قالت صحف إسرائيلية الأحد إن الأوضاع في قطاع غزة المحاصرة تشير إلى اقتراب المواجهة العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
وتناولت الصحف الإسرائيلية مستقبل الجهود التي ترعاها مصر بين المقاومة والاحتلال، مشيرة إلى أن فرص نجاحها آخذه بالتضاؤل.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" قالت من جهتها، إن الوضع على جبهة قطاع غزة "يتجه نحو المواجهة، في الوقت الذي تضاءلت فيه إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة مع حركة حماس برعاية مصرية، وهو ما يجعل الأرض تشتعل ويدفع القطاع نحو الانهيار".
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها التي كتبها المعلق العسكري، يوسي يهوشع، أن "المظاهرات العاصفة بالقرب من السياج الفاصل مع غزة الجمعة، والتي شارك فيها عشرات الآلاف أثارت مخاوف من أن الهدوء الذي كان ملموسا على جبهة غزة في الأسابيع الأخيرة على شفا الانهيار".
"نقطة غليان"
وأضافت: "في الوقت الذي تعلق فيه المفاوضات على التسوية بين حماس ومصر، وحين لا تبدي الأسرة الدولية اهتماما كبيرا بغزة، فإن المواجهات تقترب مرة أخرى من نقطة غليان خطيرة"، منوهة أن "البالونات الحارقة التي أرسلت من غزة نهاية الأسبوع تسببت باندلاع 20 حريقا".
وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد لوسائل الإعلام الأمريكية أن "إسرائيل جاهزة لكل سيناريو، وهذا ليس قولا عبثيا"، معتبرة أن حديث نتنياهو "يؤكده عمليا الاستعدادات في قيادة المنطقة الجنوبية نحو إمكانية وقوع مواجهة أخرى، على خلفية الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات مع حماس".
وتتابع: "في حين يزعم مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي، أن حماس تشجع المظاهرات وتصعد العنف، فقد انطلق وفدها إلى القاهرة مع وفد من حركة الجهاد الإسلامي من أجل خوض جولة محادثات أخرى في موضوع المصالحة الفلسطينية الداخلية".
"مسألة وقت"
وقدرت الصحيفة، أن "احتمال التسوية آخذ في التضاؤل في حين أن احتمال المواجهة يتصاعد"، كاشفة أن السلطات الإسرائيلية المحلية في "مستوطنات غلاف غزة وزعت مؤخرا تعليمات حديثة، مفادها أن البالونات الحارقة والمتفجرة اشتدت في الأيام الأخيرة، ويتم إطلاقها في الليل وفي النهار".
من جانبها، أوضحت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الأحد، أن "تقديرات مسؤولين في الجيش الإسرائيلي بأن التصعيد في غزة كان متوقعا، كما أن المواجهة العسكرية ليست سوى مسألة وقت".
وأرجعت الصحيفة أسباب ذلك إلى سببين، "الأول: عدم التقدم في اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، إضافة إلى انعدام البديل لمساعدات وكالة الأونروا، في أعقاب التقليصات الأمريكية التي ستتوقف قريبا عن تقديم المساعدات الإنسانية".
وتساءلت الصحيفة،: "هل حكومة إسرائيل تهتم بمسألة ما الذي سيفعله مئات آلاف الغزيين المحتاجين للغذاء الذي تزودهم به الأونروا؟، وماذا ستفعل لـ 300 ألف تلميذ سينقطعون عن دراستهم بسبب نقص التمويل؟، وماذا سيفعل الجيش عندما يحاول سكان غزة البحث عن مخرج في إسرائيل؟ هل سيطلقون عليهم النار؟".
ونوهت إلى أنه "بعد 11 عاما من حصار الفلسطينيين في السجن الأكبر في العالم، فإنه لم يتبق للغزيين ما يخسرونه"، موضحة أنه "في حال رغب نتنياهو في أن يتحدث عن جوهر الأمور، فلا مكان مناسبا للشروع في النقاش أكثر من غزة، التي تتطلب جوابا سياسيا فوريا".
الكشف عن تفاصيل رسالة قطرية لنتنياهو سبقت مجزرة غزة
خبير إسرائيلي: جبهتنا الأكثر تعقيدا ليست إيران ولا غزة
ضابط إسرائيلي: الجدار الأرضي لن يقضي على أنفاق غزة بالكامل