نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية، تقريرا تحدثت فيه عن جزيرة "سقطرى" اليمنية التي تعد من أجمل وأغرب جزر العالم، ويعيش سكانها أزمة إنسانية عميقة جراء الحرب التي أنهكت اليمن.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أرخبيل سقطرى يتكون من أربع جزر متفرقة، ويقع هذا الأرخبيل بين شرق
منطقة القرن الأفريقي، وجنوب شبه الجزيرة العربية، ويحمل الأرخبيل اسم أكبر جزره،
التي تمتد على مساحة 3600 كيلومتر مربع.
وذكرت الصحيفة أن جزيرة سقطرى تعد مكانا استثنائيا
وفريدا من نوعه، نظرا للتنوع النباتي والحيواني الكبير الذي تتميز به، ويوجد في
هذه الجزيرة حوالي 800 نوع نباتي محلي، من غير الممكن العثور عليها في مكان آخر
على هذا الكوكب.
من جهة أخرى، يعد 90 بالمئة من الزواحف و95 بالمئة
من القواقع البرية الموجودة في الأرخبيل فريدة من نوعها، أي أنها لا توجد في أي
مكان آخر في العالم، ودفعت هذه الأسباب منظمة الأمم المتحدة إلى تصنيف "سقطرى"
أحد أهم مواقع التراث العالمي لسنة 2008.
وأشارت الصحيفة إلى أن سرعة تأثر الجزيرة بالتغييرات
المناخية، جعل علماء علم النبات يعتبرونها من ضمن الجزر النباتية العشر المهددة في
العالم، ومنحت الخصائص المميزة لجزيرة سقطرى هذا المكان صيتا عالميا تجاوز حدود
اليمن، وتتواجد فيها أشكال الأشجار الغريبة وغير التقليدية التي يستحيل العثور
عليها في مكان آخر.
اقرأ أيضا: كرمان: يابانية أبلغتني إمكانية زيارتها سقطرى اليمنية دون إذن
وكشفت الصحيفة أن من بين هذه العجائب الطبيعية التي
جعلت من سقطرى موقعا فريدا من نوعه في العالم، نذكر على سبيل المثال شجرة دم
الأخوين الشبيهة بشكل المظلة، وشجرة الصبر السقطرى ذات الهندسة المميزة، بالإضافة
إلى ذلك، تتميز شواطئ سقطرى بنقاوة كثبانها الرملية البيضاء.
وبينت الصحيفة أن اعتبار الأمم المتحدة للحرب
اليمنية أنها "أسوء أزمة إنسانية" خلال سنة 2017، عامل جعل زيارة
الجزيرة مهمة شبه مستحيلة ووهم حقيقي، ومنعت الحرب تحول سقطرى لقبلة سياحية مميزة
لكل محبي المناظر الطبيعية.
وفي تصريح لصحيفة "لافانعوارديا"
الإسبانية، تحدثت إيفا إيرل، رئيسة المنظمة الإسبانية "متحدون دون
حدود"، وهي الجهة الوحيدة غير الحكومية الناشطة في اليمن، عن العزلة التامة
التي تعيشها جزيرة سقطرى منذ سنة 2017، وأوردت أنه "منذ زيارتها للجزيرة في
هذا التاريخ، لم تطأ أية أقدام هذه الأراضي".
ونقلت الصحيفة أن اليمن تحولت إلى حلبة صراع بين
حكومة الرئيس المعترف به دوليا والآخر المنفي في المملكة العربية السعودية، عبد
ربه منصور هادي، والحوثيين، وتتنازع هذه الأطراف على السلطة والسيطرة على العاصمة
صنعاء، إضافة إلى مناطق أخرى غرب وشمال البلاد، منذ آذار/ مارس، ونتيجة لذلك، شهدت
اليمن أزمة إنسانية في كامل أنحاء البلاد.
وبينت الصحيفة أن الحرب خلفت أكثر من عشرة آلاف
قتيل، ونحو 53 ألف جريح، ويحتاج أكثر من 22 مليون مواطن لمساعدات إنسانية مستعجلة،
خاصة المتمثلة في الغذاء والدواء.
اقرأ أيضا: إيكونوميست: تنافس الإمارات والسعودية على اليمن.. إلى أين؟
وأكدت الصحيفة أن سقطرى لم تفلت من ويلات الحرب، حيث
عزلت تماما بعد توقف مدها بالمواد الغذائية من العاصمة صنعاء، وضاعف من حدة
الأزمة، عدم قابلية أراضي الجزيرة للزراعة، حيث تنتج سقطرى الأسماك، ولحم الماعز،
والتمر فقط.
وأشارت الصحيفة إلى الحصار الذي يعيشه سكان سقطرى، وصرحت
إيفا إيرل أنها "تمكنت من دخول الجزيرة مرتين فقط، الأولى سنة 2016، عبر
الأردن، والثانية في أواخر سنة 2017".
وعبرت إيرل عن "مدى صعوبة إجراءات الوصول إلى
الجزيرة، خاصة وأنه من الضروري الحصول على ترخيص رئاسي، ويجب تقديمه إلى السفارة
اليمنية في مدريد لإمضائه"، وأكدت أن مراحل الدخول إلى الأرخبيل معقدة للغاية.
وأوردت الصحيفة أن صعوبة الوصول إلى الجزيرة لم يمنع
تنظيم رحلة جوية من الإمارات العربية المتحدة العربية، وتحديدا من أبو ظبي، إلى
سقطرى، وعموما، يشترط أن تكون إماراتيا أو يمنيا لدخول الجزيرة، وأضافت إيرل أنها
"حاولت عديد المرات البحث في حيثيات هذه الرحلة، لكن دون جدوى".
وذكرت الصحيفة أن الوصول إلى سقطرى عبر البحر لم يعد
متاحا، وبعد أن قام بعض المواطنين برحلة من ميناء صلالة في عمان إلى الجزيرة على
متن قوارب صيد، تم طردهم بمجرد الوصول.
اقرأ أيضا: إذاعة عُمانية تفند مزاعم الإمارات بشأن سقطرى (استمع)
ونوهت الصحيفة إلى أن الإمارات العربية المتحدة ترغب
في الاستيلاء على سقطرى، وفي تحويلها إلى منتجع سياحي، وكذلك تطمح المملكة العربية
السعودية إلى بسط نفوذها على الشمال اليمني.
وأضافت الصحيفة أن وضع سكان سقطرى يزداد سوءا بسبب
قلة الموارد الغذائية والطبية، ودفع هذا الوضع جمعية "متحدون دون حدود"
إلى حفر خمس آبار مياه صالحة للشرب، لتزويد 1200 شخص.
وفي الختام، نقلت الصحيفة رسالة الناشطة إيفا إيرل،
التي عبرت عن "نقص موارد الدعم المادي للجمعية"، معبرة عن "أملها
في توسيع نشاطها حتى تصل إلى أكبر عدد ممكن من اليمنيين".
الغارديان: هذا ما يبحث عنه ابن سلمان في جولته الخارجية
ميدل إيست آي: أهداف المساعدات الإنسانية السعودية لليمن
ذي إنترسيبت: تفاصيل لقاءات كوشنر بالقطريين ودوره بالحصار