طرحت الزيارة الحالية لرئيس حكومة الوفاق الليبي،
فائز السراج إلى السعودية تساؤلات حول دلالة التوقيت والدور السعودي المنتظر في
ليبيا وخاصة في العملية الانتخابية المرتقبة.
وقام السراج مساء الاثنين، بزيارة إلى السعودية
التقى خلالها ولي العهد السعودي،
محمد بن سلمان لبحث مستجدات الوضع في ليبيا،
وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين.
واستعرض رئيس الحكومة الليبية مستجدات الوضع
السياسي منذ التوقيع على اتفاق الصخيرات وصولاً إلى لقاء باريس وما تم الاتفاق
عليه من إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية هذا العام، موضحا أنه تم الاتفاق مع
الجانب السعودي على العمل المشترك لتدارك ما ضاع من فرص للبناء والتنمية،
وفق بيان لمكتب السراج.
دعم مشروع
من جهته، قال محمد بن سلمان إن "المملكة
مستعدة للعب دور في ليبيا من خلال دعم مشروع وطني يمثل الليبيين ويلبي رغباتهم"،
دون الكشف عن طبيعة هذا المشروع أو تفاصيله، مشيرا إلى أن "استقرار ليبيا
سينعكس إيجابيا على دول الجوار وعلى كامل المنطقة ويشجع على فتح آفاق التعاون
المشترك".
ورأى مراقبون أن "الزيارة لها علاقة
بالعملية الانتخابية المقبلة كون الرياض تبحث عن مرشحين لدعمهم خاصة مع تخوفها من
دور قطري في الانتخابات، في حين رأى آخرون أنها من حيث التوقيت تمثل بداية تحركات
من قبل السراج لنيل دعم لاتفاق باريس الأخير".
وهنا تبرز عدة تساؤلات، من قبيل: هل للزيارة
علاقة بدعم مرشحين محتملين لانتخابات ليبيا؟ أم هي تعويض لدور إماراتي تراجع
قليلا؟
بحث عن داعم
من جهته، أكد أستاذ القانون الدولي بجامعة
طرابلس الليبية، محمد بارة أن "جميع الطبقة السياسية الحالية ومن نسميهم وجوه
الأزمة في ليبيا بمن فيهم "السراج" يبحثون عن مصالحهم وكل منهم ليس عنده
ثقة في الآخر وهم يبحثون عن داعمين".
وأشار في تصريحات لـ"
عربي21"، إلى أن
"الجميع يدرك الدور الكبير للإمارتيين والسعوديين وعلى الأخص الدعم المادي،
لذا فإن زيارة السراج للسعودية تأتي في إطار معرفة الدور السعودي بعد مؤتمر باريس
وكيف يمكن الاستفادة منه"، وفق تقديراته.
"نصيحة أميركية"
لكن الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير رأى
من جانبه أن "الزيارة جاءت بعد نصيحة أمريكية للسراج خلال اجتماعه الأخير مع
القائم بأعمال السفارة الأمريكية في طرابلس ومع قائد "أفريكوم"،
فالسراج يريد دعما بعد شعوره بالضعف داخليا وخارجيا".
واستبعد خلال تعليقه لـ"
عربي21"، أن
"تنخرط السعودية في الأزمة الليبية بشكل جدي إلا إذا سبقتها إيران، لذا ستترك الرياض هذا الملف لحليفيها الإمارات
ومصر دون تدخل منها"، حسب قوله.
دور إماراتي
وقال الناشط الليبي المقيم في قطر، محمد خليل
إن "الإمارات وجدت صعوبات في الضغط على المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لتبني
مشروعها السياسي والعسكري في ليبيا، لهذا استعانت بالسعودية الحليف الوثيق لها
لإقناع السراج بعقد انتخابات بدون دستور".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21":
"الحكومة الليبية أخذت موقفا حياديا من الأزمة الخليجية الأخيرة، وهذا ما لم
يعجب الإمارات والسعودية تحديدا اللذين يسعيان لإدخال ليبيا في هذا الصراع العبثي
بينهم وبين دولة قطر"، حسب رأيه.
الضغط على "المداخلة"
وأشار المدون الليبي، فرج فركاش إلى أن
"الزيارة روتينية، وكل ما يستطيع السراج طلبه وكل ما يستطيع ابن سلمان تقديمه
هو الضغط على الأطراف التي لها حظوة عند السعودية وربما تدعمها من تحت الطاولة،
بالمضي قدما في تشكيل حكومة موحدة تشمل معظم الأطراف المتصارعة".
وتابع فركاش لـ"
عربي21": "ربما يطلب السراج من ابن سلمان
الضغط على الفصائل "المدخلية" (السلفية) بعدم التغول وتصدير فتاويها إلى
ليبيا حتى لا تنغلق ليبيا على العالم الخارجي مستقبلا والذي عانت منه السعودية
الذي يسعى ابن سلمان لإخراجها من هذا الانغلاق"، حسب قوله.