شارك المئات في العاصمة الألمانية
برلين في مسيرة احتجاجية دعت لها حركة "Black
Lives Matter - Berlin"، مساء الجمعة، للتنديد بالعنصرية ضد السود.
وانطلقت المسيرة الاحتجاجية
من شارع "مورن" بمنطقة "شتات ميتا" وسط العاصمة، وجابت عدة شوارع
بالمدينة، وصولا لمنطقة "كروتزبيرغ".
واختار المنظمون اسم الشارع
"مورن"، وتعني بالألمانية العبد، يرمز إلى "العبودية" التي تُتبع
بحق السود.
ورفع المشاركون شعارات تؤكد أن حياة السود مهمة، وأن اللاجئين مرحب بهم، مطالبين بالمساواة بين كافة البشر، بغض
النظر عن لونهم.
كما حملوا شعارا يندد بالصمت على العنصرية في ألمانيا، معتبرين أن الصمت هو نوع من أنواع العنف.
وشارك نشطاء فلسطينيون وأجانب،
بينهم أعضاء في حركة BDS/ فرع برلين في التظاهرة،
رافعين الأعلام الفلسطينية وشعارات تفضح عنصرية الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المشارك من جنوب أفريقيا
بيلي: "أشارك بهذه الفعالية كل عام؛ لأن هذا الأمر يتعلق بحقوق الإنسان، والأمر
لا يتعلق هنا بالتساوي بين الجميع أمام القانون، بل بين الناس جميعا، نحن نناضل من
أجل المساواة؛ لأننا جميعا بشر، فنحن نقاتل لنُرى كإنسان؛ لأن الكثير من الناس ينظرون
إلينا على أننا أقل من ذلك".
وأضاف لـ"عربي21":
"ما يجري في فلسطين الآن، حدث في جنوب أفريقيا عندما حاربنا نظام الفصل العنصري،
وما زلنا نقاتل ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا حتى هذا اليوم، لا نزال نقاتل من
أجل المساواة الاقتصادية الحقيقية، المساواة في كل مجال من مجالات الحياة".
وحول رسالته للفلسطينيين،
طالب بيلي "بضرورة ألّا يستسلموا أبدا كما لم يستسلم الناس في جنوب أفريقيا،
ففي النهاية سوف يكون هناك عدالة، كما حدث في جنوب أفريقيا، فيجب عدم الاستسلام؛ لأنك
في النهاية ستحقق أهدافك، و عندما تفعل ذلك ستجد تحررا، وستجد هويتك".
من جهتها، عبرت آنة، وهي ناشطة
من برلين، عن أهمية الفعالية، وقالت: "من المهم أن نرفع أصواتنا؛ تضامنا مع المجموعات
المضطهدة ضد العنصرية المنظمة والعنف".
وأضافت لـ"عربي21":
"لذلك أنا سعيدة لوجودي هنا اليوم، حتى أكون أكثر إنسانية، وأقاتل ضد كل أنواع
الاضطهاد، ورفعي لشعارات تناصر وتدعم القضية
الفلسطينية داخل هذا الاحتجاج يأتي ضمن هذا الإطار".
وتابعت: "من الواضح أن
فلسطين ليست هي المحور الرئيسي في هذا العرض، لكن من المهم الربط بين النضالات، ومن
الواضح أن الانضمام إلى هذا العرض التجريبي تضامن مع السود الذين يعانون الكثير من
العنصرية، وكذلك شعارنا هنا "اللاجئون مرحب بهم هنا"، وأنا كمواطنة أوروبية
من المهم بالنسبة لي أن أحتج على السياسات العنصرية في أوروبا، التي لا تريد اللاجئين،
ونحن بحاجة إلى معارضة هذه العنصرية، وقبول المسؤولية عن الاستعمار الأوروبي".
وحول رفعه العلم
الفلسطيني، قال الناشط من برلين أحمد مطر: "أرفع العلم الفلسطيني لأنه واجب إنساني
أولا، ولأعبر عن تضامني مع قضية إنسانية ضد العنصرية والاضطهاد للبشر، بغض النظر عن
لونها وانتمائها. ثانيا لأني صاحب قضية مثلهم، ونحن نشترك بالدفاع عن حقوقنا والبشرية
جمعاء".
وأضاف لـ"عربي21":
"أعتبر أن ربط النضال والكفاح الفلسطيني مع كفاح ونضال الشعوب الأخرى التي تناضل
من أجل حريتها وحقوقها وكرامتها واجب إنساني وأخلاقي يخدم قضيتنا الوطنية، وكانت لنا
وقفات كفلسطينيين ضد الفصل العنصري في جمهورية جنوب أفريقيا؛ حيث كان الرئيس الراحل
ياسر عرفات يتمتع بعلاقة قوية مع الزعيم نيسلون مانديلا، فموقفنا دوما مع المناضلين
والمكافحين من أجل الحرية والكرامة ومع كل حركات التحرر العالمية".
وأشار مطر إلى أن فكرة حركة
" black lives matter" انطلقت في الولايات
المتحدة ضد العنصرية والتمييز ضد السود، وقد كان من أبرز رموزها محمد علي كلاي وماركن
إكسن وغيرهم.
ويرى الناشط من برلين برهان ياسين أن
من واجب الفلسطينيين التضامن مع المضطهدين في العالم، وقال: "بمجرد أنني فلسطيني
فهذا يحتم علي المشاركة والوقوف مع كافة قضايا العالم، ليس فقط العربي، بل العالم أجمعه،
وقضية السود هي قضية تحرر إنسانية، ومن واجبي أن أقف معهم، فبرأيي فإن تحرير فلسطين
يتطلب أناسا مؤمنين بالعدالة كاملة في كافة أنحاء العالم، ونحن نحمل الهدف ذاته في النهاية".
وأضاف لـ"عربي21":
"من يمارس العنصرية والتمييز ضد السود هي الحكومة الأمريكية، وهي ذاتها التي
تدعم العنصرية والاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني".
محكمة الاحتلال تلغي اعترافات منفذي جريمة قتل عائلة دوابشة
السلطة تمنع التظاهرات والتجمعات .. والشعبية ترد
استمرار الوقفات بالضفة دعما لرفع العقوبات عن غزة (شاهد)