مستشار ملك المغرب يؤكد: حملة المقاطعة موقف حضاري

اعتبر عباس الجراري، مستشار العاهل المغربي، محمد السادس، حملة المقاطعة الشعبية لمنتوجات ثلاث شركات منذ 20 نيسان/ أبريل الماضي "موقفا حضاريا"، مشددا على ضرورة عدم بقائه عشوائيا.

ومنذ 20 نيسان/ أبريل الماضي، يخوض المغاربة حملة لمقاطعة منتجات شركة الحليب ومشتقاته "سنطرال دانون"، وشركة المحروقات "أفريقيا"، وشركة المياه "سيدي علي"، الأمر الذي كبد هذه الشركات خسائر كبيرة في رقم معاملاتها.

وقال الجراري في حوار مع صحيفة "أخبار اليوم"، إن المقاطعة هي حرية منضبطة "لأنها تدل على موقف حضاري. وهذا مبدأ موجود منذ القدم، فالشيء الذي أصبح غالي الثمن أتخلى عنه، والشيء إذا ما غلا تركت شراءه، فيصبح رخيصا".

وأوضح مستشار الملك أن "مثل هذا الموقف الحضاري لا يجب أن يبقى عشوائيا، ذلك أن من عشوائيته تتيح إمكانية التسرب إليه من جهات أخرى وإفساده واستغلاله في غير ما جاء من أجله".

اقرأ أيضا: هل حققت حملات المقاطعة بالمغرب غاياتها؟

ودعا الجراري المسؤولين لأن ينظروا في أسباب المقاطعة، قائلا "وبدلا من أن يعلن تحضير قانون يحارب المقاطعة ينبغي أن ينظر المسؤولون في أسباب المقاطعة".

وشدد المفكر والأكاديمي المغربي أن من المروءة في التعامل ألا يراكم الناس المليارات، و"إنما يجب الحفاظ على الربح باعتدال مع مراعاة واقع المجتمع الذي لا سبيل له لمواجهة هذا الغلاء"، وفق تعبيره.

وسجل الجراري "نحن لسنا مجتمعا يعيش الرفاهية، وإنما مجتمع متعدد الطبقات فيه الطبقة المتوسطة التي أصبحت تتضاءل، ومالت الكفة نحو الطبقة الفقيرة، وهذا شيء غير معقول، بالنظر إلى أن المغرب يملك خيرات تسمح بأن يكون لكل مواطن حظه حسب عمله وعلمه وحسب كفاءته".

وأكد الجراري أن الملكية تشتغل وتطور نفسها لمسايرة متطلبات العصر. "وفي هذا الصدد صرح الملك منذ أكثر من سنة بأن النموذج التنموي لم يعد صالحا، وقال إننا في حاجة إلى نموذج جديد للتنمية. لكن، من استجاب للنداء؟ أين هم خبراء التنمية؟ أين هم المسؤولون ليطرحوا ويقدموا أمامه مشاريع وبدائل جديدة؟ وهنا يتضح دور المسؤولين، أولئك الذين عليهم أن يتواضعوا قليلا أمام الأمة، عليهم أن يتواضعوا من أجل المجتمع"، حسب قوله.

اقرأ أيضا: نداء لـ"تعليق" مقاطعة "سنطرال دانون" يشعل التواصل بالمغرب

واعترف رئيس الحكومة المغربية، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، بأن حملة المقاطعة "صرخة معاناة من الطبقة المتوسطة".
 
وقال رئيس الحكومة، خلال ترؤسه السبت 26 أيار/ مايو الماضي، اجتماع اللجنة الوطنية لحزب العدالة والتنمية، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، إن "الدراسة العميقة أثبتت أن حملة المقاطعة صرخة معاناة من قبل جزء من الطبقة المتوسطة".
 
وتابع العثماني: "لذلك من واجبنا أن نتفهم هذه المعاناة وأن نعمل على اتخاذ إجراءات عملية لرفعها عن المواطنين".

ومازالت شركتا "أفريقيا" للمحروقات المملوكة لوزير الفلاحة، عزيز أخنوش، وشركة "سيدي علي" للمياه المملوكة للرئيسة السابقة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح، تنتهج سياسة الآذان الصماء اتجاه مطالب المقاطعين، بالمقابل، أعلنت شركة "سنطرال دانون" عبر الرئيس المدير العام، إيمانويل فابيير، في ندوة صحفية، بأن الشركة ستراجع أسعار منتجاتها بالمغرب بشكل "عادل"، متعهدا ببيع الحليب بثمن التكلفة دون تحقيق أي ربح فيه.

اقرأ أيضا: حكومة المغرب تناشد الشعب لوقف المقاطعة..ونشطاء يسخرون