تزايد حالات "الخضوع" أمام السعودية بأوساط السياسة المصرية

تزايدت في الأيام الأخيرة المواقف والتصريحات التي تعكس التوغل والسيطرة السعودية على الأوضاع في مصر في مجالات الرياضة والسياسة والفن.

وكان رئيس هيئة الرياضة السعودية، المستشار تركي آل الشيخ، المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، بطل معظم هذه المواقف، التي عكست الخضوع للسعوديين والخوف من انتقاد ممثلي المملكة.

ساويرس يتراجع ويعتذر

وكان رجل الأعمال المصري القبطي، نجيب ساويرس، تعرض لموقف محرج يوم السبت الماضي؛ بسبب تغريدة نشرها على حسابه الشخصي على "تويتر"، انتقد خلالها تركي آل الشيخ، بسبب تدخلاته في إدارة النادي الأهلي المصري.

وكتب ساويرس قائلا: "الأهلي اتباع بالريال"، لكن آل الشيخ رد بتغريدة تحمل تهديدا غير مباشر لساويرس، قائلا: "الأهلي لا يقدر بثمن، وحاول تبعد عن الموبايل وأنت مش مركز.. فاهمني طبعا"!.

وعلى الفور، سارع ساويرس إلى حذف تعليقه الأول، ورد كاتبا: "الأهلي بالفعل لا يقدر بثمن، أنا أرد على ما قالوه وقتها؛ لأنهم أشاعوا ذلك عند زيارتي للنادي، وستجد من يشيع المثل بعد زيارتك، وأي مساعدة للنادي مقبولة ومقدرة كأهلاوي صميم، وأنا مركز ولا أقصد أي إساءة"، ليرد آل شيخ: "ده العشم والأهلي أولا".

وبعد هذا الموقف، أكد نشطاء أن ساويرس تراجع وحذف التغريدة خوفا من نفوذ آل الشيخ، وحفاظا على استثماراته الضخمة.

بيبو يدافع عن كفيله

وكان النادي الأهلي أعلن في كانون الثاني/ يناير الماضي تنصيب تركي آل الشيخ رئيسا شرفيا للنادي؛ عرفانا بالدعم المادي الذي يقدمه للأهلي، لكن عددا كبيرا من جماهير الأهلي أعربوا عن غضبهم من تدخلات تركي آل الشيخ، واتهموا الخطيب بالخضوع لآل الشيخ.

ودشن نشطاء هاشتاج بعنوان #الشيخ_تركي_كفيل_بيبو، مطالبين بتحرير الأهلي من سيطرة المال السعودي، الذي بات مهيمنا على النادي الأكبر في مصر وأفريقيا.

بيد أن محمود الخطيب دافع مجددا عن آل الشيخ في مواجهة هذا الهجوم، وأكد في احتفالية داخل الأهلي، الأحد الماضي، أن آل الشيخ يقدم دعما ماليا غير مسبوق للأهلي دون أن يتجاوز حدوده".

ومرتضى أيضا يتراجع

من جانبه، هاجم رئيس نادي الزمالك المصري، مرتضى منصور، تركي آل الشيخ، وقال إنه بات المتحكم الوحيد في كل أمور النادي الأهلي، مضيفا، خلال مؤتمر صحفي له السبت الماضي، أنه رفض منح آل الشيخ رئاسة الزمالك الشرفية مقابل المال كما حدث مع الأهلي!.

لكن منصور عاد بعد يوم واحد فقط ليعلن انتهاء الأزمة بينه وبين تركي آل الشيخ، بعد تدخل جهات سيادية في الدولة أمرته بالتهدئة وعدم الإساءة إليه.

وأوضح مرتضى منصور، في مداخلة تلفزيونية يوم الاثنين، أنه اجتمع مع آل الشيخ في مقر إحدى الجهات السيادية، وتم تصفية الأجواء بينهما، مؤكدا أن العلاقات بين مصر والسعودية يجب ألّا تتوتر بسبب لاعب كرة!.

تأديب رئيس تحرير المصري اليوم

وفي موقف آخر، أحيل طارق، أمين رئيس تحرير الموقع الإلكتروني التابع لصحيفة "المصري اليوم" المصرية، إلى التحقيق أمام نقابة الصحفيين يوم السبت الماضي؛ بسبب تقرير نشره بعنوان "أميرات سعوديات وضعن القصر في ورطة".

وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أعلن إحالة أمين إلى التحقيق، وهو ما أيده نقيب الصحفيين، عبد المحسن سلامة، الذي أعلن إحالته للتحقيق والتأديب بالنقابة، بتهمة الإساءة للسعودية!.

وكان موقع "المصري اليوم" نشر تقريرا منقولا من وكالة الأنباء الفرنسية حول توقيف القضاء الفرنسي للأميرة حصة بنت سلمان شقيقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بعدما أمرت حارسها الشخصي بضرب أحد العاملين في شقتها السكنية بباريس في أيلول/ سبتمبر 2016، وإجباره على الركوع وتقبيل قدميها؛ عقابا له على تصوير الشقة.

كما أصدرت صحيفة "المصري اليوم" بيانا، يوم الأحد، أكدت فيه تقديرها للمملكة والأسرة الحاكمة، وعدم تعمدها الإساءة لها.

وأثار القرار موجة من الرفض داخل الوسط الصحفي المصري، حيث أعلن عدد من أعضاء مجلس النقابة الحاليين والسابقين تضامنهم مع رئيس التحرير، وطالبوه بعدم المثول للتحقيق؛ لأنه لم يرتكب أي مخالفة مهنية.

وأكد عضو مجلس النقابة، محمد سعد عبد الحفيظ، أن نقيب الصحفيين خالف القانون عندما أعلن موافقته على إحالة طارق أمين للتحقيق بناء على شكوى مكرم غير الملزمة، مشددا على رفضه لتجاوز القانون إرضاء للمملكة، على حد قوله.

ضرب آمال ماهر

أما آخر حلقات تعامل تركي آل الشيخ بتعال مع المصريين، فكانت حادثة اعتدائه يوم الاثنين بالضرب على المطربة آمال ماهر، التي تعد من أكثر المطربات المصريات قربا من السلطة في مصر ومن دوائر المال والسلطة في دول الخليج، بحسب مراقبين.

وحررت آمال ماهر محضرا في الشرطة، تتهم فيه آل الشيخ بالتعدي عليها بالضرب داخل منزلها في حضور عدد من رجال الأمن، بعد أن اتهمها بالتحدث عنه بصورة سيئة أمام الناس.

وطالبت ماهر باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه آل الشيخ، وإلزامه بعدم التعرض لها أو لعائلتها.