادة يدينون التدخل الأمني ويكشفون سبب استمرار احتجاجهم
وأضافت مرايف: "هذه الاحتجاجات تحدث استجابة للصعوبات الاقتصادية الحقيقية، ويجب أن يكون دور الشرطة هو حماية المواطنين وتهدئة الوضع المتوتر وعدم تأجيجه"، معتبرة أن عدم التصريح بالاحتجاج صراحة "ليس مبرراً لاستخدام القوة المفرطة".
ونقلت منظمة العفو الدولية عن شهود عيان قولهم: "إن قوات الأمن كانت حاضرة منذ بدء الاعتصام في حوالي الساعة العاشرة صباحاً، وفي حوالي الساعة الواحدة ظهرا، فجأة ودون سابق إنذار، بدأوا في تفريق الاحتجاج بعنف، ومن بين هؤلاء العديد من النساء اللواتي تعرضن للضرب وأدى ذلك إلى مواجهة بين المتظاهرين وقوات الأمن تصاعدت إلى إلقاء المتظاهرين الحجارة وأعمال العنف الأخرى، وقد أصيب حوالي 64 شخصًا وألقي القبض على 8 أشخاص على الأقل".
ونقلت المنظمة شهادة عضو في "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، وهو أيضاً من سكان جرادة المحليين، جاء فيها: "كنت هناك عندما شنت قوات الأمن هجماتها. وما حدث في 15 آذار/ مارس كان انتقاماً مخططاً له منذ فترة طويلة بشأن احتجاجات جرادة كانت دائما سلمية".
اقرأ أيضا: مواجهات دامية بين الأمن ونشطاء جرادة.. والداخلية تتوعد (شاهد)
وأردف البلاغ ذاته، بأن عضوين من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أبلغا المنظمة الدولية أنه "في حوالي الساعة 6:30 مساءً، توجهت خمس شاحنات شرطة إلى الحشد لمدة 15 دقيقة، وتعرضت لفرد واحد على الأقل".
وأدان نشطاء "حراك جرادة" ما وصفوه بـ"التدخل القمعي" لقوات الأمن لفض اعتصام شارك فيه عدد من سكان المدينة داخل آبار الفحم "الساندريات"، الأربعاء الماضي، مجددين تأكيدهم على الاستمرار في الاحتجاج إلى أن تستجيب الحكومة المغربية لملفهم المطلبي.
وكانت وزارة الداخلية المغربية قالت إن عددا من عناصرها أصيبوا، الأربعاء الماضي، إصابات بعضها بليغة، وذلك في مواجهات اندلعت بين المحتجين ورجال الأمن، في حين كشفت مصادر محلية أن مجموعة من المتظاهرين أصيبوا خلال هذه المواجهات، نافين أن يكون لنشطاء الحراك يد في إصابة رجال الأمن.
اقرأ أيضا: تقديم 22 من معتقلي "حراك جرادة" بينهم 4 قاصرين للمحاكمة
تقديم 22 من معتقلي "حراك جرادة" بينهم 4 قاصرين للمحاكمة
سكان جرادة يدينون التدخل الأمني ويكشفون سبب استمرار احتجاجهم
ارتفاع حدة التوتر شرق المغرب.. بعد رفض سراح معتقلي جرادة