شكك سياسيون وبرلمانيون مصريون سابقون في أن ينجح رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، في استعادة ثقة السودان، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها في فترة ما بعد الانقلاب؛ نتيجة سنوات من تباين الرؤى والمواقف بين البلدين الجارين.
ودللوا على حدثيهم، في تصريحات لـ"عربي21"، بوجود تباينات جوهرية في ملف النزاع على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي، وسد النهضة الإثيوبي، إضافة إلى اتهامات سودانية للقاهرة بدعم متمردين سودانيين، وهو ما نفته مصر مرارا.
وعقد الجانبان، الخميس، جلسة مباحثات أعقبها مؤتمر صحفي وتوقيع 11 اتفاقا، إلى جانب رفع الحظر عن السلع المصرية، وتبادل زيارات وفود الدبلوماسية الشعبية بين القاهرة والخرطوم، وتفعيل كافة الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين خلال الفترة المقبلة
تنازلات مصرية
أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، محمد سودان، قال لـ"عربي21" إن "هناك أمورا كثيرة معلقة بين البلدين، من بينها أن السودان وسيط هام في قضية سد النهضة، والحدود الطويلة بين مصر والسودان تجعل الأخير جارا هاما، خاصة أنها دولة مصب".
وأضاف: "بالإضافة إلى أن السودان من الدول الهامة لمصر، خاصة أنها كانت دولة واحدة مع مصر، حتى جاء انقلاب 52، وتم فصل السودان عن مصر".
وفيما يتعلق باستعادة الثقة بين الجانبين، أكد سودان أن "إعادة العلاقة مع السودان يستلزم العديد من التنازلات من مصر"، لافتا إلى أن "السياسة بابها واسع، يجوز بالفعل أن تعود العلاقة مرة أخرى".
وبيّن أن "من أجندة السيسي توصيل مياه النيل إلى الكيان الصهيوني عن طريق ترعة السلام، وأظن أنه من الضروري موافقة السودان على هذا المشروع، أما عن المشروعات المشتركة بين البلدين، فأعتقد أن الرئيس البشير أذكى من أن يقع في هذا الشرك".
تاريخ من عدم الثقة
واستبعد مؤسس تيار الأمة، زعيم حزب الفضيلة، محمود فتحي، أن يتمكن السيسي من استعادة ثقة نظام البشير، قائلا: "لا شك أن نظام البشير في السودان لا يثق في نظام السيسي؛ فالتاريخ القريب بينهما لا يدل على التقارب".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "وكذلك تاريخ النظام العسكري في مصر منذ 1952 مع السودان لا يدل على تقارب قريب".
واستدرك: "لا ننسى العلاقات التركية الآن في السودان، والتي يعتبرها النظام المصري مهددة له ولنفوذه في السودان وأفريقيا".
خيارات مصر والسودان
وعلق رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى السابق، رضا فهمي، بالقول: "لا أعرف بلدا فرطت وأضعفت نفسها في مجالها الحيوي مثل مصر، على مدار تاريخها الطويل، كانت علاقاتها متوترة مع جيرانها في الجهة الشرقية والغربية والجنوبية، وأعتقد أن ما يحكم علاقة السودانيين بالنظام المصري هي الضرورة".
مضيفا لـ"عربي21" أن "النظام السوداني دائما في حال توجس من نظيره المصري؛ بسبب مشاكله الأمنية الكثيرة، ولديه اعتقاد بأن النظام في مصر ساعد على تقسيم السودان إلى شمال وجنوب، هي دولة مبارك ومؤسسة الجيش تحديدا، وآوت معارضة الجنوب لزمننا هذا".
أعتقد أن هذه العلاقة (الجبر) غير صحية، وهناك سؤال يطرح نفسه: ما الذي يملكه السيسي ليقدمه للسودان؟ فمصر التي كان لديها حضور أفريقي وإقليمي ودولي تخلت عنه لصالح لاعبين آخرين بالمنطقة، فالدور السعودي على ضعفه أكثر قوة من مصر".
واختتم فهمي حديثه بالقول: "كل ما هنالك أن النظام السوداني يراهن على أن يكف النظام المصري عن تأجيج الأوضاع الداخلية المضطربة لديه، سواء داخل السودان أو خارجه، وخياراته الإقليمية المحدودة والمتآكلة تجعله مثل مصر منهك، ولا يملك العديد من الخيارات، وكلاهما يحاول إيجاد ظهير دبلوماسي سياسي، على أقصى تقدير خلال الفترة الراهنة".
المخابرات العامة ومكتب السيسي يتنازعان هذه "الكعكة"
هل ينجح السيسي في خطته للتنصل من عبء المستشفيات الحكومية؟
هل تخلى نظام "السيسي" عن مرتضى منصور وآل الشيخ؟