اختارت المنظمة
الدولية للشرطة الجنائية، "إنتربول"، دولة
المغرب لاحتضان أشغال الدورة
الثالثة والتسعين للجمعية العامة المقرر تنظيمها سنة 2025.
ونشرت مجلة
"
جون أفريك" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على أسباب اختيار
مراكش
المغربية لاحتضان أشغال الدورة.
وقالت المجلة في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اختيار المغرب هو نتيجة العلاقات
الجيدة التي تقيمها مصالح الأمن المغربية مع نظيراتها الأمريكية والأوروبية على
وجه الخصوص، والاعتراف بخبراتها.
وتضيف المجلة أن
حصول المغرب على منصب نائب رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية عن القارة
الأفريقية لم يكن مفاجئا، حيث يُعد هذا التصويت الذي أجري خلال الدورة الـ 92
للمنظمة، المنعقدة بين يومي 4 و7 تشرين الثاني/ نوفمبر في غلاسكو، اعترافًا
بالنجاحات التي حققتها المملكة على صعيد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
تعاون دولي
وحسب المجلة،
فإن المغرب من خلال فوزه بهذا المنصب بتصويت 96 دولة، أثبت نفسه كنموذج للإدارة
الأمنية، فضلا عن قوة قيادته والتزامه بالاستقرار الإقليمي. وبتوجيهات ملكية،
اعتمدت المملكة مقاربة براغماتية في التعاون جنوب / جنوب، بهدف تعزيز شراكتها مع
الدول الأفريقية، خاصة في المجال الأمني.
وتستفيد دول مثل
ساحل العاج والسنغال ومالي وتشاد من دعم المغرب في تعزيز قدراتها الأمنية، من خلال
التدريب المستمر وتبادل المعلومات الاستخبارية والدعم الفني في مواجهة التهديدات
الإرهابية والإجرامية.
من جانبه، رحب
الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، بهذا التوجه،
معلنا في شباط/ فبراير الماضي من الرباط أن المغرب يشكل "نموذجا للأمن
والتعاون في المنطقة".
من جانبه، شدد
الممثل الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسي للجوار الجنوبي، خافيير كولومينا،
خلال زيارته للرباط في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على أن "المغرب لاعب
أساسي عندما يتعلق الأمر بالأمن".
وذكرت المجلة أن
الولايات المتحدة تعتبر المغرب حليفا استراتيجيا في الحرب ضد الإرهاب في أفريقيا
والشرق الأوسط، ويتجلى هذا التعاون من خلال تبادل المعلومات الاستخبارية وتنظيم
دورات تدريب قوات الأمن والتعاون النشط في منطقة الساحل، حيث يلعب المغرب دورا
حاسما في احتواء التهديدات الإرهابية.
وأضافت أن
المملكة اكتسبت خبرة في مجال الاستخبارات، بعد أن عملت بشكل وثيق مع فرنسا
وإسبانيا لمنع الهجمات الإرهابية وتفكيك الخلايا النشطة. كما اتخذت خطوات مهمة
لتعزيز قدراتها في مجال الأمن السيبراني والاستثمار في الحلول التكنولوجية
المتقدمة من خلال التعاون مع الشركات المتخصصة، وهو ما منح المغرب القدرة على
الاستجابة بفعالية للتهديدات السيبرانية وحماية بنيته التحتية وتقديم الدعم الحاسم
لشركائه الدوليين.
شريك قوي
لأوروبا
أوردت المجلة أن
المغرب أثبت نفسه كحليف استراتيجي للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بإدارة تدفقات
الهجرة، ولعب من خلال التعاون الوثيق مع إسبانيا دورًا رئيسيًا في مراقبة مسارات
الهجرة وتحييد شبكات التهريب، مثبتا كفاءته في إدارة الحدود.
كما جذبت فعالية
الإدارة الأمنية المغربية اهتمام فرنسا التي طلبت الاستعانة بخبرة الرباط في
الاستعدادات الأمنية لدورة الألعاب الأولمبية في باريس. ففي حزيران/ يونيو 2024،
أدى المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب
الوطني عبد اللطيف الحموشي، زيارة عمل إلى باريس بغاية تعزيز التعاون الأمني.
وقبل فرنسا،
عززت قطر نظامها الأمني من خلال الاستعانة بخبرة المغرب في كأس العالم لكرة القدم
2022، وقد مكنت اتفاقية التعاون الموقعة بين البلدين من إرسال آلاف من عناصر
الشرطة المغربية لدعم الأمن في البطولة.
وقد ترأس عبد
اللطيف الحموشي الوفد المغربي خلال الدورة الأخيرة للجمعية العامة للإنتربول
المنعقدة في غلاسكو، ودافع عن المصالح المغربية خلال المناقشات الاستراتيجية حول
الأمن العالمي، معززا مكانة بلاده كركيزة من ركائز الأمن الإقليمي والدولي، وفقا
للمجلة.
الجمعية العامة
في مراكش سنة 2025
اعتبرت المجلة
أن اختيار المملكة في كانون الأول/ ديسمبر 2023 كدولة مضيفة للدورة القادمة
للجمعية العامة للإنتربول في 2025 يعكس ثقة دول العالم في قدرة المغرب على تنظيم
هذا الحدث الدولي وتعزيز الشراكات في مجال الأمن.
وأضافت أن قدرة المغرب
على بناء تحالفات استراتيجية مع الجهات الفاعلة المؤثرة مثل الولايات المتحدة وحلف
شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأفريقية تعكس دوره المركزي في
الاستجابة للتحديات الأمنية في القرن الحادي والعشرين.
وختمت بأن
احتضان المغرب الدورة الـ93 للجمعية العامة للإنتربول يتيح له الفرصة لتعزيز دوره
كنموذج ناجح في مجال الإدارة الأمنية وإظهار التزامه المتجدد بالمساهمة الفعالة في
الأمن العالمي.