صحافة دولية

هل ستنشب مواجهة عسكرية قريبة بين إسرائيل وإيران؟

بروجردي قال إن الكيان الإسرائيلي أثبت عدائه من خلال هجوم ويجب مواجهته- جيتي

نشرت صحيفة "جورنال دي ديمونش" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران خاصة بعد الضربة الأخيرة التي دمرت قاعدتين لقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية في سوريا. والتي ذكر مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل نفذتها.


وقالت في تقرير ترجمته "عربي21" إن التصعيد بين الدولتين قد بلغ ذروته خلال الأشهر الأخيرة، ما ينبئ بمواجهة قريبة. وخلال يوم الأحد الماضي، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تم اتهام إسرائيل بالضلوع في مقتل 26 عنصرا، عبر استهدافهم بهجوم صاروخي على مواقع عسكرية للنظام في سوريا، أغلبهم من الإيرانيين.


وخلال يوم الاثنين وبعد ساعات قليلة من الهجوم، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مؤتمرا صحفيا اتهم فيه إيران بإخفاء مشروع نووي سري.

 

اقرأ أيضا: ثلاثة مسؤولين أمريكان يتحدثون عن هجوم إسرائيلي على إيران

وذكرت الصحيفة أنه من النادر أن تؤكد إسرائيل تدخلاتها في سوريا، حيث رفض الناطق الرسمي للجيش التعليق عن هذه الهجمات. كما أكد وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تصريح إذاعي، أنه "لم يكن على علم بالحادثة".


في المقابل، يعد هذا الأمر غير قابل للتصديق، خاصة وأن التفجير تسبب في هزة أرضية بلغت حدتها 2.6 درجة. واستنادا "لنيويورك تايمز" فقد تم تدمير قرابة 200 صاروخ خلال هذه العملية.


وأفادت الصحيفة بأنه، الاثنين، وأثناء استقبال بشار الأسد للمسؤول البرلماني الإيراني رفيع المستوى، علاء الدين بروجردي، رأى الأسد أن "البلدان المعادية" لسوريا مرت إلى "مرحلة العدوان المباشر".

 

لكن، لم يتم التطرق إلى الهجمات الليلية الأخيرة. وبشكل عام، لا تكمن المشكلة في التدخل الإسرائيلي، بل في المنحى الإقليمي الذي اتخذه الصراع في سوريا.


وأشارت إلى أن إسرائيل وسوريا يعتبران في حالة حرب منذ عقود. فمنذ بداية الصراع السوري الذي أودى بحياة حوالي 350 ألف شخص، قادت إسرائيل العديد من الغارات الجوية التي تستهدف الأراضي السورية. وجدت مواجهات بين إسرائيل وإيران منذ سنوات وبطريقة غير مباشرة، إذ إنه غالبا ما تهاجم إسرائيل حزب الله في لبنان، وهو الجهة التي تحظى بدعم طهران.


وأوردت الصحيفة أنه مع تقدم الوقت، أصبح الصراع الإسرائيلي الإيراني مباشرا في سوريا. وفي التاسع من نيسان/ أبريل الماضي، قتل قرابة 14 عنصرا من بينهم سبعة إيرانيين إثر ضربة موجهة إلى القاعدة العسكرية "تيفور" في حمص. وقد نسبت العملية لإسرائيل، حيث استنكر حزب الله "الخطأ التاريخي"، منوها بأن هذه الغارة تقحم هذه البلاد في "معركة مباشرة مع إيران".


وتطرقت "جورنال دي ديمونش" إلى استهداف الجيش الإسرائيلي نفس المطار العسكري خلال شباط/ فبراير الماضي، بعد التأكيد على أن إيران أرسلت طائرة من دون طيار فوق الأراضي الإسرائيلية، انطلاقا من هذه القاعدة الجوية. وخسرت إسرائيل على إثر هذه العملية طائرة من نوع إف- 16. ويعتبر هجوم الأحد الماضي الأكثر فتكا بالنسبة للإيرانيين، بعد أن أودى بحوالي 11 قتيلا.


ونوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل تنتظر الرد الإيراني بعد الهجوم ضد قاعدة تيفور. وبحسب خبراء، فإن "الهجوم كان يهدف إلى كبح هذا النوع من الأعمال الانتقامية بعد تفجير ترسانة الصواريخ الإسرائيلية. تبعا لذلك، يمكن لإيران الرد من خلال اللجوء إلى حزب الله اللبناني. لكن، لا يمكن للحزب تنفيذ هجمات مباشرة خاصة مع اقتراب الانتخابات التشريعية في السادس من أيار/ مايو القادم".

 

اقرأ أيضا: مسؤولون أمريكيون: إسرائيل تستعد لضرب إيران.. ونتنياهو ينفي

وفي الختام، قالت إن تصريحات البلدين تنبئ بمواجهة قريبة. وقد أكد المسؤول البرلماني، علاء الدين بروجردي أن "الكيان الإسرائيلي أثبت عدائه من خلال هجوم يوم الأحد، ويجب مواجهته"، في حين أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي، افيغادور ليبرمان، أثناء لقاء جمعه مع نظيره الأمريكي جيمس ماتيس، "أن إسرائيل لديها ثلاثة مشاكل، وهي إيران، إيران ثم إيران". 


ومن جهته، حذر ماتيس خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأمريكي من اقتراب المواجهة بين إيران وإسرائيل.


وتجر الإشارة إلى أن مسؤولون أمريكيون صرحوا لـ"إن بي سي" بأن "الغارة على حماة السورية استهدفت صواريخ إيرانية أرض- جو"، مؤكدين أن "إيران نقلت شحنات عسكرية لسوريا خلال الأسبوعين الأخيرين".


وبحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن "الغارة على حماة إشارة إلى حرب وشيكة بين إيران وإسرائيل".