استبعد محللون سياسيون سوريون في حديثهم لـ"عربي21"، تحرك جبهات فصائل المعارضة السورية في الشمال السوري لمساندة فصائل المعارضة في درعا.
ويطرح مراقبون ومحللون العديد من الأسباب التي تحول دون تحرك جبهات الشمال للتخفيف عن الجنوب، خاصة بعد تصريحات رأس النظام السوري بشار الأسد قبل أيام، والذي أكد على أن الشمال السوري الهدف المقبل لقواته.
ويستبعد عضو "مجموعة العمل من أجل سوريا" درويش خليفة، في حديثه لـ"عربي21"، تحرك فصائل المعارضة في الشمال السوري لفتح معركة ضد قوات النظام من أجل التخفيف عن فصائل درعا في الجنوب.
وقال خليفة إن "الفصائل المتواجدة في الشمال والتي زارت أستانة في سبيل تخفيض التصعيد بالتعاون مع الضامن التركي والتي توزعت نقاط مراقبتهم الـ 12 في قطاع إدلب ليست قادرة على اتخاذ أي خطوة من شأنها فتح معركة غير محسوبة النتائج في هذا السياق".
وأشار خليفة إلى "وجود مخاوف على أربعة ملايين سوري مقيمين في إدلب وضواحيها من تعرضهم لغضب الطيران الروسي الذي لا يفرق بين صغير وكبير وبين امرأة ورجل" .
اقرا أيضا : قيادي ينفي لـ"عربي21" تلقي فصائل الجنوب عرضا روسيا
وأكد أن " أي معركة في الشمال تحتاج إلى ضوء أخضر تركي وإلا لن تكون مجدية في حال كانت نتيجة لرد فعل، وبالتالي فهي هدر لموارد الفصائل العسكرية والبشرية، حيث يجب أن تكون أي خطوة مدروسة بعناية لأننا استنزفنا في كافة المجالات وأصبحنا الحلقة الأضعف في حالتنا السورية".
"تحرير الشام" تدعو إلى مؤازرة درعا
ودعت"هيئة تحرير الشام"، فصائل المعارضة في شمال سوريا، إلى تشكيل "غرفة عمليات مشتركة" مِن أجل مساندة الفصائل في الجنوب السوري، ضد الحملة العسكرية التي بدأها النظام وروسيا هناك.
وقالت الهيئة في بيان اطلعت عليه "عربي21"، إنها "تمد يدها لجميع الفصائل والجماعات، متجاوزة الخلافات البينية ومقدمة مصلحة الأمة العليا، وتدعو لتشكيل غرفة مشتركة ترصّ بها الفصائل صفوفها وتؤازر إخوانها في الجنوب"، مؤكدا أن الفصائل قادرة على تغيير المعادلة وقلب الطاولة، في حال وحّدت صفوفها وقاتلت قوات النظام".
وتعليقا على بيان هيئة تحرير الشام استبعد المحلل السياسي ناصر الحريري أن تفتح الجبهات في الشمال أو أن تكون هناك مواجهات حقيقية بين قوات الأسد وحلفائهم وبين الفصائل العسكرية في الجبهة الشمالية، وذلك لعدة أسباب، منها أن هناك خلافات أيديولوجية وصراعا ومواجهات عسكرية بين الفصائل وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى.
وقال في حديثه لـ"عربي21"، إن هنالك أيضا اتفاقيات وتوافقات بين أمريكا وتركيا وروسيا بالنسبة لإدلب والمنطقة الشمالية المتأخمة للحدود التركية بشكل عام، وبالتالي فإن الحفاظ على الهدوء يفرض على فصائل الشمال عدم فتح جبهات ومواجهات مع قوات الأسد.
وشدد الحريري على أن المعركة الجارية الآن في الجبهة الجنوبية "تمثل معركة مصير ومفترق طرق بالنسبة للثورة السورية في جانبها العسكري، وهي أيضا تمثل أوراق الضغط والربح والخسارة للثورة في مسارها السياسي".
ولفت إلى أن الجبهة الجنوبية "لم تطلب مساندة ودعما من أي جهة، حيث صرح قادتها وكل أهل حوران بأنهم مستعدون للمواجهة والقتال حتى دحر القوات الغازية"، مؤكدا أن الأمور "ما زالت حتى الآن مطمئنة والمقاتلين يسطرون بطولات استثنائية وخاصة على جبهة حي المنشية وبصر الحرير واللجاة".
اقرا أيضا : قوات الأسد تواصل تقدمها في الجنوب وتقسم مناطق المعارضة
وأضاف: " كان هناك عدة محاولات اقتحام لفصل هذه المناطق وتقطيعها، ولكن الثوار المتيقظين قاموا بنصب كمائن لها أوقعت المقتحمين بين قتيل وأسير، ومن بينهم ضباط برتب عالية وعدد كبير من الجنود وعناصر المليشيات الطائفية من إيران وأفغانستان حيث تم نعي قتلى قوات الأسد على الصفحات الموالية لهم".
وبالعودة للشمال السوري، استدرك الحريري مؤكداً أن تحريك وتفعيل هذه الجبهة وفتح معارك ومواجهات فيها "سيكون له دور ضاغط على قوات الأسد وحلفائه خاصة إذا تم فتح معركة الساحل الحاضنة الشعبية لنظام الأسد، سيما أن هناك حالات تململ وتمرد بين عائلات الساحل حصل على إثرها بعض المواجهات المسلحة بينهم وبين قوات الأمن بسبب رفضهم إرسال أبنائهم ليموتوا في درعا، حسب ما جاء على لسان أحد الرجال من مدينة طرطوس التي أصبح يطلق عليها (مدينة الأرامل)!"، على حد توصيفه.
على ماذا حصلت واشنطن للتخلي عن المعارضة السورية بالجنوب
هكذا قرأ محللون دلالات زيارة نتنياهو المفاجئة للأردن
هل ستشارك روسيا بمعارك الجنوب السوري إذا بدأها النظام؟