كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن تعرض مسجد فينزبري بارك في شمال لندن لتهديدات خسيسة، بعد عام من محاولة الدهس، التي قام بها متطرف أثناء صلاة التراويح فيه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المسجد تلقى رسائل تهديد، تحتوي على مسحوق أبيض، وفيها تهديد بجرائم ضد المسلمين، حيث كشف مدير دار الرعاية الإسلامية توفيق قاسمي، المدى الذي ذهبت فيه حملة الكراهية، بعد عام من الهجوم على مسجد فينزبري، الذي قتل فيه رجل وجرح 12 شخصا.
وتورد الصحيفة أنه جاء في إحدى الرسائل: "هناك آلاف مثل دارين أوزبورن، لكن المسألة مسألة وقت"، وجاء في أخرى: "ما فعله دارين أوزبورن هو البداية وسنقتلكم جميعا".
وينقل التقرير عن قاسمي، قوله إن التهديدات الجديدة، التي تم إبلاغ الشرطة عنها، تركت الكثيرين في حالة من الخوف حتى من مغادرة بيوتهم، والسماح لأولادهم بالذهاب إلى المدرسة، ويضيف: "عليك ممارسة حياتك بطريقة طبيعية قدر الإمكان، لكن التهديد فيها واضح.. يخاف الناس على حياتهم، فالشاحنة الصغيرة أصبحت سلاحا لقتل الناس".
وتلفت الصحيفة إلى أنه تم توجيه رسائل الكراهية للإمام محمد محمود، الذي أثنى القاضي على حكمته، ومنع الناجين من الهجوم من ضرب المهاجم أوزبورن، حتى حضرت الشرطة واعتقلته، حيث يقول قاسمي: "إنهم يعرفون ماذا يفعلون، ويعرفون المنظمة، ويعرفون العناوين، ولديهم بعض الأسماء.. كان علينا اتخاذ عدد من الإجراءات الأمنية الإضافية.. قبل ذلك كانت الوضع آمنا"، ويضيف: "هذا هو مكان كان الناس يأتون إليه للاجتماع والمقابلة والصلاة والتأمل.. نحن جمعية خيرية ونوفر مكانا للناس للراحة، لكن المكان لم يعد كذلك، فقد أصبحنا نسأل الناس من أنت؟ ودعنا نفحص حقيبتك وماذا بها؟".
وينوه التقرير إلى أن دار الرعاية تقع قرب محطة فينزبري بارك، حيث كانت لديها سياسة مفتوحة للصلاة والتعليم والتدريب واللقاءات، مشيرا إلى أن بوابتها الحديدية السوداء اللون مغلقة الآن في معظم الأوقات، ويتم مراقبة الزائر من خلال الكاميرا قبل فتح الباب، حيث تراقبه 30 كاميرا جديدة، بالإضافة إلى أنه تم تركيب إنذار جديد لرصد المتطفلين، وعينت الدار حرسا جددا للعمل لساعات إضافية.
وبحسب الصحيفة، فإن قاسمي يرى أن هذه الحمايات لن تكون فعالة طالما لم يتم معالجة جذور التطرف، معلقا: "بعد عام من الهجوم أشعر أن رسائل الكراهية لا تزال موجودة.. هي سرطان، ولا أجد فرقا بين الذين يرتكبون الإرهاب باسم الإسلام، وبين أشخاص مثل دارين أوزبورن، فهم متشابهون، فالكراهية والوسائل واللغة هي بالضبط متشابهة".
ويفيد التقرير بأن دارين أوزبورن قد قاد شاحنته الصغيرة بعد رحلة من ويلز خارج دار الرعاية الإسلامية، في 19 حزيران/ يونيو، وذلك أثناء خروج المصلين من صلاة التراويح، حيث تأثر أوزبورن بأدبيات الكراهية التي نشرها تومي روبنسون، من مجموعة "بريطانيا أولا" المتطرفة على الإنترنت، وكان يخطط في البداية لمهاجمة مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن، لكنه لم يستطع بسبب الإجراءات الأمنية، وبعد ذلك بدأ أوزبورن بالبحث عن كيفية الوصول إلى مسجد فينزبري، وقاد شاحنته وسط أول مجموعة من المسلمين شاهدهم، وقتل مكرم علي، وصرخ بحسب أحد الشهود، قائلا: "لقد قمت بعملي يمكنكم قتلي الآن".
وتذكر الصحيفة أن قاسمي وصل إلى مكان الحادث، حيث شاهد الضحايا منتشرين على الأرض، وخشي من الشغب، وقام مع قادة المجتمع بتفريق الناس، ويقول: "كان جسدي يرتعش، وكنت أرتجف، وشعرت أننا في محور حرب، مثل العراق وسوريا.. الحمد لله أن المملكة المتحدة عادة ما تكون بلدًا هادئا وهادئا للغاية ، فأنت تشعر بالأمان أينما ذهبت، لكن الأمر لم يكن كذلك في تلك الليلة".
ويكشف التقرير عن أن أوزبورن ترك في الشاحنة ملاحظة مكتوبة، قال فيها إنه قام بالهجوم انتقاما للهجمات التي قام بها أشخاص متعاطفون مع تنظيم الدولة في بريطانيا.
وتشير الصحيفة إلى أن قاسمي يدعو إلى تعليم الأطفال منذ الصغر على التسامح والاحترام، وهو مممتن لسجن المعتدي مدة 43 عاما، واستنكر رسائل روبنسون، الذي سجن بسبب احتقاره المحكمة، ووصفه بالجاهل، ودعا المجتمع لرفض رسائل المتطرفين، سواء من اليمين أو من المتعاطفين مع تنظيم الدولة.
وينقل التقرير عن قاسمي، قوله إن بلاده الجزائر عانت من تنظيم القاعدة، ولهذا أقسم على محاربة التطرف، "سواء كان في لندن بريدج أو ويستمنستر أو مانشستر، فالإرهابيون إرهابيون، وهم حفنة من القتلة والمجرمين.. يريدون تقسيمنا، وجعلنا نقاتل بعضنا، وتمزيقنا، ولن نسمح لهم بعمل هذا، ويجب أن نوقفهم، وهذه هي مسؤوليتنا".
وتذكر الصحيفة أن قاسمي تحدث عن حوادث كراهية الأجانب والإسلام عندما منعت فتاة مسلمة من الدخول لمطعم "ماكدونالدز"؛ بسبب ارتدائها الحجاب، مستدركا بأن القادة السياسيين أثنوا على الطريقة التي تعامل فيها سكان شمال لندن مع الحادث، "وقد اتحد المجتمع، وأظهروا الحب والاحترام لبعضهم، رغم اختلافاتنا، وهذا شيء جميل".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن السكان سيحيون ذكرى مرور عام على الحادث، ويتبعه دقيقة صمت، وتوقيع على كتاب الأمل، وسيشارك وزير الداخلية ساجد جاويد، وعمدة لندن صديق خان، وزعيم حزب العمال جيرمي كوربين، وأعضاء من مسجد فينزبري بارك ودار الرعاية الإسلامية.
الغارديان: إيران أغرقت الإمارات والسعودية بحرب اليمن
إندبندنت: استطلاع حول الفقر ببريطانيا يكشف عن نتائج صادمة
التايمز: وزير الداخلية البريطاني يهاجم المجلس الإسلامي