قال إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن "السفيرة الإسرائيلية في فرنسا، عليزة بن نون، طلبت من قناة تلفزيونية فرنسية عدم بث تقرير إخباري حول المصابين والجرحى الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي، بزعم أن التقرير ليس متوازنا، وسيتسبب في بث المزيد من التحريض ضد اليهود هناك، لكن النتيجة أن السفيرة سجلت هدفا ذاتيا في مرماها الإسرائيلي".
وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21"، أن "هذا الطلب من السفيرة تسرب لوسائل الإعلام الفرنسية التي اتهمتها بممارسة فرض الرقابة والمس بحرية التعبير داخل الدولة الفرنسية، وتسبب طلب السفيرة بظهور موجة عارمة من التنديد والرفض داخل الأوساط الفرنسية، عقب محاولة تدخلها لدى قناة فرنسا الثانية التي تبث سلسلة تقارير إخبارية مصورة حول الوضع الإنساني في قطاع غزة بعنوان "غزة-فتيان معاقون"".
وأشار إلى أن "الطلب الإسرائيلي تم تفسيره في فرنسا على أنه محاولة إسرائيلية لفرض رقابة على بث التقارير الإخبارية في وسائل الإعلام الفرنسية، رغم أن القناة أعدت سلسلة قصص إنسانية عن هؤلاء الجرحى الفلسطينيين، الذين فقدوا أقدامهم عقب إطلاق النار عليهم من قناصة الجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن "التقرير شهد مداخلات للجرحى عن أحلامهم الشخصية التي تحطمت عقب الإصابة والإعاقة التي ألمت بهم، فأحدهم كان يحلم أن يصبح سائق دراجة نارية، ويتعرض التقرير لجملة المصاعب والعقبات التي يواجهها هؤلاء الجرحى الفلسطينيون، بجانب بث صور ومشاهد من مسيرات العودة الأسبوعية على حدود غزة".
وأكد أنه "فور بث البرومو الترويجي للتقرير التلفزيوني شهدت الجالية اليهودية في فرنسا موجة احتجاجات غاضبة رافضة لبث التقرير بكامله، ما دفع السفيرة بن نون لإرسال كتاب لرئيسة القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية، وطلبت إلغاء بث التقرير المذكور، بزعم أنه غير متوازن، ويعرض إسرائيل بصورة سلبية، وسينجم بثه عن زيادة موجة التحريض ضد اليهود المقيمين في فرنسا، والمس الجسدي بهم".
وقالت الصحيفة إن "السفيرة أو أي أحد خارج القناة لم ير التقرير كاملا، وفي النهاية تم بثه على الشاشة، ما جعل السفيرة بن نون تنشر صورة عن الكتاب المرسل للقناة في حساب تويتر، وعبرت فيه عن غضبها وخيبة أملها لأن القناة لم تستجب لطلبها بوقف بثه، لأنه يهاجم إسرائيل، ولكن تبين بعد مرور وقت قصير على نشر هذه التغريدة وصورة الكتاب المرسل للقناة أن هذا السلوك شكل هدفا ذاتيا في مرمى السفيرة".
وأكد أن "رسالة السفيرة باتت حديث الساعة لدى الفرنسيين، وخرجت تعليقات تقول إن إسرائيل لا تستهدف فقط الفلسطينيين، وإنما تحاول فرض رقابة على الإعلام الفرنسي، والإضرار بحرية الرأي فيها باعتباره قيمة عليا في الدولة، مع أن إسرائيل حاولت منع بث التقرير لأنه لم يعجبها فقط، ما أثار غضب وقلق أصحاب القنوات التلفزيونية الفرنسية الأخرى من تدخل دولة أجنبية في عملها التلفزيوني وبرامجها السياسية".
اللوموند، أقوى الصحف الفرنسية، كتبت قائلة إن "أحدا ما في السفارة الإسرائيلية في باريس عبر عن غضبه من التقرير التلفزيوني، رغم أنه لم يشاهده كاملا، وتجاهل أن التقرير فيه مقابلة مع الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الفرنسية في محاولة تفسير سلوك الجيش تجاه الفلسطينيين".
وختم بالقول إن "نقابة الصحفيين الفرنسيين المتعاطفين مع الفلسطينيين أصدرت بيانا رسميا يرفض فيه تدخل السفارة الإسرائيلية بمحاولة فرض رقابة على الإعلام الفرنسي".
هكذا شبهت "هآرتس" الهدوء الحالي بما سبق انفجار 1973
حماس والسلطة وإسرائيل: مصالحها من تصعيد غزة
هآرتس: اتفاق على تزويد كهرباء غزة بالوقود بدعم قطري