توالت ردود الفعل الإسرائيلية على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، والتعرف على تبعاته المتوقعة على إسرائيل.
موقع القناة السابعة التابعة للمستوطنين نقل تصريحات لوزيرين إسرائيليين ترجمتهما "عربي21"، جاءت على لسان وزير الحرب أفيغدور ليبرمان بقوله إن "إلغاء الاتفاق النووي أمر جيد لإسرائيل، الإلغاء هو الأمر المطلوب، وإسرائيل مستعدة لأي تهديد إيراني، وإن كنا لا نبحث عن التصعيد، لكننا متأهبون لأي سيناريو قد يحدث، ولن نحتمل تهديدات على حدودنا".
ذات الموقع نقل عن وزيرة المساواة الاجتماعية غيلا غمليئيل إن "إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة سلاح نووي، ولن توافق أن تقيم لها قواعد عسكرية، وتزيد من قوتها في الشرق الأوسط".
وأضافت في تصريحات ترجمتها "عربي21" أن "إيران تنفق مليارات الدولارات التي تأتي إليها بعد رفع العقوبات، للسيطرة على عواصم عربية جديدة في المنطقة، لتأسيس إمبراطورية إيرانية في الشرق الأوسط، ونحن لن نسمح لذلك بأن يحدث، لأنه بعد توقيع الاتفاق النووي الأخير باتت إيران أكثر خطرا وعدائية لجيرانها".
وختمت بالقول: "إيران بعد توقيعها الاتفاق النووي الأخير عملت على زيادة تأثيراتها في تطورات المنطقة، لا سيما في سوريا المجاورة لإسرائيل، وما يحصل اليوم من إلغاء الاتفاق هو فرصة لإعادة فرض العقوبات كما كانت سابقا، وكلنا أمل بأن يحدث ذلك".
إيتمار آيخنر المحلل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت قال إن "قرار ترامب بالتخلي عن الاتفاق النووي يعني أنه نقل الكرة للملعب الإيراني، مما سيعني إدخالها في مشاكل جديدة، لأن ذهاب ترامب لخيار الانسحاب من الاتفاق النووي يعني أنه قرر المضي بعيدا في المواجهة مع إيران".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هناك سيناريوهات عدة كانت أمام ترامب، أولها عدم الانسحاب، مع استمرار تعليق العقوبات على البنك المركزي الإيراني، وصادرات النفط الإيرانية كما فعل في الشهور الأربعة الأخيرة خلال مباحثاته مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا".
وأشار إلى أن "الخيار الثاني الذي كان ماثلا أمام ترامب تمثل بوقف إلغاء العقوبات التي تدخل حيز التنفيذ خلال 180 يوما من أجل منح حلفاء الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي فرصة اتخاذ قرار كيف ستتصرف، مما كان سيفرض على إيران أن تفاضل بين عدة قرارات لعل أخطرها أن تعلن الانسحاب من الاتفاق".
وأوضح أن "السيناريو الثالث لترامب في مواجهة الاتفاق النووي تمثل في عدم إلغائه، وأخذ فرصة لدراسة قرار جديد، ومنح الأوربيين فرصة تشديد الاتفاق على إيران، وجعله أكثر قبولا لدى واشنطن، مما كان سيضطر إيران لوضع مطالب جديدة حتى تقبل بنسخة جديدة من الاتفاق".
وختم بالقول إن "ترامب يبدو أنه اختار السيناريو الرابع، مع أنه كان قليل الاحتمالات، بالانسحاب الرسمي من الاتفاق، وهو ما تم فعلا، وإلغاء وقف العقوبات، والاستشهاد بالدلائل التي أوردها بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية حول خروقات إيران للاتفاق النووي، مما يعني إعادة فرض العقوبات على إيران".
صحيفة معاريف نقلت عن البروفيسور عوزي رابي المستشرق الإسرائيلي قوله إنه "رغم الإعلان الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي فإنه ما لم تتمكن العقوبات الجديدة على إيران بجلبها تجثو على ركبتيها فإن تهديدها سوف يتعاظم".
وأضاف رابي، خبير الشؤون العربية، ورئيس مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، في حوار ترجمته "عربي21" أن "ترامب أعلن قراره هذا بعد أن قدم أسبابه لذلك، وشرح أنه اتفاق سيء، ولذلك فإن إعلان انسحابه منه يعني فرض عقوبات أشد قسوة على إيران، والمشاكل التي سيتسبب بها إعلان ترامب ستجد تأثيراتها في داخل إيران، التي انتصرت في حربها الخارجية في سوريا، لكنها أخذت شعبها رهينة لتلك الحرب".
وختم بالقول: "كان من الجيد للإيرانيين الاحتفاظ بالاتفاق، والجلوس سبع سنوات أخرى ليحصلوا لأنفسهم قدرات نووية، وتوسعا في الإقليم، لكن ترامب بدد أحلامها هذه، وفي المقابل فإن المطلوب من إسرائيل أن تقوم بفعل شيء نوعي تجاه إيران، وإلا فإن خطرها سيتعاظم، ويزيد تهديدها، وسيكون صعبا على إسرائيل التعامل معها ومواجهتها بعد 5-7 سنوات".
يديعوت: سندفع ثمنا باهظا لانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي
لهذا عارض جنرال إسرائيلي انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي
قناة إسرائيلية: عرض نتنياهو يمهد الطريق أمام قرار ترامب