ذكرت صحيفة إسرائيلية الجمعة، أن آثار قضية اختفاء الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، تلقي بظلالها على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أو ما تعرف بصفقة القرن.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" في مقال
نشرته للدبلوماسي الإسرائيلي يوسي بيلين، إن "أحد أسباب التأخير في الكشف عن خطة ترامب، هي
الصعوبة المتزايدة في التعويل على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لخلق الغلاف
العربي الذي ستحتاجه"، مؤكدة أن "قضية خاشقجي وضعت أمام البيت الأبيض
صعوبة جديدة في الاستعانة بالمملكة بهذا الخصوص".
وأشارت الصحيفة إلى أن "السعودية تؤكد دورا
مركزيا في السياقات السياسية في المنطقة، وأحيانا كمعرقلة، وأحيانا أخرى
كمبادرة"، مشددة على أنه "في الأسرة المالكة السعودية لا يوجد عطف خاص
على الموضوع الفلسطيني، ولكن في المملكة نفسها مثلما في الدول العربية الأخرى يوجد
عطف كهذا، والحاكم لا يمكنه أن يتجاهل ذلك"، بحسب تقديرها.
ولفتت إلى أن "خطى فهد الذي كان ولي العهد وبعد
ذلك ملك السعودية في آب/ أغسطس 1981 أحدثت اختراقا للطريق، لأن واحدا من ثماني
بنودها تضمن اعترافا بحق لكل دول المنطقة للعيش بسلام، وعلى إثر ذلك تبنت الجامعة
العربية الخطة، التي دعت إلى انسحاب إسرائيلي كامل من المناطق التي احتلت في حرب
الأيام الستة، وإقامة دولة فلسطينية عاصمته القدس الشرقية".
اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي من تراجع العلاقات مع السعودية عقب قضية خاشقجي
وتابعت الصحيفة: "حكومة بيغن رفضت هذه الخطة
تماما، ولكنها شكلت تغييرا حقيقيا عن قرار اللاءات الثلاث الشهيرة للجامعة العربية
(لا اعتراف، لا صلح، لا مفاوضات مع إسرائيل)"، منوهة إلى أنه "في
مباحثات كامب ديفيد، كانت السعودية هي المعرقل لكل احتمال لحل مسألة القدس".
واستكملت "إسرائيل اليوم" بقولها:
"لكن بعد سنتين بادر ولي العهد في حينه عبد الله للمشروع السعودي، الذي
تبنته الجامعة العربية في بيروت بعد ذلك، وهي المرة الأولى التي جرى الحديث فيها
عن إسرائيل بشكل صريح، وتقرر أن السلام سيؤدي إلى التطبيع مع العالم العربي"،
مضيفة أنه "في موضوع اللاجئين الفلسطينيين من العام 1948 قيل إن الحل
المستقبلي يجب أن يكون متفقا عليه، بمعنى إزالة مطلب تحقيق حق العودة الفلسطينية
بشكل كامل وتلقائي".
ورأت الصحيفة أن "التقدير الوارد هو أن
المبادرة العربية كانت محاولة سعودية ناجحة للتملص من مطالبات الرئيس بوش الابن،
للتحول الديمقراطي في المملكة ولتحقيق حقوق الإنسان فيها، أما حكومة شارون فرفضت
الخطة العربية"، معتبرة أن "عبد الله ولي عهد وملكا، كان يعتبر ذكيا
ومعتدلا نسبيا".
وأكدت أن "التوقعات من أخيه وخليفته سلمان كانت
متدنية جدا، ولكن عندما تبين أن ابن سلمان محمد، أصبح الرجل القوي في المملكة
ومستعد لتغييرات دراماتيكية، فإنه أصبح عزيز الغرب"، مشيرة إلى أن
"الصداقة التي نشأت بين محمد وصهر ترامب (جاريد كوشنر)، إلى جانب زيارة ترامب
إلى السعودية وما تضمنته من رقصة السيوف الشهيرة، أحدثت تعزيزا للعلاقات الأمريكية
السعودية".
وأوضحت أن "البيت الأبيض قدر بأنه سيكون ممكنا
الاعتماد على ولي العهد السعودي الشاب، الذي سيوافق على الضغط على القيادة
الفلسطينية لقبول الخطة الأمريكية، حتى لو لم تكن تجسيدا كاملا للحلم
الفلسطيني"، مستدركة بقولها: "سلسلة من الأحداث غطت في الأشهر الأخيرة
على ضوء محمد بن سلمان".
وبينت أن "الاعتقال الغريب لأغنياء بلاده في
فندق ريتس ليتقاسم أموالهم مع الحكم، وكذلك اعتقال النساء اللواتي دعون إلى توسيع
حقوقهن، إلى جانب قطع العلاقات الدبلوماسية مع كندا، ومؤخرا قتل الصحفي السعودي
الذي تجرأ على انتقاد النظام جمال خاشقجي؛ فاقم أسباب التأخير في كشف خطة ترامب
للسلام، نظرا لصعوبة التعويل على ابن سلمان في الترويج للخطة عربيا".
هآرتس: لماذا اغتيال خاشقجي مصيبة لإسرائيل؟
خبير إسرائيلي: هكذا خيب ابن سلمان أمل واشنطن وتل أبيب
بعد حادثة الاغتيال بالقنصلية.. يديعوت: كيف تورط ابن سلمان؟