نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على نقاط ضعف
المنتخب الألماني قبل بداية
كأس العالم، بعد أن كشفت هزيمته أمام المنتخب النمساوي في المقابلة الودية عن خلل على مستوى الخط الدفاعي، وعجز الخط الهجومي عن تهديد المرمى المنافس.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحارس مانويل نوير مطالب بلعب المزيد من الدقائق ليكون جاهزا لخوض غمار المونديال، على الرغم من أنه استرجع جزءا كبيرا من إمكانياته. وفي ظل عدم جهوزية الحارس نوير، وغياب ماتس هوملز وتوماس مولر وجيروم بواتينغ، دق الطاقم الفني للمنتخب الألماني نواقيس الخطر، بعد الهزيمة ضد النمسا؛ فقط كان الدفاع مرتبكا، وافتقر الهجوم للتنشيط، وتعددت نقاط الضعف.
وذكرت الصحيفة أن بعثة المنتخب الألماني غادرت مدينة كلاغنفورت النمساوية مباشرة بعد المباراة، حيث اتجهت يوم الأحد ليلا نحو مدينة بولزانو الإيطالية، وقد استغل المدرب يواكيم لوف هذه الرحلة لمزيد ترتيب أفكاره.
وأوردت الصحيفة أن هذه الهزيمة، التي تعد الأولى ضد الجار النمساوي منذ 32 عاما، كشفت عن ضعف فادح في الفريق. فقد سبق للمدرب لوف أن حذر قبل أيام من أن الماراثون الشاق من التدريبات الذي خاضه اللاعبون أرهقهم، لذلك لن يكونوا جاهزين خلال هذه الأيام، إلا أنه لم يكن يتوقع هذا المردود الهزيل.
ونقلت الصحيفة تصريح متوسط الميدان سامي خضيرة، الذي عبر عن انزعاجه من هذه الهزيمة، قائلا إن "الكثير من الأمور لم تسر بشكل جيد، خاصة وأن هذه هي المباراة الخامسة التي نعجز فيها عن الانتصار. فعلى الرغم من تأخير انطلاق صافرة البداية بسبب الظروف المناخية، إلا أن ذلك لا يمكن اتخاذه مبررا أمام هذا الأداء الضعيف".
وأكدت الصحيفة أن هذه المباراة مثلت فرصة للمدرب لوف للخروج بالكثير من الاستنتاجات، قبل أسبوعين من انطلاق مشاركة المنتخب الألماني في روسيا. فقد عاد نوير للعب بعد غيابه دام 599 يوما، وكانت آخر مباراة لعبها مع المنتخب الألماني سنة 2016. وقد أظهر نوير أنه لا يزال يحافظ على مهاراته، من خلال بعض التصديات المثيرة للإعجاب.
وأضافت الصحيفة أن نوير أظهر علو كعبه في التصديات، والخروج لالتقاط الكرات الفضائية، كما أنه برع في التمرير بقدميه، إلا أن نقص المنافسة كان باديا عليه في بعض الحالات، حيث قام بتمريرتين خاطئتين، وهو أمر غير مألوف.
واعتبرت الصحيفة أن المنتخب الألماني ليس قويا من دون أعمدته التقليدية، إذ لم يشرك لوف في هذه المباراة ماتس هوملز، وتوماس مولر، وجيروم بواتينغ. وفي الاستراحة بين الشوطين، أخرج سامي خضيرة، وقد بدا واضحا في الشوط الثاني أن المنتخب الألماني كان دون ركائزه الأساسية وهذا يعني أنه لا يمكنه تقديم أداء قوي.
وأوضحت الصحيفة أن "لاعبي المانشافت" افتقروا خلال المباراة الودية للتنظيم والاستقرار، بينما عانى الدفاع من كثرة الثغرات. إلى جانب ذلك، كانت المسافات بين الخطوط الثلاثة في الفريق شاسعة، والتنشيط الهجومي غائبا، وهو ما علق عليه لوف بقول: "عندما نلعب بهذا الشكل، ندرك جيدا أن حظوظنا في النجاح ليست كبيرة، لقد كان ملعبنا مفتوحا وخسرنا الكرة في عدة مناسبات".
وأكدت الصحيفة أن إلكاي غوندوغان لا يزال بعيدا عن مستواه، حيث أن هذا اللاعب المحترف في فريق مانشستر سيتي قدم أسوأ أداء في المباراتين الأخيرتين، وارتكب العديد من الهفوات وهو ما اضطر المدرب لتغييره في الشوط الثاني.
وأفادت الصحيفة بأن مسعود أوزيل مازال يعاني من بعض المشاكل الصحية بسبب الإصابة في الظهر التي تعرض لها مع فريق أرسنال. وقد خاض التدريبات بمفرده في الأيام الماضية، وخلال المباراة ضد النمسا كان هادئا في البداية ومحافظا على توازنه، ولكن مع ارتفاع النسق بدأ ضعفه البدني يظهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الجماهير الألمانية الحاضرة أطلقت صافرات الاستهجان، وكان المستهدف بالأساس هو إلكاي غوندوغان، الذي كانت الجماهير في كلاغنفورت غاضبة منه بسبب الصورة التي التقطها مؤخرا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمر سيان بالنسبة لأوزيل الذي خرج تحت صافرات الاستهجان.
وفي الختام، قالت الصحيفة إنه في ظل هذا الغضب الجماهيري على الثنائي المتحدر من أصول تركية، ينتظر الجميع ردة فعل اللاعبين في آخر مباراة للمنتخب الألماني، التي ستجمعه بالمنتخب السعودي مساء يوم الجمعة في مدينة ليفركوزن.