نشر موقع "ناشونال ريفيو" مقالا للكاتب مايكل بريندان دورتي، يقول فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تحدث أي تغير على مواقف السعودية، التي يرى أنها لا تزال تورط الولايات المتحدة في "شناعات أخلاقية بحربها التي لم تثمر ضد الحوثيين في اليمن".
ويقول دورتي إن "دور الولايات المتحدة في توفير الوقود للطيران السعودي في الجو، والمعلومات الاستخباراتية للتهديف، وبعض القوات على الأرض، تجعل أمريكا مشاركة في الحرب، وطرفا في أسوأ كارثة إنسانية في الشرق الأوسط، حيث أدت هذه الحرب إلى مفاقمة وزيادة كارثة الكوليرا في اليمن، وأدت إلى ظروف مجاعة في بلد يستورد معظم احتياجاته".
ويشير دورتي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "التحالف الذي تقوده السعودية بدأ في هذا الأسبوع أكبر عملية طامحة، وهي محاولة السيطرة على الميناء الاستراتيجي الحديدة، الذي يقع ضمن سيطرة الحوثيين، ويأمل البعض أن يؤدي طردهم منه إلى نوع من التسوية السلمية، إلا أنه وبناء على ما شهدناه من فظائع الحرب فلن أفاجأ من أن تؤدي سيطرة السعودية على هذا الميناء المهم إلى تصعيد في حرب الاستنزاف السابقة".
ويقول دورتي إن "البعض يفكر أحيانا في عجلة الروليت التجميلية، كما أفعل، من كان يتوقع في عام 2013 ألا يستطيع الرئيس الجمهوري المقبل القيام بزيارة رسمية للمملكة المتحدة، ويقابل كيم جونغ-أون، ويشير إليه بالرجل (الذي يحب شعبه)؟ فأين التناقض؟".
ويلفت الكاتب إلى أن "دونالد ترامب وعد بالتغيير وقد جاء، ففي الداخل خفض ضريبة الشركات، وتم تغيير نظام أوباما كير الصحي بطريقة لم يعد فيها واضحا، وعين نيل غورساتش في المحكمة العليا، وهو مقعد حجزه باراك أوباما لميريك غارلاند، وكما شاهدنا هذا الأسبوع فقد عبر ترامب عن استعداده لتغيير أشكال حماية حدود أمريكا".
ويفيد دورتي بأنه "في الخارج، فإنه يقوم باستخدام صلاحيات تخلى عنها الكونغرس لتطبيق سلسلة من القرارات التجارية ضد المنافسين، مثل الأصدقاء والأعداء على حد سواء: الخشب الكندي الخفيف والفولاذ والضرائب على التكنولوجيا الصينية".
ويبين الكاتب أنه "في الوقت الذي اعتمد فيه باراك أوباما على الحلفاء الأوروبيين، وتعاون معهم في المعاهدة مع إيران، وفي الرد على ليبيا، فإن ترامب تبنى الاتجاه المعاكس، وقلل من شأن الحلفاء الأوروبيين، وتجاهلهم باعتبارهم منتفعين يريدون من الولايات المتحدة الدفاع عنهم، في الوقت الذي أنفقوا فيه ميزانياتهم السخية على نظام الرعاية".
وينوه دورتي إلى أن "التغيير امتد ليشمل العلاقات الشخصية، فقد قال أوباما إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ذرفت دمعة بعد خروجه من المسرح الدولي، وقال بحزن: (هي الآن وحيدة)، ويقال إن ترامب رمى عليها علبة حلويات بنكهة الفاكهة (ستاربيرست) أثناء قمة الدول السبع، قائلا: (حتى لا تقولي إنني لم أعطك شيئا)".
ويعلق الكاتب قائلا: "على ما يبدو فإن كل شيء مما ذكر ذهب ضد عادات واشنطن، لكن ترامب لم يكن قادرا على تغيير علاقة الولايات المخجلة مع السعودية، ولهذا السبب فإنه سيتمسك بالتحالف في الشرق الأوسط مهما كان عاجزا، وسيبقيه على ما هو، مع أن تحالفات أمريكا في أوروبا لا تقود للمشاركة في الحرب أو انتشار مرض الكوليرا، فيما يدور تحالف أمريكا في شبه الجزيرة الكورية حول مواجهة الديكتاتورية ومن يساعدها، ومع ذلك قرر ترامب تغيير موقف أمريكا هناك".
ويختم دورتي مقاله بالقول: "بناء على مواقف هذه المنطقة، التي بددت جهود كل رئيس أمريكي منذ كارتر، ربما توقعت أن يبحث ترامب عن بديل، ولم يفعل، وسيدفع الثمن مثل سابقيه".
الغارديان: ناشطون يطالبون بوقف التواطؤ البريطاني في اليمن
نائب أمريكي: يجب وقف التدخل الأمريكي في حرب اليمن
فريدمان: لماذا يحب ترامب المستبدين ويكره الديمقراطيين؟