قالت الأمم المتحدة، الخميس، إن آلاف السوريين لازالوا محاصرين بسبب المعارك، أو يواجهون خيارات صعبة بشأن العودة إلى مواطنهم، في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هناك الكثير من المؤشرات على أن أشياء سيئة تحدث.
وبعد سبعة أعوام ونصف العام، خلفت الحرب معظم من تبقى من مقاتلي المعارضة محاصرين داخل محافظة إدلب بشمال غرب البلاد.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يان إيغلاند، إن الشهرين الأخيرين كانا الأهدأ في خمس سنوات في ظل عدم شن ضربات جوية، لكن ما يزال القصف يقع على طول محيط إدلب، ولا يعلم المدنيون الذين يتراوح عددهم بين مليونين وثلاثة ملايين و12 ألف موظف إغاثة هناك إن كان الهدوء سيصمد.
وقال إيغلاند للصحفيين بعد اجتماع اعتيادي للأمم المتحدة بشأن سوريا: "هناك الكثير من المؤشرات على أن أشياء سيئة ستحدث، ما لم تتحقق انفراجات أخرى في المفاوضات مع الجماعات المسلحة المتعددة في الداخل".
وأضاف: ”مايزال أسوأ سيناريو هو الحرب المروعة عبر مناطق كبيرة، لكن الطريقة التي تبلغنا بها روسيا وتركيا بخططهما، تجعلنا متفائلين بحذر، ولا أعتقد أن إدلب ستشهد حربا كبيرة في المدى القريب“.
اقرأ أيضا: نظام الأسد يواصل خرق اتفاق "سوتشي" بقصف مدفعي بإدلب
وقالت روسيا وتركيا إنهما ستبذلان جهدا كبيرا لتفادي العمل العسكري إذا لم تتعرض مواقعهما للهجوم.
لكن آلافا من مقاتلي المعارضة، ومن بينهم من تصنفهم الأمم المتحدة بأنهم "إرهابيون"، ما يزالون في إدلب، وقال إيغلاند إنه لا توجد مؤشرات تذكر على أنهم سيتفاوضون أو سيلقون أسلحتهم أو سيطلبون العفو.
ومايزال 40 ألف مدني آخرين محاصرون مع بضعة آلاف مسلح في مخيم الركبان على حدود سوريا مع الأردن. ووصلت قافلة مؤلفة من 78 شاحنة للمخيم محملة بإمدادات هذا الشهر وقال إيغلاند إن من المقرر إرسال قافلة أخرى في منتصف كانون الأول/ديسمبر.
وذكر إيغلاند أن روسيا والولايات المتحدة والأردن نسقت تهدئة الصراع للسماح بدخول القافلة إلى المخيم حيث الوضع مروع، وأن الأولوية الآن هي التوصل لاتفاق لنقل ست جماعات مسلحة تعمل في المنطقة.
واستمرت الغارات الجوية في محافظة دير الزور بشرق البلاد، حيث تستهدف قوات تقودها الولايات المتحدة وقوات كردية مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وقال إيغلاند إن بعض المخيمات التي تضم مدنيين جرى إنقاذهم ينبغي نقلها إلى بر الأمان، مشيرا إلى أن الدولة الإسلامية أحرقت أحد هذه المخيمات.
اقرأ أيضا: تركيا وروسيا تؤكدان استمرار اتفاق إدلب السورية "دون مشاكل"
ويواجه ملايين السوريين أيضا تحديا لإثبات ملكيتهم لمنازلهم خلال عام بموجب قانون أعلن يوم الأحد.
وقال إيغلاند: ”تخيل أنك أم عزباء تعيش في مخيم في سهل البقاع (بلبنان) كيف يمكنك القيام بذلك؟“.
وشدد على أنه ينبغي أن تكون هناك نسخة جديدة من القانون لا تصادر الأراضي من المدنيين، بالإضافة لحملة توعية ووقف العمل بالقانون حتى ذلك الحين، مشيرا إلى أن روسيا تدعم هذا العمل.
وقال إن بعض المدن السورية سويت بالأرض مثل ستالينجراد أو دريسدن، وإنه لا يوجد ما يمكن العودة إليه.
مجلس الأمن يستمع لإفادة دي ميستورا الأخيرة عن سوريا
مقاتلة روسية ترصد أخرى أمريكية تتزود بالوقود فوق سوريا (شاهد)
قمة رباعية حول سوريا باسطنبول في الـ27 من الشهر الجاري