قالت مصادر مطلعة، إن أرامكو السعودية أسست وحدة تابعة لتضم صندوقها لمعاشات التقاعد الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات، وإنها قد تفصل وحدة الطيران التابعة لها، في الوقت الذي تعيد فيه هيكلة بعض أصولها غير المرتبطة بالنفط والغاز قبل طرحها العام الأولي المزمع.
وقالت مصادر بالقطاعين المالي والنفطي إن التحرك
يهدف إلى تبسيط عمليات أرامكو وقد يزيد من سهولة تقييمها لأن مخاطر عملها ستكون
أوضح وربما يساعد ذلك في تحقيق سعر أعلى لأسهمها.
وقال مصدر مطلع على خطط أرامكو: "سيجعل هذا
أرامكو شركة أصغر حجما".
وامتنعت الشركة النفطية العملاقة المملوكة للحكومة
عن التعقيب بشأن خطوة صناديق التقاعد أو الخطط المتعلقة بوحدة الطيران التابعة لها.
وإدراج أرامكو، المرجح أن يتم العام القادم، هو
الركيزة الأساسية لخطة الحكومة الطموحة رؤية المملكة 2030 الهادفة لتنويع اقتصاد
المملكة بعيدا عن الاعتماد على إيرادات النفط.
كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال إنه
يتوقع أن يقيم الطرح العام الأولي أرامكو عند تريليوني دولار على الأقل، مما يعني
أن بيع خمسة بالمئة قد يجمع 100 مليار دولار للمساعدة في تمويل مشاريع رؤية 2030،
ويقيم محللون أرامكو عند ما يتراوح بين تريليون و1.5 تريليون دولار.
اقرأ أيضا: توقعات بطرح اكتتاب "أرامكو" السعودية خلال 2019
وفي العادة تكلف المملكة أرامكو بتنفيذ مشاريع
حكومية لها أهداف اجتماعية ومشروعات ضخمة لا يتحملها القطاع الخاص، مثل بناء المدن
الصناعية وملاعب كرة القدم والمراكز الثقافية.
ولدى أرامكو أكبر مُصدر في العالم للنفط، أيضا
مدارسها ومساكنها وأسطولها الخاص للطيران ومستشفياتها، يستخدمها موظفوها
البالغ عددهم نحو 55 ألف موظف وكذلك عائلاتهم.
لكن المصادر بالقطاع المالي تقول إن المستثمرين
المحتملين في الطرح العام الأولي المتوقع أن يكون الأكبر في التاريخ ربما لا
يريدون الانكشاف على مثل ذلك النسق المعقد من الأصول والذي لن يكون مربحا مثل
أنشطة أرامكو النفطية الأساسية.
وقالت مصادر مطلعة إن أرامكو أسست شركة تابعة جديدة
خاصة بوحدتها لإدارة صندوق معاشات التقاعد بها، التي تقدر قيمتها مليارات الدولارات
قبل نحو ستة أشهر.
وقال أحد المصادر إن الصندوق، الذي يطلق عليه حاليا
اسم وصاية، يديره فريق صغير من المتخصصين بالقطاع المالي في الظهران، حيث يقع
المقر الرئيسي لأرامكو.
اقرأ أيضا: لهذه الأسباب.. السعودية تتجه نحو برنامج "ضخم" للخصخصة
وقال مصدر ثان مطلع على الخطوة: "هذا أفضل تصرف.
إنه يرسم خطوطا جيدة واضحة تمنع استخدام المال من أجل أنشطة أعمال أخرى".
وبجانب صندوق التقاعد، قال مصدران إن أرامكو قد تقسم
بعض وحداتها غير النفطية مثل وحدة الطيران، إما عبر تأسيس مشروع مشترك لإدارته أو
جلب شركة خارجية لإدارة الأسطول.
وتشغل وحدة الطيران التابعة لأرامكو نحو عشر طائرات
منها بوينج 737 وإمبراير 170 وكذلك طائرات هليكوبتر تنقل الموظفين والزائرين إلى
منشآت النفط والتكرير في أنحاء المملكة.
وأسست أرامكو مشروعا مشتركا مع مجموعة جاكوبس للهندسة
وهي شركة بناء أمريكية العام الماضي، لتولي إدارة مشاريع البنية التحتية الحكومية
ومشاريع أخرى غير مرتبطة بالنفط في إطار الاستعدادات لطرحها العام الأولي.
وهناك مشروع مشترك آخر يقع خارج النطاق التقليدي
لشركة نفط وهو مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي الذي تأسس في عام 2013 لتقدم
المستشفى الأمريكية الرعاية الصحية لموظفي أرامكو وعائلاتهم.
وقال مصدر إن المشروع المشترك ربما يُفتح أمام
الجمهور ولا تقتصر الخدمات التي يقدمها على موظفي الشركة.
وتدافع أرامكو عادة عن تولي مشاريع خارج نشاطها
الأساسي بقطاع النفط والغاز قائلة إنها جزء من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع.
لكن مشاركة أرامكو في مشروعات مثل استاد الجوهرة
لكرة القدم في جدة أو إدارة تصريف مياه السيول تثير انتقادات داخلية بأن الأيدي
العاملة لا تُدار على نحو فعال.
وقال مصدر بقطاع النفط يعمل في السعودية:
"أرامكو لا تنظر فقط إلى مصالحها المرتبطة بالنفط والغاز (..)، هذا يستنزف
موارد أرامكو من حيث المال والعاملين الأساسيين"، مضيفا أنه "إذا كنت
مستثمرا يجب أن يكون واضحا جدا فيما استثمر، ولا يمكن أن يكون الأمر غامضا".
لهذا منع ابن سلمان تلزيم عطاءات حكومية لشركات ألمانية
توقعات بطرح اكتتاب "أرامكو" السعودية خلال 2019
خسائر محدودة تضرب البورصات العربية.. ومصر تتصدر