بعد مقاطعة شركات "سنطرال دانون" للحليب ومشتقاته، و"سيدي علي" للمياه، و"أفريقيا" للغاز، جاء الدور هذه المرة على شركة "كوباك" المنتجة لعلامة "جودة" للحليب ومشتقاته، وفق ما تداولته صفحات "فيسبوكية" كبرى بالمغرب، تحت شعار "مقاطعون جودة".
صفحة "ديما مراكش" (تضم أكثر من مليون معجب)، أوضحت في إعلان، السبت، أن حملة المقاطعة "كانت منذ بدايتها قد أنذرت شركات الحليب بأن تبرهن عن حسن نيتها عن طريق اقتراحها للسوق ثمنا منخفضا يستجيب لمتطلبات الشارع المغربي، وبالمقابل يصنع منتجا مواطنا يجمع عليه جمهور المستهلكين".
اقرأ أيضا: حملات واسعة بالمغرب لمقاطعة منتجات بسبب ارتفاع الأسعار (شاهد)
وأضافت: "وإن شركة الحليب جودة، والتي كانت مصنفة ثانية في ترتيب مصنعي الحليب، وبالقدر الذي تجاهلت نداءات المقاطعة، وتحذيراتها خلال مختلف أسابيعها، فإنها قد بادرت إلى استفزاز المستهلك عن طريق زيادتها في أثمنة منتوجاتها الحليبية عن طريق الاحتيال، وذلك بالتقليص من كمية المنتوجات بالعلب، مع احتفاظها بنفس الثمن".
وأشارت إلى أنها "فضلا عن ذلك، فقد بادرت إلى ممارسة الاستخفاف بسوق الاستهلاك الوطنية، عن طريق تجاهل القوانين الجمركية والضريبية وضوابط السلامة والأخلاق المهنية عندما اختارت أن توزع الحليب المصنع الممنوع قانونا وتسوقه للمستهلك المغربي على أساس أنه حليب طري ومبستر، ومرة أخرى دون أن تبادر إلى مراجعة أثمنة الحليب، وهو ما يعبر عن ممارستها لاستغلال القدرة الشرائية، وتحويل مسار المقاطعة لإثرائها على حساب جيوب المواطنين بغير سبب مشروع قانونا".
وأعلن النشطاء أنه سيتم مقاطعة شركة "جودة" بجميع أنواعها ابتداء من مساء يوم السبت 9 حزيران/ يونيو الجاري إلى غاية إشعار لاحق لتحقق المطالب، مع الاستمرار في مقاطعة شركة "سنطرال دانون".
ووجهوا نداء للمسؤولين الحكوميين "بتعيين هيئة تحقيق نزيهة ومستقلة، للبحث في المخالفات الجمركية والغش في الإنتاج المحظور قانونا، والذي نسبه ناشطون وإعلاميون ومهنيون لشركة جودة، مع إعلان النتائج والعقوبات إن وجدت على الملأ".
ولقيت الدعوة إلى إضافة منتوجات شركة "جودة" إلى حملة المقاطعة استجابة مضطردة بين نشطاء شبكات التواصل، خاصة وأن الشركة لم تخفض أسعار منتجاتها في عز حملة مقاطعة "سنطرال دانون" المنافس الرئيس للشركة.
وكشف النشطاء قيام شركة "جودة" باستيراد "بودرة الحليب" بشكل كبير، حيث انتقل من 200 ألف كلغ خلال شهر آذار/ مارس الماضي إلى 800 ألف كلغ، ليصل في الأخير إلى مليون كلغ في شهر أيار/ مايو الماضي، الأمر الذي يشكل خطرا على صحة المستهلك، لافتين إلى أن الشركة لم ترفع من كميات الحليب الطري خاصة بعد توجه المغاربة بشكل كبير لاقتناء الحليب من "جودة" بعد مقاطعتهم لـ"سنطرال دانون"، خاصة في شهر رمضان الذي يكثر فيه استهلاك هذه المادة الحيوية.
وكان رئيس "جودة"، أحمد الولتيتي، قال في تصريح لموقع "العمق المغربي" على هامش فعاليات المعرض الفلاحي بمكناس، في نيسان/ أبريل الماضي، إن فعل المقاطعة الذي اتخذه عدد من المغاربة ضد شركة "سنطرال دانون"، هو أمر "ليس له معنى"، لافتا إلى أن مشكل الغلاء يعود إلى التكلفة المرتفعة لإنتاج الحليب بسبب أن 70 بالمئة من مصدر إنتاج هذه المادة يتمثل في توفير الكلأ للقطيع، وهو الأمر الذي يتم توفيره عبر استيراد حوالي 60 بالمئة منه من الخارج.
وتعد "كوباك" أول تعاونية فلاحية بالمغرب، وثاني أكبر منتج للألبان في السوق الوطني، والخامس في الصناعية الغذائية، فيما تحتل الرتبة 40 كأحد أكبر الشركات في المغرب، وتتوفر على 46 ألف نقطة للبيع و15 وكالة تجارية في ربوع المملكة، وفق تقارير إعلامية محلية.
وكبدت حملة المقاطعة شركة الحليب (سنطرال دانون) خسائر قياسية، لم تنجح محاولات الشركة في إقناع المواطنين بالتراجع عن قرار الامتناع عن شراء منتوجاتها، رغم الحملة "المزدوجة" التي أطلقتها بمناسبة شهر رمضان المبارك تحت شعار "خلينا نتصالحو" (دعونا نتصالح)، حيث قدرت الشركة خسارتها بحوالي 150 مليون درهم (أكثر 15 مليون دولار)، منذ انطلاق الحملة في 20 نيسان/ أبريل الماضي.
اقرأ أيضا: "دانون" المغرب: 15 مليون دولار خسائر المقاطعة في أسابيع
تقرير سري يكشف مشاركة 11 مليون مغربي في حملة المقاطعة
مستشار ملك المغرب يؤكد: حملة المقاطعة موقف حضاري
بسبب المقاطعة.. 70 شخصية مغربية يحذرون من تجاهل الشعب