حملت الحكومة المغربية "جهات"، لم تسمها، بالوقوف وراء احتجاجات التلاميذ، وناشد وزير التعليم الأسر المغربية بالتدخل من أجل إرجاع أبنائهم إلى قاعات الدراسة، بعد أسبوع من الاحتجاجات.
وبلغت الاحتجاجات التي انطلقت الأربعاء الماضي، أوجها الاثنين حين قام آلاف التلاميذ بالاعتصام لساعات أمام مقر البرلمان المغربي.
واتهم وزير التربية الوطنية والتكوين المهني وتكوين الأطر، سعيد أمزازي، "أشخاصا في محيط المؤسسات التعليمية لا علاقة لهم بالمنظومة التربوية، بتشجيع التلاميذ على عدم الالتحاق بأقسامهم والتغرير بهم ودفعهم نحو الخروج إلى الشارع".
وناشد الوزير خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب (غرفة أولى للبرلمان)، "التلاميذ للعودة إلى المدارس من أجل إنجاح السنة الدراسية".
وقال الوزير "هذه الأمور لا تصلح لأي أحد، وأنا أطلب من التلاميذ أن يكون عندهم حس وطني ويرجعوا إلى أقسامهم".
ودعا الوزير "الآباء والأساتذة إلى تأطير التلاميذ لدفعهم إلى الالتحاق بالمؤسسات وتحصينها".
وطالب الأسر والمدرسين والتلاميذ إلى "التعبئة الجماعية واحترام الزمن المدرسي وإقناع التلاميذ بالرجوع إلى المدارس".
اقرأ أيضا: ورطة "الساعة".. هل ينجح صمت حكومة المغرب في حل الأزمة؟ (شاهد)
تصريحات الوزير أمزازي لم تكن وحدها من ذهبت في اتجاه تحميل مسؤولية الاحتجاجات إلى "جهات" غير محددة.
فقد أعلن وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارته بلجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب عن اجتماع تم تحت رئاسة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وحضره وزير الداخلية عبد الوفي لفتيت، ووزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي لمناقشة قضية احتجاجات التلاميذ على اعتماد الساعة الصيفية.
وأكد الوزير: "إن المعطيات المتوفرة تفيد بدخول أطراف أخرى على خط هذه الاحتجاجات عبر تحريض التلاميذ، وتزييف الوعي من خلال منصات وسائط التواصل الاجتماعي".
وحذر الوزير من خطورة ما وصفه بالاستغلال البشع لاحتجاجات التلاميذ ضد قرار الساعة الإضافية.
وتابع الرميد أن "قوات الأمن تعاملت بمنتهى المرونة مع احتجاجات التلاميذ"، مشيرا إلى أن 5 آلاف تلميذ انتقلوا من سلا إلى مدينة الرباط للاحتجاج دون أن يمنعهم أحد.
وشدد على أن "الإجراءات التي أقدمت عليها وزارة التربية الوطنية من خلال تغيير توقيت الدخول المدرسي، ومنح الأكاديميات صلاحية تحديد التوقيت المناسب حسب المناطق يجعل هذه الاحتجاجات بدون هدف".
وتساءل وزير الدولة: "لماذا لم يحتج تلاميذ المدارس الخاصة رغم أنها لم تغير توقيت الدخول المدرسي في الوقت الذي يخرج أبناء المدارس العمومية للاحتجاج؟".
وسجل أن "على الجميع تحمل مسؤوليته تجاه احتجاجات التلاميذ حكومة وأحزابا وجمعيات".
وأضاف:"يجب أن تكون لنا الجرأة لنقول للحكومة إنك أخطأت، وأن نمتلك نفس الجرأة لمخاطبة المجتمع إذا أخطأ".
وقد شهدت مدينة الرباط الاثنين تظاهرات كبيرة نظمها تلاميذ مدينتي سلا والرباط أمام البرلمان ضد التوقيت الصيفي الذي أقرت الحكومة باعتماده بشكل دائم، تماما كما عاشت باقي مدن المغرب امتناعا عن الدراسة منذ الأسبوع الماضي.
مراسلون بلا حدود: إدانة بوعشرين تصعيد قضاء المغرب ضد صحافي
شبح الموت يخطف أرواح عمال منجميين بجرادة شرق المغرب (شاهد)
هكذا علّق الناطق باسم حكومة المغرب على اختفاء "خاشقجي"