دعا خبير عسكري
إسرائيلي إلى منح ما وصفها بـ"الجبهة الأكثر تعقيدا" لإسرائيل أهمية
أكبر في أعقاب عملية الطعن التي نفذها شاب فلسطيني أمس في
الضفة الغربية وأدت
لمقتل عنصر أمن إسرائيلي في مستوطنة غوش عتصيون.
وأوضح الخبير العسكري في صحيفة "إسرائيل
اليوم" العبرية، يوآف ليمور، أن "الانشغال المكثف بالمسألة الإيرانية والتصعيد
المحتمل في قطاع
غزة، أنسانا حقيقة بسيطة؛ أن الجبهة الأكثر تعقيدا التي يتعاطى
معها الجيش الإسرائيلي هي الضفة الغربية".
ولفت إلى أن
"الاحتكاك الدائم بين مليوني فلسطيني ومئات آلاف الإسرائيليين، والحاجة
للدفاع عن مئات المستوطنات وآلاف الكيلو مترات من المحاور وطرق الوصول السهلة إلى
مركز البلاد؛ كل هذه هي أتون دائم للعمليات، سواء كانت منظمة تستخدم السلاح، أو تدور
في عقل فرد ما سيلجأ للسكين".
ولفت ليمور إلى أن
السبب الذي يجعل "عمليات كتلك التي نفذت أمس قرب المتجر في مفترق غوش عصيون
لا تتم كل يوم؛ هو الإحباط"، وذكر أن "قوات الجيش تجتاح كل ليلة،
استنادا لمعلومات استخباراتية منازل عشرات الشبان الفلسطينيين ممن توجد عنهم
معلومات تشتبه بهم بنية محتملة لتنفيذ عمليات".
وبين أن قوات
الاحتلال
"اعتقلت في السنة الماضي نحو 4 آلاف فلسطيني، ولدى كثير آخرين كان كافيا
تحذير أو حديث توبيخ لعائلاتهم لتحقيق الأثر إياه، دون الحاجة إلى الاعتقال"،
معتبرا أن وقوع عملية الطعن أمس، هي "مخيبة للآمال ليس فقط بسبب نتيجتها
الفتاكة، بل لأنه كانت هناك خطوة واحدة فقط بينها وبين إحباطها".
وقال: "لم يكن
لدى محافل الاستخبارات معلومات مسبقة عن منفذ العملية، كما أنه بغياب أي توقيع
إلكتروني من الصعب أن نعرف ما يدور في عقل الفرد"، زاعما أن والدة منفذ
العملية "قدمت إلى أحد الحواجز وأبلغت أن ابنها يعتزم القيام بعملية، وعمم
ذلك على كل القوات في المنطقة، ولكن كان متأخرا".
واعتبر أن "قدوم
الأم إضافة لخوفها على ابنها، يدل على خوف الكثيرين من آثار العمليات التي ينفذها
أعزاؤهم، ومن الهدم المحتمل لبيت العائلة وسحب تصاريح العمل"، منوها أن
المستوطن الإسرائيلي أوري فولد، الذي قتل في عملية الطعن أمس، هو "القتيل
الثامن في سبع عمليات منذ بداية هذا العام؛ سبعة في الضفة، والثامن في
القدس".
وأضاف: "يمكن أن
نتعرف من ذلك على القبضة الشديدة لقوات الجيش في مناطق التماس، وعلى الصعوبة
النسبية التي يواجهها منفذو العمليات في الدخول إلى نطاق الخط الأخضر (فلسطين
المحتلة عام 1948) مقابل السهولة النسبية في الاحتكاك مع الإسرائيليين اليهود في
المناطق (الضفة والقدس)".
وذكر أن "النتيجة
الفرعية المعروفة لمثل هذه العمليات هي المحاكاة، لذا فمطلوب من قوات الجيش بذل
جهد متزايد لإحباط مثل تلك العمليات، وبكل تأكيد في فترة الأعياد حيث تكون الطرقات
ومراكز الاستجمام مليئة بالإسرائيليين".
واعتبر أن
"الإغلاق الكامل الذي يفرض في كل عام في يوم الغفران (عيد يهودي) على
المناطق، لا يقلل الخطر على الإسرائيليين وخاصة في ظل الدعوة العلنية من منظمات
فلسطينية وعلى رأسها حماس للسعي لتنفيذ عمليات".
وزعم أن الفلسطينيين
يبدون "اهتماما قليلا" بالدعوات لتنفيذ عمليات ضد المستوطنين
الإسرائيليين، منوها إلى أن التقديرات الإسرائيلية بأن عملية نقل السفارة
الأمريكية إلى القدس المحتلة وأحداث غزة؛ بأنها ستؤدي إلى احتاج واسع "تبين
أنها مغلوطة"، وفق قوله.
ورأى أن "المصلحة
الإسرائيلية هي الإبقاء على أن يكون هذا هو الوضع في المستقبل أيضا"، وفق
الخبير الإسرائيلي الذي أكد أن "الاقتراحات الشعبوية التي طرحت أمس وتتمثل
باتخاذ خطوات عقابية جماعية ضد الفلسطينيين في الضفة، تتعارض مع هذه
المصلحة".