ذكر موقع "بزنس إنسايدر" أن لاجئا سياسيا سعوديا في كندا بث أفلاما ينتقد فيها المملكة العربية السعودية دفع ثمن نقده، من خلال اعتقال السلطات السعودية لعائلته وأصدقائه.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن الناشط عمر عبد العزيز (27عاما)، قوله إن السلطات السعودية تحدثت مع عائلته، وطلبت منها تحذيره، والتوقف عن انتقاد المملكة، وعندما رفض اختفى شقيقان من أشقائه وعددا من أصدقائه، مشيرا إلى أن عبد العزيز يشك في أن توقيت الاعتقالات مرتبط بالأزمة الدبلوماسية الحالية بين السعودية وكندا.
ويفيد الموقع بأن عبد العزيز يعد من الناشطين على "تويتر"، ولديه قناة إخبارية على "يوتيوب"، التي يتحدث عبرها عن حقوق الإنسان وانتهاكاتها في السعودية.
ويورد التقرير نقلا عن عبد العزيز، قوله إن السلطات تحدثت مع أصدقائه وعائلته أولا، وطلبت منهم التدخل ليتوقف عن نقد السعودية من محل إقامته في مدينة مونتريال، لكنه رفض، قائلا: "هددوني قبل أيام.. بعد ذلك استخدموا شقيقي لابتزازي، وقال لي: (عمر عليك التوقف لأنهم سيعتقلونني أو يسجنونني)، وحاول بعض أصدقائي الحديث معي، لكنني قلت لهم لن أتوقف عن الكلام".
وبحسب الموقع، فإن عبد العزيز قال يوم الثلاثاء إن بعض أقاربه لاحظوا غياب شقيقيه من احتفالات عيد الأضحى، وقال بعد ذلك إن سعوديين يعملون في الحكومة أكدوا له اعتقال شقيقيه وعددا من أصدقائه.
وينقل التقرير عن عبد العزيز، قوله: "لا أستطيع الاتصال مع عائلتي.. حاولت، لكنهم لم يردوا، وأعرف أنهم يتعرضون لضغوط كبيرة من الحكومة السعودية".
ويلفت الموقع إلى أن عبد العزيز انتقل أول مرة إلى كندا للدراسة، حيث درس في جامعة بيشوب في كيوبيك، وقرر بعدما أصبح ناشطا في السياسة والتعليق السياسي على الإنترنت، تقديم طلب لجوء سياسي عام 2014؛ لشعوره أن انتقاداته القوية للحكومة تمثل خطرا.
ويورد التقرير نقلا عن عبد العزيز، قوله: "شعرت بالخوف من العودة إلى بلدي.. أعلم أنني لو عدت لانتهيت في السجن".
وينوه الموقع إلى أن عبد العزيز حصل على اللجوء السياسي، وأصبح مواطنا كنديا عام 2017، وقال إن الحكومة السعودية لم تحاول في الماضي الاتصال معه بسبب نشاطه السياسي، ويشك في أن التهديد واعتقال أفراد عائلته مرتبط بالأزمة الدبلوماسية مع كندا.
ويفيد التقرير بأن وزارة الخارجية الكندية طالبت بالإفراج عن معتقلين سعوديين ناشطين في مجال حقوق الإنسان، وكتبت وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند تغريدة، عبرت فيها عن قلقها من اعتقال سمر بدوي وشقيقها المعتقل قبلها رائف بدوي، مشيرا إلى أن عائلة الأخير تعيش في كندا.
ويذكر الموقع أن السعودية ردت بسلسلة من الإجراءات العقابية، التي ضمت طرد السفير الكندي، وقطع العلاقات التجارية، ودعوة طلابها المبتعثين في الجامعات الكندية للعودة إلى السعودية، وكذلك المرضى الذين يعالجون في المستشفيات الكندية.
وقال عبد العزيز إنه قلق على مصير عائلته وأصدقائه والناشطين، بمن فيهم إسراء الغمغام، التي طالب الادعاء بإعدامها مع أربع معتقلات؛ لمشاركتهن في احتجاجات في المنطقة الشرقية، ولو صدر حكم ضد الغمغام فإنها ستكون أول ناشطة تعدم بسبب نشاطاتها.
وبحسب التقرير، فإن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أكد يوم الخميس أن بلاده تواصل التحادث الدبلوماسي مع السعودية، وعبر عن قلقه من وضع الغمغام.
ويختم "بزنس إنسايدر" تقريره بالإشارة إلى قول ترودو إن "كندا ستواصل الوقوف وبقوة إلى جانب حقوق الأقليات والقيم العامة المشتركة، في الوقت الذي نبحث فيه عن علاقات بناءة وعلاقات إيجابية مع الدول حول العالم".
فورين بوليسي: هذا ما كشفته أزمة السعودية مع كندا
واشنطن بوست: السعودية لا يمكنها تحمل مواجهة مع كندا
فايننشال تايمز: هجمة الرياض على كندا تصدم الغرب.. هكذا قرأتها