خصصت صحيفة "نيويورك تايمز" افتتاحيتها ليوم الجمعة، عن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا بعد دخوله القنصلية السعودية باسطنبول.
وقالت الصحيفة، إنه "في العمود الأول لصحيفة "واشنطن بوست" قبل عام، شرح الصحفي السعودي جمال خاشقجي السبب الذي دفعه هو وغيره ممن تجرؤوا على انتقاد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى الدخول في منفى اختياري: "نحن لا نعارض حكومتنا، بل نهتم بشدة بالمملكة العربية السعودية. إنه المنزل الوحيد الذي نعرفه أو نريده. لم نكن يوما أعداء".
وأضافت الصحيفة: "يوم الجمعة، كانت المساحة التي كان يظهر فيها عمود السيد خاشقجي في صحيفة واشنطن بوست فارغة، مع صورته فقط، والعنوان الرئيسي "صوت مفقود".
وتقول الصحيفة مشيرة إلى ذهاب خاشقجي للقنصلية السعودية: "كان يخشى الذهاب إلى هناك. وقبل دخوله، سلم هاتفه المحمول إلى خطيبته التركية وطلب منها طلب المساعدة إذا لم يعاود الظهور. يصر السعوديون على أنه حصل على وثائقه وغادر، ويذهبون أبعد من ذلك ليعرضوا على الأتراك إمكانية تفتيش القنصلية".
ويقول مسؤولون أتراك إنهم لم يروه أبدا. "الاحتمال المريع هو أن كليهما على حق، وأن السيد خاشقجي قد يخرج في سيارة دبلوماسية ونُقل للانضمام إلى العديد من منتقدي الأمير محمد الآخرين، الذين تم اعتقالهم دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة".
وتقول الصحيفة إن محمد بن سلمان منذ أن تم تعيينه وريث والده المريض في العام الماضي، وهو القوة الحقيقية وراء العرش.
وتتابع، "إن MBS، كما يعرف الأمير على نطاق واسع، أطلق العنان للتغييرات والخوف، لكن بقرارات غير متساوية. وعلى الرغم من الإشادة بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، مثل السماح للنساء بقيادة السيارة ، وتقييد الأمراء، وكبح الشرطة الدينية، إلا أنه قام أيضا بقمع أي معارضة، واحتجز العديد من النقاد وأرسل آخرين، مثل السيد خاشقجي، إلى المنفى".
لم يقتصر هجوم ابن سلمان على رعاياه الناقدين، بحسب الصحيفة، "فعندما حثت كندا السلطات السعودية على إطلاق سراح شقيقة المدون المسجون الذي اعتقل للتو هذا الصيف، كان رد الأمير محمد استدعاء سفيره وتجميد العلاقات التجارية وسحب الطلاب السعوديين من كندا. وإلغاء الرحلات بين المملكة العربية السعودية وتورنتو".
وتقول الصحيفة "كان هذا هو السلوك الذي انتقده السيد خاشقجي في مقالاته والخطابات العامة. كان يعرف بلده وكيف تسير الأمور هناك؛ فقد طُرد من وظيفة كمدير تحرير في إحدى الصحف الكبرى، وكان مستشارًا للسفيرين السعوديين في لندن وواشنطن. ومع ذلك فقد كان في عهد الأمير محمد يشعر بأنه مهدد.
يقول خاشقجي: "لقد اتخذت خيارا مختلفا الآن، لقد تركت بيتي وعائلتي وعملي، لأرفع صوتي. أن تفعل خلاف فهي خيانة لأولئك الذين يقبعون في السجن".
خطيبة خاشقجي تدعو لوقفة أمام القنصلية السعودية بإسطنبول
افتتاحية "واشنطن بوست": أين جمال خاشقجي؟
مساحة فارغة بـ"واشنطن بوست": هنا مقال خاشقجي الأسبوعي