أكدت صحيفة إسرائيلية، أن عملية إطلاق النار التي شهدتها الضفة الغربية المحتلة مؤخرا؛ تساهم في تعزيز قوة حركة حماس وتضعف السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، لافتة إلى أن رجال السلطة يختفون عند اقتحام القوات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية بالضفة.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير
نشرته للكاتبة المختصة بالشؤون العربية عميرة هاس، إن "خشية السلطة الفلسطينية
من تصاعد المواجهات مع الجيش الإسرائيلي يضعف موقفها أكثر، ويعزز صورة حماس في نظر
الفلسطينيين".
وأضافت الصحيفة أن "هذا ما يمكن استنتاجه على
الأقل من المظاهرات الثلاث التي فرقتها السلطة، الجمعة الماضي في نابلس والخليل
ورام الله"، موضحة أنه "هذا التصادم، يأتي في فترة تعاني فيها السلطة من
تدهور في المكانة السياسية وضائقة اقتصادية عميقة".
وذكرت الصحيفة أن عمليات إطلاق النار ينظر إليها
الجمهور الفلسطيني، "كعمليات بطولية مشروعة ضد سيطرة المستوطنين في
المنطقة"، منوهة إلى أن "نسبة هذه العمليات لحماس، يعزز الصورة الوطنية
للحركة الإسلامية، مقابل صورة المقاول للاحتلال، والمتمثلة بالسلطة الفلسطينية".
ولفتت إلى أنه "من الصعب عدم ملاحظة، طبيعة
انتشار رجال الأمن الفلسطينيين، في المناطق التي يتجولون فيها بصورة علنية وهم
بزيهم العسكري وسلاحهم، ولا يكون هناك جنود إسرائيليون، ويحصل العكس؛ عندما يقتحم
جنود الجيش الإسرائيلي المناطق والبيوت والمحلات ويصادرون تسجيل كاميرات المراقبة،
ويطلقون النار على الفلسطينيين، حينها لا يظهر في الأفق رجال السلطة".
اقرأ أيضا: ما حقيقة وقف التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل؟
وكشفت "هآرتس" أن "اختفاء قوات الأمن
الفلسطينية من الشوارع -عند اقتحام جيش الاحتلال لمناطق تحت سيطرة السلطة- يتم بعد
تحذير مسبق من قبل الجيش، وهذا الوضع في نظر الكثيرين غير محتمل، بحيث يحظر على
رجال السلطة الذين تشيد بهم الدعاية الرسمية، الدفاع عن أبناء شعبهم إزاء هجمات
الجيش الإسرائيلي".
وتابعت: "بدلا من دفاع الأجهزة الأمنية
الفلسطينية عن شعبها تقوم بمهاجمتهم، وهنا الامتعاض منها يتعاظم"، منوهة إلى أن
"قوات الجيش الاسرائيلي قتلت الخميس الماضي 5 فلسطينيين، وفي كل الحالات الفلسطينيون على
قناعة بأن الأمر يتعلق بعملية إعدام، في حين كان يمكن الاكتفاء باعتقالهم".
وفي ظل الاقتحام الكبير لقوات الاحتلال لمدن
فلسطينية عدة في الأيام الماضية، أشارت "هآرتس"، إلى أن "رجال أمن
السلطة لم يكونوا هناك، على الأقل ليس بزيهم وسلاحهم، وغيابهم كان سيعتبر طبيعيا، لولا
أنهم قاموا بقمع أبناء شعبهم في عدة مناسبات بشكل عنيف لحرية التظاهر والتعبير".
وشهدت الضفة الغربية، عددا من عمليات إطلاق النار
خلال الأسابيع والأشهر الماضية، في حين قامت قوات الاحتلال الخميس الماضي،
بتصفية أشرف نعالوة منفذ عملية إطلاق
النار في مستوطنة "بركان"، وصالح البرغوثي منفذ عملية إطلاق النار قرب
مستوطنة "عوفرا" برام الله، في اشتباكين مسلحين منفصلين مع قوات
الاحتلال في كل من رام الله ونابلس بالضفة الغربية المحتلة.
ولم يمضِ الكثير من الوقت على اغتيال نعالوة
والبرغوثي، حتى وقعت عملية إطلاق مساء الخميس الماضي، أدت لمقتل جنديين إسرائيليين
وإصابة اثنين آخرين.
صحيفة إسرائيلية تعلق على إدانة السعودية لصواريخ حماس
"يديعوت": هكذا تغرق إسرائيل في "الهدوء الخادع" في الضفة
الكشف عن مداولات الاحتلال الأخيرة لوقف إطلاق النار مع حماس