نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية مقال رأي للكاتبة، يوليا فريزه، تحدثت فيه عن مستقبل العديد من الأشياء الموجودة في حياتنا اليومية، التي ستختفي بصفة نهائية في المستقبل القريب.
وقالت الكاتبة في مقالها الذي ترجمته
"عربي21"، إن شاحن الهاتف الذكي والبطاقات البنكية والهواتف الثابتة
تعتبر من بين تلك الأشياء، وليس ذلك فحسب، حيث إن المصابيح الكهربائية والأكياس
البلاستيكية ستودع هي الأخرى حياتنا نهائيا.
وأوردت الكاتبة أن "هناك العديد من الأشياء،
التي يجب أن نقدرها في الوقت الحاضر، لأننا لن نراها مستقبلا، وكان لا بد من
الحديث حول هذا الموضوع مع باحث المستقبل، تريستان هوركس، من معهد المستقبل في
فيينا، الذي درس علم الإنسان الثقافي والاجتماعي، وكان يتحدث عن مستقبل الأشياء
منذ الصغر مع والده عالم أبحاث المستقبل المعروف، ماتياس هوركس".
وذكر هوركس أن "أول الأشياء، التي ستتغير
جذريا، هي المجمعات التجارية، حيث سيتغير شكلها مقارنة بما ألفناه، فمع مرور
الوقت، سيتغير مفهومنا عن الطعام، وسنعوض كل الفوائد الغذائية بتناول مجموعة من
الأقراص الغذائية".
وتوقع عالم المستقبل أن "حاسة التذوق من خلال
الفم من بين الأمور التي ستختفي، وسنلاحظ أيضا اختفاء الصراف تدريجيا في تلك
المجمعات التجارية"، لافتا إلى أنه "بالفعل بدأنا نلاحظ في بعض المتاجر
ومطاعم الأكل السريع عدم وجود أشخاص يشغلون هذه الأماكن، حيث أصبحت خدمة الدفع
الذاتي هي المعتمدة".
ووجهت الكاتبة سؤالا لهوركس عن الطريقة التي سيتم
بها احتساب قيمة المشتريات، فأجاب أنه سيصبح هناك ماسح ضوئي عند مداخل ومخارج
المجمعات التجارية، سيقوم بمسح المشتريات التي سيحملها الشخص في أثناء مغادرة المجمع،
ثم يتم خصم قيمتها تلقائيا من حسابه.
وأكد هوركس أن هذا ما سيحدث في المطارات كذلك، حيث
سيعمل الماسح الضوئي بصورة أفضل، حتى يتمكن المسافرون من المرور دون عوائق، ودون
الاضطرار إلى خلع أحذيتهم أو وضع أمتعتهم على حزام لتمر من خلال جهاز لكشف ما
بداخلها.
ونقلت الكاتبة عن هوركس أن "شاحن الهاتف من
الأغراض المهددة بالانقراض أيضا"، موضحة أنه "سيكون بدلا من ذلك شحن
الهاتف من خلال الأشعة تحت الحمراء".
ويرجع ذلك إلى أن "النمط السريع الذي تسير به
حياتنا، سيجعلنا نمل انتظار الهاتف في أثناء الشحن، ولذلك، سيصبح الشاحن شيئا من
الماضي".
وأشارت الكاتبة إلى أن "هوركس أكد أن تربية
الحيوان من الأمور التي ستنتهي مستقبلا، وستصبح أغلب اللحوم مصنعة، لكن، لا يعني
ذلك أن اللحوم الطبيعية ستنقرض، ولكن تناولها في المستقبل سيصبح من الرفاهيات".
وقال هوركس إن "الفرق بين اللحوم الحقيقية
والمصنعة سيكون مثل الفرق بين المطبوعات والإنترنت، من حيث سهولة الوصول إليها
واستهلاكها"، متوقعا أن "العمل لمدة 40 ساعة أسبوعيا سيصبح من الماضي
أيضا، حيث سيصبح العمل أكثر مرونة، وليس المقصود هنا أننا سنعمل بمعدل أقل، لكن لن
يتخذ العمل شكلا ثابتا".
كما يتوقع هوركس أن "تختفي البطاقات البنكية
والمفاتيح إلى الأبد، وبدلا منها، سنعتمد على مسح شبكية العين، أو بدائل أخرى".
وتابعت الكاتبة أن "محركات الاحتراق الداخلي
أيضا بصدد لفظ أنفاسها الأخيرة، وبالطبع، يحاول مصنعو السيارات ومنتجو النفط
إبقاءها على قيد الحياة أطول فترة ممكنة، ولهذا السبب، ستستغرق نهاية هذه المحركات
فترة أطول من تلك التي ستستغرقها نهاية المصباح الكهربائي".
وأوضح هوركس أن "صداع الكحول من الأمور التي
ستنتهي في المستقبل، حيث ستتطور صناعة الكحول، ولن يتم سحب المياه من الجسم في أثناء
عملية التمثيل الغذائي".
وقالت الكاتبة إننا "يجب أن نعيد تقييم العديد
من الأشياء في حياتنا خلال السنوات القادمة، فهناك أشياء لن نراها مجددا، على غرار
بوابات الأمن في المطارات، والشاحن، واللحوم الطبيعية، والمفاتيح، وكذلك البطاقات
البنكية".
وختمت بقولها إن "التنبؤ بالمستقبل أصبح أمرا
مزعجا (..)، فمن يدري؟ لعلنا نتخلى عن أجزاء من أجسامنا، حيث لن نكون في حاجة إلى
أقدامنا في المستقبل على سبيل المثال"، على حد قولها.