أبدى "جيش
مغاوير الثورة" التابع للمعارضة السورية المسلحة استعداده لدخول مدينة
دير الزور في شمال شرقي
سوريا بدعم من التحالف الدولي، وذلك بعيد سحب قوات سوريا الديمقراطية أعداد كبيرة من المقاتلين في المنطقة.
وجاء في بيان تسلمت "
عربي21" نسخة منه، أن جيش مغاوير الثورة يعلن استعداده لدخول محافظة دير الزور لحمايتها من تنظيم الدولة وقوات
الأسد والميليشيات المساندة لها.
ودعا البيان التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن إلى تقديم الدعم العسكري لهذا العمل، كما طالب العشائر الموجودة في المنطقة ببذل الجهود لحماية أنفسهم.
ولفت جيش مغاوير الثورة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" سحبت قوة كبيرة لها من دير الزور والرقة ومنبج، الأمر الذي أدى إلى فراغ أمني وعسكري كبير، معتبرا أن الفراغ يؤدي إلى عودة التنظيم إلى المنطقة، أو تقدم قوات الأسد للسيطرة على كامل منطقة الفرات.
وفي هذا الصدد، يرى عضو مجموعة العمل من أجل سوريا الناشط السياسي درويش خليفة، أن بعد خسارة عفرين والقضاء على حلم الدولة الكردية في الشمال الشرقي لسوريا، لم يعد يوجد الكرد لقوات سوريا الديمقراطية قسد، في الاستمرار بالمعارك من أجل تحقيق أهداف أميركا في القضاء على تنظيم الدولة وبالمقابل خسارتهم حلمهم التاريخي.
ويرى أن مبادرة جيش مغاوير الثورة في سد الفراغ، خطوة مهمة لقطع الطريق على النظام والميليشيات الطائفية المساندة له في السيطرة على قطاع الشرقي لسوريا الهام اقتصاديا، حيث يزخر بالثروات الطبيعية والزراعية، وبذات الوقت قطع طريق طهران بغداد دمشق عند معبر التنف الحدودي.
لكنه أشار في حديث لـ"
عربي21"، إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة حول سحب قواته من سوريا قد تكون المعرقل في سبيل دعم هذه الخطوة وهنا ستكون المواجهة حصرية بين تنظيم الدولة والنظام وحلفائه وغالباً ستكون الغلبة لصالح الأخير بسبب الاستنزاف البشري والاقتصادي للتنظيم.
بدوره، أشار نائب رئيس الهيئة السّياسيّة للتّحالف الوطني لقوى الثّورة في الحسكة محمود الماضي، إلى أن جيش مغاوير الثورة سبق وأن عرض على التّحالف الدّولي نقلهم إلى مدينة الشدادي في محافظة الحسكة في الشهر الثامن من العام الماضي انطلاقا منها لمحاربة تنظيم الدولة والمشاركة بتحرير دير الزور، لكن اشتراط أمريكا عليهم الانضمام إلى قسد أدّى إلى إفشال هذا المشروع.
ويعتقد في حديث لـ"
عربي21"، أن عرض المشروع مرة أخرى على التّحالف سيؤدي إلى موافقة أمريكا عليه سيّما بعد انسحاب عدد كبير لميليشيا اليبكا من المنطقة فضلا عن عدم قبول هذه الميليشيا من أهالي دير الزّور كونها ميليشيا عنصرية ارتكبت انتهاكات فظيعة في مناطق سيطرتها.
وأكد الماضي أنه لابدّ من إيجاد قوات بديلة إذا كانت أمريكا جادّة للقيام بتحقيق التوازن في المنطقة وإحلال الأمن والاستقرار فيها، وبالتّالي فإن مغاوير الثورة هم الأقدر على حماية منطقتهم من تنظيم الدولة والنّظام لأنّهم يتمتّعون بالثّقة والحاضنة الشّعبيّة في ريف دير الزور عامّة.