قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن دولا عربية تعول عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدعم خطة السلام في الشرق الأوسط، تخشى من التداعيات القاتلة على السياج الحدودي في قطاع غزة، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الخطة التي يجري العمل عليها منذ شهور، وستكتمل قريبا، تضع ما تراه الولايات المتحدة خطوات نحو تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتكشف الصحيفة عن أن هذه الخطة تحتوي على مقترحات حول الحدود والأمن واللاجئين؛ لتحقيق ما وصفه ترامب بـ"الصفقة الكبرى"، التي تأتي بعد انهيار آخر جولة من المفاوضات بين الطرفين في عهد إدارة باراك أوباما عام 2014.
وينقل التقرير عن مسؤول بارز في إدارة ترامب، قوله: "لن يكون دورنا هو فرض صفقة على أي من الطرفين، ودورنا هو تقديم خطة نعتقد أنها واقعية، ودورنا هو التقدم بخطة نرى أنها عادلة"، وأضاف: "على الجميع معرفة أن النقاط الرئيسية للتفاوض خلال السنوات السبعين الماضية لم تحقق السلام".
وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد قرار الإدارة الأمريكية نقل السفارة، فإن الدول العربية التي كانت تعول واشنطن عليها لدفع الخطة وفرضها على الفلسطينيين، أصبحت تشعر بالتشاؤم من إمكانية نجاحها.
وينوه التقرير إلى اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية؛ لمناقشة الاحتجاجات في غزة، ورد الجيش الإسرائيلي عليها، مشيرا إلى أن البيان الختامي أكد التزام الدول العربية بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وتستدرك الصحيفة بأن مسؤولا بارزا آخر في إدارة ترامب قلل من بيان الجامعة العربية، حيث قال: "ثلاثون عاما من قرارات الجامعة العربية لم تجلب السلام".
ويفيد التقرير بأن المسؤولين الأمريكيين يبحثون عن الوقت المناسب للإعلان عن خطتهم، إلا أن نقل السفارة صعب من العملية، وقال مسؤول إن السعودية والإمارات العربية المتحدة، حليفتا الولايات المتحدة، حذرتا في أحاديث خاصة من أثر نقل السفارة على استقرار المنطقة.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن الإعلان عن الخطة لن يتم قبل نهاية شهر رمضان، الذي بدأ يوم الخميس وينتهي في منتصف حزيران/ يونيو، مستدركا بأن التوتر في قطاع غزة قد يظل على حاله.
وبحسب التقرير، فإن حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، حددت يوم 5 حزيران/ يونيو، ليبدأ جولة جديدة من الاحتجاجات، بالتزامن مع حرب حزيران/ يونيو 1967، التي سيطرت فيها إسرائيل على القدس الشرقية.
وتعلق الصحيفة قائلة إن احتجاجات غزة ونقل السفارة وضعا الحكومات العربية في وضع غير مريح، وأجبراها على توجيه النقد للولايات المتحدة، التي تحركت باتجاه مصالح هذه الدول الاستراتيجية، ومواجهة التوسع الإيراني في المنطقة.
وينقل التقرير عن المحلل علي الشهابي، المقرب من الحكومة السعودية، قوله إن الأحداث كانت بمثابة تحذير للحكومة السعودية، بأن الولايات المتحدة لا تهتم بالحساسيات والمطالب السياسية المحلية لها، خاصة عندما يتعلق الأمر بإرضاء المطالب المحلية الأمريكية.
وتذكر الصحيفة أن منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها في مدينة جدة في السعودية، وصفت قرار نقل السفارة بغير الشرعي، وقالت إن إدارة ترامب حللت نفسها من دور الوسيط في محادثات السلام في فلسطين، لافتة إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حذر من تداعيات الخطوة الأمريكية على الرأي العام العربي والإسلامي.
ويشير التقرير إلى أن المسؤولين في إدارة ترامب يتفهمون غضب الدول العربية، لكنهم يعتقدون أن المشاعر الحارة ستبرد فيما بعد، لافتا إلى أن السلطة الوطنية، التي تدير الضفة الغربية، تعتمد على الجيران العرب لدعم قضيتها دوليا، حيث منحت السعودية 80 مليونا لميزانية السلطة في شباط/ فبراير وآذار/ مارس.
وتستدرك الصحيفة بأن القضية الفلسطينية لم تعد أولوية للدول العربية، التي تشعر بتهديد إيران وتوسعها في سوريا، ودعمها للمليشيات في العراق، مشيرة إلى أن حركة حماس تعاني من الضعف؛ بسبب انهيار الاقتصاد، وتريد إعادة تركيز الانتباه الدولي للوضع في غزة، حيث قال قادة حركة حماس إنهم ربطوا احتجاجات يوم الاثنين بخطة السلام الأمريكية القادمة وافتتاح السفارة.
ويبين التقرير أن مبعوثي السلام لإدارة ترامب تصارعوا مع فكرة دمج غزة في اتفاقية السلام، رغم سيطرة حركة حماس عليها، حيث يقول مسؤولو إدارة ترامب إن حركة حماس يمكن أن يكون لها مكان على طاولة المفاوضات في حال نبذت العنف واعترفت بإسرائيل، فيما ترفض الأخيرة التفاوض مع حركة حماس.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول في الإدارة، قوله: "لا يمكننا التوصل إلى سلام شامل دون دمج غزة في اتفاق السلام"، منوها إلى أن الخلافات بين الفصائل الفلسطينية قد أثرت على الوضع.
وتلفت الصحيفة إلى أن قادة حركة حماس قالوا في السنوات الأخيرة إنهم مستعدون للقبول بدولة فلسطينية تضم غزة والضفة الغربية والقدس، لكنهم لم يعبروا عن استعداد للاعتراف بإسرائيل، التي يرفضونها بعيدا عن حدودها، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه المفاوضون الأمريكيون البحث عن صيغة لدمج غزة في الخطة المقبلة، فإن الإدارات السابقة التزمت بحل الدولتين.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هاجم قرار نقل السفارة، وقال بعد افتتاحها إن الفلسطينيين سيرفضون أي خطة سلام يقدمها فريق ترامب مهما كان فحواها.
فيسك: إلى متى سنواصل تجاهل معاناة الفلسطينيين ؟
نيو ريبابلبك: ما مخاطر إعطاء إسرائيل ما تريده؟
الغارديان: ترامب يتحمل مسؤولية أحداث غزة ومصر تشاركه جزئيا