نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للكاتبة إيمي روتمان،
تقول فيه إن الإمارات العربية المتحدة وولي عهدها الشيخ محمد بن زايد يركزان
اهتمامهما على دولة الشيشان وحاكمها "المتقلب والغريب" رمضان قديروف.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى
افتتاح فندق، الذي كان فيه جمل ذو سنامين، وقد تم تصميم الفندق الكبير ذي اللون
الرملي، الذي افتتح هذا الشهر في العاصمة الشيشانية في غروزني، على شكل سوق عربي،
حيث أنه أول مبنى يتم بناؤه بتمويل أجنبي، و"مثل بقية المغامرات القادمة جاءت
الأموال من العالم العربي".
وتفيد روتمان بأن الفندق سيستقبل في بداية حزيران/ يونيو أول زواره،
وهم فريق كرة القدم المصري، الذي سيتدرب في الشيشان؛ تحضيرا لمباريات كأس العالم،
مشيرة إلى أنه مع أن لا مباراة ستجري في الشيشان، إلا أن دعوة قديروف للفريق
المصري وقبول الدعوة هما أمر مهم في وقت يزيد فيه رجل الشيشان القوي من طموحاته في
الشرق الأوسط.
وتلفت الصحيفة إلى أنه من الناحية الثقافية، فإن المسؤولين الشيشان
يقولون إنه من المنطقي أن يقيم المصريون معسكرهم التدريبي في المنطقة الصغيرة،
الواقعة شمال القوقاز، وذات الغالبية المسلمة، حيث سيكون الفريق قريبا من المساجد،
والطعام الحلال، وبوجود كادر من موظفي الحكومة الذين يعرفون اللغة العربية.
وينقل التقرير عن وزير الإعلام جمبلاط عمروف، قوله: "هم مسلمون
ونحن مسلمون وكلانا سنة"، وفي إشارة إلى النجم المصري الذي يقوم بالسجود بعد
كل هدف يسجله، يقول عمروف: "أعتقد أن محمد صلاح سيكون سعيدا"، حيث كان
نجم فريق ليفربول قد أصيب في كتفه يوم السبت في نهائي كأس أبطال أوروبا مع ريال
مدريد، وليس من الواضح إن كان سيشارك في كأس العالم أم لا.
وتقول الكاتبة إنها زارت الفندق الذي تملكه شركة مقرها في أبو ظبي،
ولا يبعد سوى مرمى حجر عن ملعب أحمد، حيث سيتدرب فيه الفريق المصري، وكان العمال
يزيلون البلاستيك عن ثريا لتركيبها في بهو عال.
وتنوه الصحيفة إلى أن قديروف هدف للوصول إلى العالم الإسلامي من
الإمارات إلى سوريا، حيث عمل مبعوثا غير رسمي للكرملين، وكانت روسيا قد عدته قبل
أعوام قوة غاشمة من أجل سحق المقاومة الإسلامية في الشيشان، التي شهدت خلال
التسعينيات من القرن الماضي حربين للانفصال عن موسكو، لافتة إلى أنه ظهر اليوم
وجها لمسلمي بلده الشيشان.
وبحسب التقرير، فإن "قديروف بنى على طريقة راعيه فلاديمير
بوتين، نظاما يدور حول شخصيته، ووجه له النقاد انتقادات بأنه يدير إقطاعية من
مليون نسمة، وشهدت فترة العقد التي قضاها في الحكم سلسلة من الاتهامات بالتعذيب
والعقاب الجماعي، فهو رجل تناقضات، فمن ناحية هو عنيد، ومن جانب آخر شعبوي، ويعد
مهما لروسيا التي تشهد إحياء على المستوى العالمي وزيادة التأثير في الشرق الأوسط
مهم لمواجهة التسيد الغربي ودفع المصالح الروسية للأمام".
وتقول روتمان إن قديروف، البالغ من العمر 41 عاما، المسلح وبلحية
كستنائية، ولباس رياضي، يظل مهما لخدمة الطموحات الروسية في الشرق الأوسط، بحسب ما
يراه الباحث البارز في معهد حوار الحضارات في موسكو أليكسي مالانشنيكو، الذي يقول:
"هذه حملة علاقات عامة ذكية.. مصر بالنسبة لرمضان هي نافذة أخرى للخروج وبشكل
مستقل إلى الفضاء الإسلامي العالمي".
