نشرت مجلة "أوزي" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن المسيرة التاريخية لكرة القدم
التونسية. وعندما وصل المنتخب التونسي إلى
كأس العالم في الأرجنتين سنة 1978، كانت قد سبقتها ثلاثة بلدان أفريقية أخرى؛ مصر (1934)، والمغرب (1970) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (1974).
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن هذه البلدان لم تحقق أي نجاح يذكر، ومنيت بسلسلة من الهزائم. وفي الأثناء، عادت هذه المنتخبات ببعض الجوائز التي تحيل إلى شرف المشاركة في مثل هذه المنافسات، وتجربة رائعة ليقصوها على أحفادهم.
وأوردت المجلة أنه في الوقت الذي كانت فيه كل من أوروبا وأمريكا الجنوبية تهيمنان على هذه الرياضة، لم يكن من المتوقع أن تسجل تونس أول انجاز لها ضمن منافسات كأس العالم. لكن المدرب، عبد المجيد الشتالي، كان لديه خطط أخرى. وقد كان الشتالي لاعب خط وسط عرف بتمريراته الحاسمة ومراوغته. وكان مصرا على أن يمنح تونس بهجة النصر في إحدى مباريات كأس العالم.
وصرحت المجلة أن المنتخب التونسي قد شهد تطورًا على المستوى القاري، في حين يسعى الآن لاستعادة مجده من جديد. ويتواصل هذا المسعى المساء في ملعب فولغوغراد، حيث ستواجه تونس إنجلترا في الدور الأول. وعلى ضوء المنافسة الشديدة في المجموعة التي كانت ضمنها تونس سنة 1978، لم يكن من المرجح أن ينتصر المنتخب في أي من المباريات. فقد أوقعت قرعة دوري المجموعات في كأس العالم، تونس مع ألمانيا الغربية وبولندا والمكسيك.
وأشارت المجلة إلى أن تونس قد واجهت المكسيك في أول مباراة لها، حيث افتتحت المكسيك التسجيل، لكن سرعان ما حقق
نسور قرطاج أول فوز لهم في كأس العالم بتسجيل 3 أهداف. أما في المباراة الثانية فقد خسر المنتخب التونسي أمام بولندا بهدف مقابل لا شيء، قبل أن يتعادل سلبًا مع ألمانيا الغربية. وقد انتقلت كل من بولندا وألمانيا الغربية إلى الدور الثاني. أما المنتخب المكسيكي فقد عاد إلى بلاده على الساعة الثالثة فجرا من دون سابق إنذار لتجنب المشجعين الغاضبين.
وأضافت المجلة أن المنتخب التونسي عاد صحبة مدربه، وهم يشعرون بالفخر، في حين كانوا يخططون إلى تقديم أداء أفضل في كأس العالم 1982. وصرح لاعب الوسط، وأفضل لاعب أفريقي لسنة 1977، طارق ذياب، لبي بي سي سبورت سنة 2002، قائلاً: "على الرغم من أننا لم نتمكن من التأهل، إلا أننا عدنا إلى بلادنا ونحن نشعر بالسعادة".
وقالت المجلة إن تطور
كرة القدم الأفريقية كان يعني بالضرورة اشتداد المنافسة بالنسبة للمنتخب التونسي في ذلك الوقت. وبفضل الأداء الجيد لنسور قرطاج في أمريكا الجنوبية، وفي ظل ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم سنة 1982 من 16 إلى 24 فريقًا، منح الفيفا أفريقيا فرصة ترشح منتخب ثان ضمن التصفيات. واليوم، يتم السماح لخمس دول أفريقية من أصل 32 منتخبا بالمشاركة في كأس العالم. ومع زيادة عدد المنتخبات في البطولة إلى 48 دولة في كأس العالم 2026، قد يصل عدد المنتخبات الأفريقية المشاركة إلى تسعة.
وأوردت المجلة أن تونس تأهلت لبطولتين مهمتين، ألا وهما كأس الأمم الأفريقية في سنة 1982 ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1988. وقد تم استبعادها في كلتا البطولتين من الجولة الأولى.
وأفادت المجلة أن بعض الدول المجاورة لتونس حققت أداء رائعا على الساحة الكروية. ففي كأس العالم 1982، تعادلت الكاميرون ثلاث مرات، في حين تغلبت الجزائر على كل من ألمانيا الغربية وتشيلي. ومع ذلك، فشل الفريقان في المرور إلى الأدوار الموالية. أما في سنة 1986، أصبح المغرب أول بلد أفريقي يصل إلى الدور 16.
ومنذ ذلك الحين، نجحت نيجيريا في تحقيق هذا الإنجاز ثلاث مرات والجزائر مرة واحدة. وقد وصلت بلدان أخرى إلى الربع النهائي، مثل الكاميرون (1990)، والسنغال (2002) وغانا (2010). أما تونس فقد تأهلت سنة 1998 و2002 و2006، لكنها فشلت في تجاوز مرحلة المجموعات في كل مرة.
وأحالت المجلة إلى أن كلا من مصر والمغرب ونيجيريا والسنغال وتونس يسعون إلى إعادة كتابة التاريخ من جديد في مونديال روسيا. وفي حين أن المرور إلى الدور ربع النهائي قد يكون مشرفا، ولكن وصول أحد المنتخبات الأفريقية للدور النهائي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المدى الطويل.
والجدير بالذكر أن جميع المنتخبات الأفريقية الخمسة المشاركة في روسيا لم تكن ضمن قائمة أفضل 20 منتخبا في التصنيف العالمي للفيفا. وإلى حد الآن كانت الفرق الثلاثة التي تأهلت إلى الدور الربع النهائي من أفريقيا جنوب الصحراء. لكن بلدان شمال أفريقيا تمثل الأغلبية في مونديال روسيا، فقد تأهلت مصر لأول مرة منذ 28 سنة مع عودة المغرب بعد 20 سنة، ناهيك عن تونس التي أصبحت تتمتع ببعض الخبرة.
وفي الختام، أشارت المجلة إلى أنه مع غياب يوسف المساكني بسبب الإصابة، عن مونديال روسيا، لن تكون تونس في وضع جيد. من جانبه، قال مدرب النادي، نبيل معلول، إن غياب المساكني "يشبه غياب ميسي عن الأرجنتين". وسيحاول لاعب خط الوسط البالغ من العمر 23 سنة، إلياس السخيري، الذي يلعب في فريق مونبلييه الفرنسي، سد هذا الفراغ. وفي حين أنه من المحتمل أن تخسر تونس أمام بلجيكا، لكن الفوز على بنما يبدو في المتناول.