كشف موقع سوري معارض
عن قيام روسيا بتدريب الضباط المنشقين عن النظام، والذين عملوا في التشكيلات
العسكرية التابعة للمعارضة في الجنوب السوري.
وأفاد موقع "زمان
الوصل"، بأن روسيا افتتحت دورة تدريبية لـ27 من ضباط "مصالحات"
المنطقة الجنوبية (
درعا والقنيطرة) في قاعدة "حميميم"، الجمعة الماضي،
ولمدة شهر بشكل مبدئي، مع احتمال أن تمتد لأجل تحدده القيادة العسكرية الروسية
لاحقا وحسب الحاجة لذلك.
وأكد الموقع نقلا عن
مصدر لم يسمه، أن الروس جمعوا الضباط في درعا بعد التواصل معهم خلال الفترة التي
تلت سقوط درعا، وتم الاتفاق معهم على العمل تحت تصرف القيادة العسكرية الروسية
حصريا، ودون أن يكون لقيادة النظام أي سيطرة عليهم نهائياً وبرواتب تبدأ من مئتي
دولار أمريكي لأحدث الضباط.
وحسب "زمان
الوصل"، فإن روسيا أبلغت الضباط بأنهم سوف يعملون مستقبلا في المنطقة الجنوبية
تحت شعار "مكافحة الإرهاب" والمليشيات الأجنبية.
حماية حدود إسرائيل
ورجح الموقع أن يتم ضم
هؤلاء إلى "الفيلق الخامس" من أجل تنفيذ الأجندة الروسية في ريفي درعا
الشرقي والسويداء، لكنه في الآن ذاته لم يستبعد أن يكون هدف روسيا تشكيل قوة عسكرية تقودها وتشرف عليها روسيا
لنشرها في القطاع الجنوبي في المنطقة المنزوعة السلاح من الجانب السوري من الجولان
بهدف حماية الحدود الإسرائيلية من "المليشيات الأجنبية والإرهاب".
من جانبه، أكد الناشط
الإعلامي أبو محمود الحوراني، أن كل الضباط الذين يخضعون للتدريبات الروسية، هم من
القيادات المقربة والتابعة لأحمد العودة (قائد فرقة شباب السنة سابقا).
وأوضح الحوراني
لـ"
عربي21"، أن روسيا تعد العدة لإعادة العمل بالفيلق الخامس في الجنوب
السوري، معتقدا أن الفيلق سيتولى مهمة الانتشار في المنطقة المنزوعة السلاح على
الحدود مع إسرائيل.
وفي تعليقه على ذلك،
قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أديب عليوي، إن الجنوب السوري لم يسقط
إلا بمؤامرة، وليس من خلال نتائج المعارك.
وأوضح
لـ"
عربي21" أن روسيا بالاتفاق مع "فصائل المصالحات"، استطاعت
أن تسيطر على المنطقة الاستراتيجية الأهم في
سوريا، بعد أن تعهدت لقادة الفصائل
بمنحهم أدوارا مستقبلية.
وعن أهداف روسيا من
تدريب الضباط، ربط عليوي بين محاولات روسيا إعادة العمل بـ"الفيلق
الخامس" الذي كانت موسكو قد حلته في وقت سابق، وقال: "يبدو أن روسيا عدلت
عن قرارها السابق، وهي الآن بصدد إعادة العمل بهذا الفيلق التابع لها في الجنوب
السوري".
وإلى جانب اتفاقه مع
الأهداف الروسية التي ذكرها "زمان الوصل"، جاء عليوي على ذكر هدف روسي
آخر من وراء تدريب الضباط، وهو تحضير "فصائل التسوية" لدخول المعارك ضد
تنظيم الدولة في بادية السويداء، والبادية السورية مستقبلا.
وعلق بقوله: "هذا
هو الهدف الأهم في المرحلة الراهنة لروسيا من وراء إعادة التوازن لفصائل التسوية
في الجنوب السوري".
تحذيرات
ومختلفا مع الآراء
السابقة، شكك المعارض السوري ناصر الحريري من درعا، بمصداقية هذه الأنباء، معتبرا
أنه "من المستبعد أن يقوم الضباط بتسليم أنفسهم للنظام أو لروسيا، نظرا للنوايا
الانتقامية التي لم يخفها النظام".
وحذر الحريري، في
حديثه لـ"
عربي21" كل من شارك في حمل السلاح ضد النظام، من خطورة تسليم
نفسه للأخير، مخاطبا إياهم بقوله: "النظام سينتقم، وقد يكون انتقامه بزجكم في
الصفوف الأولى ضد داعش".