ويقول مالانشيكوف إن بوتين شجع قديروف على متابعة طموحاته الشخصية،
ويضيف: "كلاهما بحاجة لبعضها البعض.. تخيل لثانية لو لم يكن هناك رمضان، مرض
أو مات، فإنه سيندلع هناك نزاع مدني، حرب أهلية".
وتقول الصحيفة إن "العلاقة المنتعشة بين قديروف وولي عهد أبو
ظبي الشيخ محمد بن زايد أدت إلى إنشاء صندوق زايد في غروزني العام الماضي لدعم
الأعمال التجارية المحلية، وكان أول مشروع عربي روسي، وفي نيسان/ أبريل دشنت شركة
(آريبيا) في الشارقة أول خط مباشر بين غروزني والإمارات العربية المتحدة، ويجري
العمل على بناء أطول ناطحة سحاب في أوروبا إلى جانب مسجد العاصمة، الذي صمم على
شكل الحصون في القرون الوسطى".
ويشير
التقرير إلى أنه بالإضافة إلى بناء علاقات قوية مع الدول العربية، فإن قديروف نظم
تظاهرات لدعم المسلمين الروهينغيا أمام سفارة بورما في موسكو، وأرسل فرقة من
الشرطة العسكرية إلى سوريا، ورمم مسجدا تاريخيا في حلب، وأصدر عفوا عن زوجات
مقاتلي التنظيم الدولة وأولادهن ممن ذهبوا من الشيشان إلى سوريا.
وتورد الكاتبة نقلا عن مدير التدريب والترويج في صندوق زايد بيسلان
فيسامبييف، قوله: "يبدو أن بوتين فوض هذه السلطات إلى قديروف"، فيما
يقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن البنايات التي تشبه بنايات دبي، والمتنزهات في
وسط غروزني، التي لم يبق من آثار الحرب فيها ودمرتها تقريبا، تأتي بثمن باهظ
للسكان الذين يعيشون في الشيشان، ودقوا نواقيس الخطر للدور الذي تؤديه في مناسبة
رياضية دولية.
وتلفت الصحيفة إلى أن الشيشان كانت في العام الماضي في عناوين
الأخبار بعد حملة تطهير ضد المثليين، ودعوات من الجماعات الدولية لمنحهم لجوءا في
الخارج، فيما لم يعبر قديروف عن اهتمام بالموضوع، حيث قال: "لم يبق لدينا أي
مثليين"، مشيرة إلى أنه بالمقارنة فإن مصر قامت بحملة تطهير وملاحقة للمثليين،
وهو ما لم يفت المدافعين عن حقوق الإنسان، فقبل اختيار مصر الشيشان، أرسلت منظمة
"هيومان رايتس ووتش" رسالة إلى اتحاد الفيفا؛ ليمارس تأثيرا لمنع صدور
قرار معاد للمثليين، بالإضافة إلى منظمات دولية أخرى، مثل "أمنستي
إنترناشونال"، التي دعت الفيفا للتدخل ومنع القانون، خاصة أن مديرا آخر
لجمعية للدفاع عن حقوق الإنسان وراء القضبان، فيما يعتقد أنها اتهامات مفبركة.
ويوضح التقرير أن أيوب تيتيف، الذي كان يدير الفرع المحلي للمنظمة
الحقوقية "ميموريال" سجن في بداية العام بتهمة حيازة الماريجوانا، حيث
يواجه الناشط البالغ من العمر 60 عاما سجنا لمدة 10 أعوام، مشيرا إلى أنه تم
اختطاف محاميته ناتاليا إستيموروفا قبل تسعة أعوام، وعثر على جثتها التي غطاها
الرصاص على قارعة الطريق.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول ممثلة منظمة
حقوق الإنسان في روسيا تانيا لوكشينا، إن "الضغط الدولي المذهل جعل الرئيس
بوتين يتدخل ويطرح موضوع حملة التطهير ضد المثليين مع رمضان، حيث علقها".
نيويورك تايمز: هكذا دعم ابن سلمان وابن زايد حملة ترامب
صحيفة ألمانية: كيف فقدت الإمارات هويتها العربية الإسلامية؟
فوربس: بعد عام من الحصار.. هل انتصرت قطر؟