تجاهل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، التعليق على دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس، بدء حوار مفتوح وصريح بين الطرفين، وتشكيل لجنة لحل الخلافات العالقة بين البلدين، والتي عمرت اكثر من 40 سنة.
وكان العاهل المغربي قد دعا في خطاب بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء (استرجاع منطقة الصحراء من الاستعمار الإسباني) في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري إلى حوار صريح ومباشر بين البلدين الجارين بما يحقق نهاية للخلاف التاريخي بينهما.
ولم يتطرق الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، في برقية تهنئة العاهل المغربي بمناسبة عيد الاستقلال، التي احتفل بها المغرب الأحد 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، إلى موضوع دعوة الرباط إلى الحوار المباشر.
واكتفى بوتفليقة في أول رسالة إلى محمد السادس، بعد أن أطلق الملك مبادرته للحوار المباشر مع الجزائر، بتهنئة المغرب بمناسبة الذكرى 62 لعيد استقلال المغرب الذي يصادف يوم 18 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل سنة.
اقرأ أيضا: ملك المغرب للجزائر: مستعد لحوار مباشر نطوي فيه الخلافات
ولم تشر رسالة الرئيس الجزائري، في الرسالة التي نشرتها وكالة الانباء الجزائرية (واج) رسمية، إلى الموقف الجزائري من الدعوة المغربي، حيث اكتفى بالقول: "يسعدني، والشعب المغربي الشقيق يحيي الذكرى الثالثة والستين لاستقلاله المجيد، أن أعبر لجلالتكم عن أخلص التهاني وأزكى التبريكات، راجيا من الله العلي القدير أن يحفظكم وأسرتكم الملكية الشريفة، ويديم عليكم نعم الصحة والسعادة والهناء، ويحقق للشعب المغربي المزيد من التقدم والازدهار تحت قيادتكم الرشيدة".
وتابع بوتفليقة في رسالته التي اطلع عليها "عربي21": "أغتنم هذه المناسبة المجيدة لأستحضر بكل تقدير وإكبار ما سجله التاريخ من صفحات مشرقة للتضحيات الجسام التي بذلها المغاربة تحت قيادة جدكم الراحل الملك محمد الخامس، تغمده الله بواسع رحمته، والتي توجها إعلان الاستقلال واسترجاع الشعب المغربي الشقيق لسيادته".
وأفاد: "هذا ولا يفوتني أن أجدد لكم ما يحدوني من عزم راسخ على توطيد وشائج الأخوة وعلاقات التضامن التي تربط شعبينا الشقيقين بما يمكننا من إرساء علاقات ثنائية أساسها الاحترام المتبادل وبما يخدم طموحهما إلى الرقي والنماء والعيش في منعة ورفاه".
اقرأ أيضا: دعوة ملك المغرب لحوار مع الجزائر.. مناورة أم خوف من المستقبل
تجاهل رسالة بوتفليقة دعوة ملك المغرب للحوار، تعد تزكية للصمت الرسمي الجزائري، حيث تحاشت الحكومة وكل المؤسسات الرسمية التفاعل مع الخطاب، بينما كانت الصحافة وبعض الشخصيات المتقاعدة هي من تولت تذكير المغرب بالشروط الجزائرية والتي من بينها "الانسحاب" من الصحراء.
وتعد قضية الصحراء أكثر نقطة خلافية بين البلدين، حيث يقول المغرب إنه استرد الأرض من الاستعمار الإسباني في 1975، بينما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تقول بأنها تسعى لفصال المناطق الجنوبية عن المغرب.
دعوة ملك المغرب الجزائر للحوار.. مناورة أم خوف من المستقبل؟
"العدالة" المغربي يزور الجزائر لتطبيع العلاقات بين البلدين
وزير جزائري سابق: القيادة لن ترد على دعوة ملك المغرب للحوار