كشفت صحيفة "حرييت" التركية، الخميس، عن التفاصيل الكاملة لاعتقال "داعية الراقصات" التركي المثير للجدل، عدنان أوكتار، المعروف أيضا باسم "هارون يحيى".
وقالت في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الحملة الأمنية ضد أوكتار وجماعته وقعت بصفة متزامنة في 4 ولايات تركية وكان مركزها في إسطنبول. وشملت الحملة مداهمة 120 موقعا، وأسفرت عن اعتقال 172 شخصا، بالإضافة لأوكتار.
وأشارت الصحيفة إلى أن وحدة مكافحة الجرائم المالية التابعة لمديرية أمن إسطنبول، وبالتنسيق مع النيابة العامة في إسطنبول، قد أجرت تحريات واسعة على امتداد السنتين الماضيتين حول المخالفات المالية والجرائم القانونية التي ترتكبها منظمة عدنان أوكتار.
وكشفت عن أن "عدنان أوكتار علِم بالحملة الأمنية التي شنت ضده قبيل وصول رجال الأمن إلى الفيلا التي يسكن فيها، مما دفعه إلى الهروب والفرار، لكن وبفضل الملاحقة الأمنية له من قبل الوحدات الخاصة التابعة لجهاز الشرطة، تم اعتقاله بعد توقيف سيارته في منطقة ساريير في إسطنبول".
اقرأ أيضا: تركيا توقف "داعية الراقصات" المثير للجدل عدنان أوكتار (شاهد)
وأضافت الصحيفة أن "حرس المنزل الخاص بأوكتار أطلقوا عيارات نارية عدة ضد قوات الأمن التركية، قبل أن تقتحم الشرطة المنزل وتلقي القبض عليهم جميعا".
وقد استمرت عمليات التفتيش الواسعة في المنزل لأكثر من 17 ساعة. وقد كان أوكتار يتحصن في منزل أشبه بالقلعة، من حيث التجهيزات الأمنية، والحراسة المشددة، وكاميرات المراقبة، إضافة للأبواب المصفحة. كما عثرت قوات الأمن على العديد من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وذكرت الصحيفة أن "الحملة الأمنية استهدفت اعتقال 235 شخصا من بينهم 106 نساء، حيث لا تزال عمليات الملاحقة والمتابعة جارية لاعتقال وتوقيف بقية المتهمين".
ونجحت قوات الأمن في اعتقال ديدم أورار، التي تُعتبر المسؤولة عن إحضار الفتيات والشابات لبرامج عدنان أوكتار. مع ذلك، لم تفلح الحملة الأمنية حتى الآن في اعتقال تاركان يافاش، الذي يعتبر الرجل الثاني بعد عدنان أوكتار في هذه المنظمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن كاميرات الصحافة التركية التقطت بعض الكلمات التي تفوه بها عدنان أوكتار أثناء نقله للمستشفى لإجراء الفحوصات قبل استجوابه. وقد نفى التهم الموجهة إليه، وذكر أن جميعها محض كذب وافتراء وأن ما يحدث عبارة عن لعبة من ألاعيب الدولة العميقة، قبل أن يضع أحد رجال الشرطة يده على فم أوكتار ويمنعه من الكلام.
ونوهت إلى أن الدولة التركية وضعت يدها على كامل ممتلكات المتهمين جميعا. كما جرت عمليات تفتيش واسعة في مقر قناة "أ 9 تي في"، التي كانت تبث برامج عدنان أوكتار بصورة حصرية. وقد عثرت قوات الأمن على العديد من الأسلحة والعيارات النارية والعربات المصفحة.
الجدير بالذكر أن الكثير من الشكاوى قدمت من قبل ضحايا عدنان أوكتار من الفتيات والشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 11 و40 سنة، اللاتي اتهمن أوكتار بالابتزاز الجنسي واستغلالهن جنسيا.
في الواقع، لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال عدنان أوكتار، حيث سبق له أن مكث في السجن لمدة 9 أشهر في سنة 1999. وقد وصفه رئيس الوزراء التركي آنذاك، سعد الدين تانتان، بأنه رجل خطير، كما أن خطره لا يقل عن الإرهابيين.
وعددت الصحيفة التهم الموجهة لعدنان أوكتار حيث وصل عددها إلى 31 تهمة من بينها تأسيس جماعة إجرامية، والاستغلال الجنسي للأطفال، والاعتداء الجنسي، والابتزاز، والتهديد والإجبار، وخطف الأطفال وأخذهم كرهائن.
كما شملت التهم الاحتيال باستغلال العواطف الدينية، والافتراء، والاحتقار، والتجسس السياسي والعسكري، والاحتيال المتعمد، والتزوير، والعبث بخصوصيات الناس، وغيرها.
اقرأ أيضا: نيوزويك: ما علاقة الرقص الشرقي بالدين؟ هارون يحيى يجيب
ونقلت الصحيفة عن أحد الشهود، ويُدعى جيلان أوزغول، أنه دخل في منظمة عدنان أوكتار خلال سنة 2016، وهرب منها في سنة 2017. وذكر أوزغول أن المنظمة مليئة بالأمور السيئة والقذرة، وأن هناك العديد من الفتيات اللاتي تم اغتصابهن لمرات عديدة.
واعتبر أوزغول أن إطلاق كلمة "قطط" على الفتيات يأتي بهدف التخفيف من وطأة الأمور القذرة التي تمارس ضدهن. كما كشف عن أن الكثير منهن يتحركن في الشوارع وهن مسلحات.
وأفادت الصحيفة أن تحريات قوات الأمن ومتابعة ممتلكات عدنان أوكتار والحجز عليها، كشفت عن وجود 18 عربة مصفحة، والعديد من المخازن التي احتوت على الكثير من لوحات السيارات والأغراض وغيرها.
وقد تم نقل جميعها لمركز مديرية أمن إسطنبول من أجل إجراء المزيد من التحقيقات حولها ومعرفة ما إذا كانت مسروقة أم لا.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن عدنان أوكتار يُشير إلى نفسه على أنه داعية إسلامي ومناهض للإلحاد والمادية، وقد نشر الكثير من الكتب تحت اسم "يحيى هارون".
فورين أفيرز: لماذا تجعل انتصارات الأسد الحرب أكثر خطورة؟
صحيفة تركية: وسطاء تدخلوا للتهدئة بين محرم إنجه ورئيس حزبه
حرييت: زعيم المعارضة التركية يصر على التملص من الخسارة