تباينت ردود الأفعال في مصر حول الصخب الإعلامي الذي رافق استقبال رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بفتاة من محافظة الأقصر (جنوب مصر) تدعى مروة العبد، والمعروفة بـ "فتاة التروسيكل".
ففي الوقت الذي احتفى مؤيدو السيسي بما وصفوه بـ"تقديره للعمل والكفاح"، قال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن السيسي يسعى لصناعة شعبية من خلال عمل "بروباجندا" على أكتاف البسطاء والكادحين، موضحين أن "الشو" الإعلامي الذي رافق استقبال السيسي لفتاة التروسيكل ومن قبلها فتاة العربة لا يصنع شعبية.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو نشره المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، حول لقاء السيسي بفتاة التروسيكل، بالقصر الجمهوري، فيما تسابقت الصحف والفضائيات المصرية في استضافة مروة العبد للحديث عن تفاصيل اللقاء، وتلميع صورة السيسي.
ويظهر الفيديو قيام السيسي بالترحيب بالفتاة "الصعيدية" ودعوتها لحضور المؤتمر الوطني للشباب لتتحدث عن قصة كفاحها وتحديها صعاب الحياة، قائلا لها: "أنا زي والدك، ربنا هيكافئك دنيا وآخرة، ويا هنا الشاب اللي هياخد بنت زي مروة".
وقالت مروة العبد للسيسي إنها تعمل منذ 12 عاما، وساعدت والدها في زواج شقيقتين وتسعى حاليا لزواج شقيقتها الثالثة، لافتة إلى أنها عملت سابقا في مخبز "فرن"، ثم في أعمال البناء، والآن تعمل سائقة على تروسيكل.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، استقبل السيسي بقصر الرئاسة سيدة أربعينية من الإسكندرية تجر عربة بضائع، تدعى منى بدر، والتي اشتهرت إعلاميا باسم "فتاة العربة".
وكان السيسي وعد "فتاة العربة" بمنحها شقة ورحلة عمرة قائلا لها: "انتي بـ100 راجل"، لكن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قالوا إن وعود السيسي لـ"سيدة العربة" لم يتحقق منها شيء.
وفي اللقاء، دعت "فتاة العربة" الله بأن "يعطي السيسي على قد نيته"، ليفاجئها بالرد قائلا: "لا.. قولي "من فضله" أحسن.. لأن فضل ربنا أكتر من النية"، لتكرر الفتاة الدعاء مرة أخرى، وهو ما دفع السيسي إلى الضحك، قائلا: "برضه.. تاني.. نفس الدعوة"، فقالت: "ويديك من فضله، ومن عنده.. من عند الله"، فعقَّب السيسي: "اللهم آمين".
وبعد نحو شهرين من اللقاء، أكدت صحيفة "فيتو" المصرية أن منى قد عاودت ممارسة مهنتها في جر عربة البضائع بذات الملابس التي ارتدتها سابقا، وهي تمر على محال البقالة الموجودة بشارع فرنسا بالإسكندرية لتوزع بضائعها عليها، كما كانت تفعل قبل لقائها بالسيسي.
وأكدت منى في حديثها مع الصحيفة أنها لم تحصل على أي شيء من الوعود التي تلقتها، وقالت: "الشقة لسه مجتش ولا العربية وبعت الباسبور عشان العمرة لكن لسه".
الأقباط في عهد السيسي.. نزيف مستمر (إنفوغرافيك )
لقاء يجمع بين عباس والسيسي في القاهرة.. هذا ما بحثاه
عباس يلتقي السيسي بشرم الشيخ على هامش منتدى الشباب