جدّد الأكاديمي المصري، سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، طرح مبادرته للمصالحة السياسية وإنهاء الأزمة المصرية، قائلا:" أدعو مجددا للمصالحة بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين وكل الخصوم السياسيين، وأُعيد من خلالكم طرح مبادرتي التي قدمتها سابقا منذ نحو 4 سنوات لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو إجراء استفتاء شعبي حول فكرة المصالحة".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "كنت وما زلت وسأظل أدعو للمصالحة الوطنية الشاملة، ولهذا أكرر إطلاق مبادرتي من وقت لآخر، ولن أكل أو أمل حتى تنجح دعوتي وتستقر الدولة المصرية التي يجب أن تخرج من أزمتها الراهنة في أقرب وقت".
ومن بين البنود التي تضمنتها مبادرة إبراهيم، "إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في مصر، تشارك فيها جميع القوى السياسية والوطنية والإسلامية، بمن فيهم السيسي، وجماعة الإخوان، سواء تقدموا بمرشح، أو دعموا مرشحا، أو اكتفوا بخوض الانتخابات البرلمانية، ويعرض الجميع نفسه على الشعب، وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في تحديد هوية من يحكم هذا البلد".
وتابع إبراهيم: "أرجو أن يستجيب الكل للمبادرة التي أرى أنها المخرج المناسب مما نحن فيه الآن، خاصة أن هناك نزيفا دمويا في سيناء ومناطق أخرى، نتيجة التوتر والصراع القائم بين جماعة الإخوان والدولة المصرية.. أنا متفائل رغم كل ما يجري، فلدي آمال عريضة بأننا حتما سنخرج قريبا من هذه الأزمة الطاحنة".
وأوضح أنه كان "من أول الداعين للمصالحة الشاملة بمصر، وقد طرح هذا الأمر على الرأي العام والمعنيين منذ أكثر من 4 سنوات"، لافتا إلى أنه "تعرض حينها لهجوم بشكل كبير من مختلف الأطراف، إلا أن عدد المؤيدين لما أطرحه يزداد يوما بعد الآخر، وإن كان ببطء أو بشكل غير معلن".
وكشف أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن أن "هناك شخصيات نافذة من داخل النظام المصري من بينها وزراء بالحكومة مؤمنون بخيار المصالحة وضرورة الحل السياسي"، مستدركا:" إلا أنهم ينتظرون قيام السيسي باتخاذ قرار في هذا الصدد".
وأردف: "جمعتنا لقاءات مغلقة وأحاديث خاصة مع بعض المسؤولين من داخل النظام، وحينما يُطرح هذا الأمر (المصالحة) يشيدون ويرحبون به، بل أن بعضهم يطلب مني -أحيانا- المضي قدما في ما أطرحه وألا أتراجع عنه، ويدفعونني لتكرار الحديث بشأنه مرة أخرى".
ولفت إبراهيم إلى أنه يعيد طرح تصوره للمصالحة الوطنية، وسيجدد أحاديثه بهذا الشأن خلال الفترة المقبلة، ولن يتوقف عن المضي قدما في هذا الاتجاه، مؤكدا أن "هذا ليس من أجل جماعة الإخوان أو النظام الحاكم، بل من أجل مصر وشعبها".
وتوقع مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية قيام السيسي خلال شهور قليلة وقبل نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل على الأكثر بإجراء مصالحات مع كل الأطراف والخصوم السياسيين، لأنه سيسعى لإنهاء فترة حكمه وخلال آخر فترة رئاسية له بعمل توافقي ومصالحات مع الجميع".
وفي أيار/ مايو 2014، أطلق سعد الدين إبراهيم مبادرته التي حملت اسم "مشوار الألف ميل للمصالحة مع الإخوان المسلمين"، وذلك قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية 2014، إلا أنها لم تلق أي تجاوب من قبل نظام السيسي.
ودعا إبراهيم، في مبادرته، لطرح فكرة المصالحة في استفتاء عام على الشعب: هل توافق على المصالحة مع الإخوان المسلمين؟ نعم أم لا؟ إن وافق كان بها، وإن رفض فيجب احترام خيار الشعب، لافتا إلى أن قيادات إخوانية، ومصادر مقربة من المرشح (حينها) السيسي (لم يسمها)، أبدت ترحيبا بمبادرته، على حد قوله.
وخلال الأربعة أشهر الماضية، انفردت "عربي21" بنشر تفاصيل خمس مبادرات تهدف لحل الأزمة، وهي مبادرة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان كمال الهلباوي، وأستاذ العلوم السياسية حسن نافعة، والمرشح الرئاسي الأسبق عبد الله الأشعل، وعضو مجلس الشورى السابق محمد محي الدين، وأخيرا مبادرة مساعد وزير الخارجية الأسبق معصوم مرزوق التي اُعتقل على أثرها مؤخرا.
الإعدام لـ75 متهما بقضية "رابعة".. هؤلاء أبرزهم (أسماء)
هكذا برر وزير أوقاف مصر "رغبات السيسي".. هل يجدي البكاء؟
سياسي مصري يرسل مبادرته لـ"إنهاء الأزمة" إلى السيسي