أفادت مصادر محلية من
دير الزور بأن تجارا يقومون بشراء
العقارات في المدينة وريفها، بأسعار موصوفة بـ"الخيالية" وذلك لإغراء الأهالي ببيع عقاراتهم.
وفي السياق ذاته، وجهت مصادر إعلامية محلية أصابع الاتهام لإيران بالوقوف وراء عمليات البيع هذه، بالاعتماد على وسطاء وسماسرة محليين.
من جانبه، أوضح رئيس تحرير "الوكالة السورية للأنباء" سامر العاني، من دير الزور، أنه تلقى عرضا مغريا لبيع منزله في دير الزور، بالرغم من تضرر منزله بشكل كبير.
وأكد لـ"
عربي21" أنه رفض العرض الذي عرُض عليه، مشيرا إلى أن التاجر أخبره بأنه مستعد لدفع المبلغ الذي يريده لقاء البيع، مؤكدا في الوقت ذاته انتعاش سوق العقارات في دير الزور نتيجة عمليات الشراء الواسعة التي يقوم بها التجار.
وأشار العاني إلى تورط شخصيات أمنية من النظام في عمليات الشراء هذه، وعلى رأسها رئيس فرع أمن الدولة دعاس دعاس، وقائد الدفاع الوطني فراس جهام، مشيرا إلى أن غالبية العقارات التي تباع تنتهي بيد أبناء "ياسين المعيوف" المتشيّع من بلدة حطلة شرق دير الزور.
ومنذ تسعينيات القرن الماضي تعتبر بلدة حطلة شرق دير الزور مركزا إيرانيا لنشر التشيع، وذلك بعد أن نجحت طهران بتحويل قسم من سكانها إلى المذهب الشيعي.
وفي الشأن ذاته، بيّن العاني أن عمليات البيع تتم عن طريق توكيل قانوني يقوم به صاحب العقار بالتواطؤ مع الموظفين القانونين لدى النظام، موضحا أن عمليات البيع تتم بالرغم من أن صاحب العقار مقيم خارج الأراضي السورية.
ورأى العاني أن
إيران تسعى جاهدة إلى تغيير الديموغرافيا لمدينة دير الزور، مستغلة تهجير غالبية سكانها، وعلق قائلا: "بعد تدمير المدينة بذريعة وجود التنظيم الآن يحاولون تغيير وجه المدينة أيضا".
من جانبه، أوضح الصحفي في شبكة "فرات بوست" صهيب الجابر، أن التجار يستغلون عدم قدرة أبناء المحافظة ممن كانوا في المعارضة على العودة إلى المدينة مطلقا، مؤكدا أن "بعض معارفه اضطر إلى بيع منزله لجهات مجهولة".
وأضاف، أن التجار يستغلون حالة الفقر للمهجرين في سبيل إقناعهم بالبيع، مشيرا في سياق متصل إلى توطين إيران لعناصر المليشيات الأجنبية وخصوصا في ريف دير الزور الشرقي.
وألمح الجابر إلى بناء إيران لعدد من الحسينيات في دير الزور وريفها، معتبرا أن "المدينة مقبلة على وضع كارثي نتيجة وجود إيران ومخططاتها".
ووضع الصحفي ما يجري في دير الزور في إطار عملية تغيير ديموغرافي تتعرض لها مناطق سورية عدة منها حمص ودمشق وريفها.
ويسيطر النظام على مدينة دير الزور و"الشامية"، بينما تسيطر قسد على منطقة "الجزيرة" الواقعة شرقي نهر الفرات.