أثارت أنباء إصدار الباجي قايد السبسي، عفوا رئاسيا على المستشار السياسي لنداء تونس والمستشار الإعلامي لزين العابدين بن علي سابقا برهان بسيس، والمسجون بقضية فساد مالي واستغلال نفوذ، جدلا بين الأوساط السياسية والشعبية.
وسبق أن أكد مصدر من الرئاسة في تونس في حديثه لوسائل إعلام محلية، أنباء العفو الرئاسي عن بسيس.
وزاد من حدة الجدل كذلك، ما كشفه النائب عن حركة النهضة محمد بن سالم، بقوله إن وزارة العدل رفضت مطلبا للعفو عن القيادي في نداء تونس، لعدم استجابته للشروط القانونية، إلا أن الرئاسة أصدرت لاحقا العفو الرئاسي الخاص.
و كانت محكمة الاستئناف في تونس قد قضت، في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بسجن المستشار السياسي لنداء تونس لمدة سنتين مع النفاذ العاجل، وبغرامة مالية، بتهمة استغلال موظف عمومي لصفته، لتحقيق فائدة لا وجه لها لنفسه، والإضرار بالإدارة.
اقرأ أيضا: لماذا اهتزت العلاقة بين النهضة والسبسي؟
وكان مستشار رئيس الجمهورية فراس قفراش، قد أكد في تدوينة عبر صفحته على "فيسبوك" في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2018، عن إصدار الرئيس عفوا رئاسيا خاصا لبرهان بسيس في القريب العاجل .
وأشار المستشار في تعقيب على ما قاله النائب عن حركة النهضة، إلى أن "العفو الخاص هو حقّ دستوري لرئيس الجمهورية، لا يشترط موقف لجنة العفو في وزارة العدل التي يكون تقريرها استشاريا لا غير".
وأوضح محامي برهان بسيس، منير بن صالحة، في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن القانون والدستور يكفلان لرئيس الجمهورية إصدار عفو رئاسي خاص، لافتا إلى أن "موكله دخل السجن بقرار سياسي، وسيخرج منه بقرار سياسي خلال الأسبوع المقبل"، في إشارة إلى الصراع بين السبسي والشاهد.
وشدد على أن بسيس دفع به إلى السجن "ظلما"، بسبب مواقفه السياسية التي لم ترق لأطراف في الحكم، في إشارة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
ويشار في هذا الصدد إلى أن بسيس كان أحد الأذرع الإعلامية المؤثرة في نداء تونس، ويعد من أقرب الشخصيات لنجل السبسي.
اقرأ أيضا: نداء تونس تتهم رئيس الوزراء بـ"تنفيذ انقلاب".. والأخير يرد
وعرف بسيس بانتقاداته اللاذعة لرئيس الحكومة الشاهد، من خلال تدوينات عبر صفحته على "فيسبوك"، كان آخرها ما نشره في 24 آب/ أغسطس الماضي، حين اتهم صراحة الشاهد بـ"استغلال أجهزة الدولة ومؤسساتها لفائدة طموحه السياسي".
تخبط الرئاسة
في المقابل، عبر القيادي في حركة النهضة، محمد بن سالم، عن استغرابه مما أسماه تخبط مؤسسة الرئاسة، فيما يتعلق بقرار إصدار السبسي العفو الخاص.
وأوضح لـ"عربي21"، أن الرئاسة كذبت في البداية نية الرئيس إصدار أي عفو رئاسي خاص لصالح المستشار السياسي لنداء تونس، ثم عادت وأكدت الخبر على لسان المستشار الرئاسي فراس قفراش.
وكان القيادي في نداء تونس منجي الحرباوي، قد نفى في وقت سابق، ما تم تداوله حول نية الرئيس إصدار عفو رئاسي، متهما حركة النهضة بـ"بث الإشاعات بهدف تشويه مؤسسة الرئاسية بالتزامن مع اقتراب الانتخابات".
وتابع بن سالم: "من يريد أن يسوق إلى أن دخول برهان بسيس للسجن تم بقرار سياسي، فهو واهم، لأن صدور الحكم الابتدائي بسجن الرجل تم حين كانت علاقة السبسي والشاهد بأحسن حالاتها، ثم أكدت محكمة الاستئناف الحكم في احترام كامل لإجراءات التقاضي".
وحذر القيادي في النهضة من خطورة من أسماهم بـ"مفتي السلاطين، الذين يسكنون قصر الرئاسة، ويصدرون فتاوى بحسب الطلب، في تحد للقانون، وضرب لثقة التونسيين بمؤسسات الدولة".
وعبر في المقابل عن أسفه لدخول بسيس للسجن، لافتا إلى أنه "كان شخصا مأمورا، أمر سابقا بكيل المديح للنهضة، ثم حين زال التوافق معها أمر ثانية بالهجوم عليها، مثلما كان ديدنه خلال فترة حكم الرئيس المخلوع بن علي"، بحسب تعبيره.
جدل حول العفو الرئاسي
وتفاعل رواد الشبكات الاجتماعية، مع أنباء إصدار الرئيس السبسي العفو الرئاسي الخاص لبرهان بسيس.
من جهته، حذّر الناشط والمدون هيثم المكي، من خطورة ما أقدم عليه الرئيس بطلب من المقربين منه، ومن التشريع للفساد والفاسدين من خلال القوانين الخاصة والعفو على المقاس.
وتساءل الناشط نور الدين مطيرة عبر صفحته على "فيسبوك": "ماذا لو فعلها لو فعلها المرزوقي مع أحد أعضاء حزبه؟ لقامت الدنيا ولم تقعد".
فيما وصف المحامي عبد الواحد اليحياوي القرار بـ"المهزلة".
وقال الناشط فهمي صياح عبر تدوينة له: "برهان بسيس لم يقض بعد نصف العقوبة، والعفو بدون مناسبة!"
تعويض "ضحايا الاستبداد" يشعل مواجهة بين النهضة والنداء
ماذا يتبقى للدولة من إسلاميتها بعد تجاوز مرجعيتها الدينية؟
تونس.. السبسي يُوظّف اليسار للانتقام من حركة "النهضة"