كشف
مصدر يمني عن تحركات نشطة تقوم بها منظمة "الهلال الأحمر" الإماراتية في الريف الجنوبي من محافظة
تعز (جنوب غرب
البلاد).
وقال
المصدر وثيق الاطلاع لـ"
عربي21" طالبا عدم الكشف عن هويته، إن الهلال الأحمر
الإماراتي ينشط بشكل غير مسبوق في ريف تعز الجنوبي بأشكال مختلفة بينها الجانب الإنساني.
وأضاف
المصدر
اليمني أن المنظمة الإماراتية، بدأت بالتحرك بشكل مكثف عبر الواجهة الإنسانية
والإغاثية في مدينة تعز، وقامت بتمويل فعاليات مختلفة في الآونة الأخيرة.
ووفقا
للمصدر فإن أنشطة الهلال الإماراتي تنوعت بين عمليات إنسانية وإقامة دوريات رياضية،
إلا أن ما يثير الشكوك والشبهات هو تركز جهودها في الجزء الجنوبي من تعز، التي تشهد
توترات بين قوات الجيش الوطني ومجاميع مسلحة تصفها السلطات المحلية بأنها "خارجة
عن القانون"، ومتورطة في كمائن وحوادث اغتيال لقادة بارزين في القوات الحكومية.
اقرأ ايضا: توتر عسكري باليمن مرشح للانفجار جنوب مدينة تعز (وثائق)
وأشار
المصدر إلى أن هذه التحركات النشطة من قبل منظمة
الهلال الأحمر الإماراتية، تأتي ضمن
محاولة الدولة الخليجية تعويض ما خسرته من حضور عسكري في تعز من خلال النشاط الإنساني،
نتيجة حالة الرفض الشعبي لمساعي إنشاء كيانات عسكرية موازية لقوات الجيش وأجهزة الأمن
هناك. موضحا أن هيجان الشارع بتعز ضد الخطط الممولة من أبوظبي دفعها لتغيير مندوب منظمة
" الهلال الأحمر" وتوسيع أنشطتها الإنسانية.
وشهدت
تعز، مظاهرات حاشدة في الريف الجنوبي من المدينة، رفضا لعمليات التجنيد خارج مؤسسات
الجيش بتمويل من دولة الإمارات، ضمن مساعيها تشكيل قوة عسكرية موالية على غرار المحافظات
الجنوبية.
وذكر
المصدر وثيق الاطلاع أن المنظمة الإماراتية، رغم أنها تعمل تحت لافتة العمل الإغاثي
والإنساني، بدأت بتمويل أنشطة رياضية في مديرية المسراخ (جنوبا)، تحت عنوان "يوم
الشهيد الإماراتي"، لكنها لم تكتف بهذا النشاط الرياضي، بل قامت بتمويل فعالية
سياسية.
ولفت
إلى أن نشاط المنظمة اتخذ منحى آخر نحو تمويل فعاليات سياسية لأطراف وقوى تتماهى مع
أجندة الدولة الخليجية في هذه المدينة، وذلك بذكرى الاستقلال عن المستعمر البريطاني
في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأكد
المصدر أن الهلال الأحمر الإماراتي، كان قد اقترح تنظيم فعالية سياسية كبرى بذكرى الاستقلال
وسط مدينة تعز، إلا أن هذا المقترح قوبل برفض من قبل الجهات المعنية، وهو ما دفعها
للانتقال إلى الريف الجنوبي لتنظيم تلك الفعالية.
وبحسب
المصدر فإن المنظمة الإماراتية تقيم نشاطا أو نشاطين على الأقل كل أسبوع، هناك في ريف
تعز. مؤكدا أنه يجري التحضير حاليا لمسابقة ممولة من المنظمة تحت اسم "مسابقة
الشيخ خليفة بن زايد للابتكارات" في المدينة.
ويشير
الموقف الرسمي لقوات الجيش في تعز، إلى أن هناك مساع تجريها بعض الأطراف بدعم من أبوظبي
لإنشاء معسكرات تجنيد جديدة جنوب تعز تتبع قوات نجل شقيق صالح، العميد طارق محمد صالح،
وتماهي مكونات عسكرية مع هذا المشروع، وهو ما خلق حراكا شعبيا رافضا دعا قيادة الجيش
بالمدينة إلى إفشال هذه التحركات التي تعيق استكمال معركة تحريرها من قبضة الحوثيين.
وكانت
"
عربي21" كشفت عن قيام الإمارات بإنشاء مقر وغرفة عمليات تابعة للتحالف في
مديرية المعافر (جنوب غربي تعز)، في سياق محاولتها تشكيل قوات موالية لها وفرضها على
المدينة، كما هو الحال في المحافظات الجنوبية المحررة.
أقرأ ايضا: "عربي21" تكشف إنشاء الإمارات مقرا وغرفة عمليات بتعز