استفاقت فلسطين يوم الخميس الموافق 12 كانون أول/ديسمبر الجاري على يوم صعب، إذ استشهد ثلاثة من أبنائها البررة الذين واجهوا الاحتلال الصهيوني بثقة وعزم وإيمان راسخ وهم أشرف نعالوة ابن قرية شويكة/طولكرم، وصالح البرغوثي ابن قرية كوبر/رام الله. وشهيد ثالث وهو مجد جمال مطير من سكان مخيم قلنديا وغير معروف البلدة الأصلية حتى الآن. رحم الله الشهداء الأبرار وأسكنهم فسيح جنانه.
دور التنسيق الأمني
من خلال اتصالات وسائل الإعلام بي حول الموضوع وقدرة الصهاينة على كشف أماكن اختباء المجاهدين، كان التركيز على دور السلطة الفلسطينية في تقديم المساعدات الاستخبارية للمخابرات الصهيونية من خلال التنسيق الأمني الخطير على الأمن الفلسطيني. وردي أننا حقيقة لا نعلم ما قدمته السلطة الفلسطينية للصهاينة من معلومات، ومعرفتنا بالأمر على يقين ستأخذ وقتا طويلا. إنما السلطة متهمة في كل الأحوال، وسواء قدمت معلومات للاحتلال أو لم تقدم والسبب أنها ما زالت ملتزمة باتفاق أوسلو والتنسيق الأمني مع العدو. إنها تقدم ضد نفسها دائما الاتهامات، ولو كانت هناك محاكمات لتراكمت بحقها الإدانات. ولو كان بالإمكان تطبيق القانون الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية لسيق قياديو السلطة الفلسطينية إلى المشنقة.
إقرأ أيضا: 3 شهداء في الضفة بينهم المقاوم نعالوة المطارد منذ شهرين
تأتي الإجراءات الصهيونية ضد عموم الناس في المرتبة الثانية من التركيز. وردي أن كل إجراءات الاحتلال متوقعة، وهي إجراءات تقليدية تشمل الاعتقالات وتخريب الممتلكات واقتلاع الأشجار وهدم البيوت، الخ. شرح إجراءات الاحتلال لن يختلف عن الشرح الذي كنا نقدمه قبل عشرين عاما أو قبل خمس سنوات. إجرام الاحتلال مستمر، وكلما فكروا بطريقة إجرام جديدة طبقوها ضد الشعب الفلسطيني. وربما هذا جزء من الثمن الذي يدفعه الذين يقعون تحت الاحتلال.
وأنا أحوّل النقاش إلى نقطتين وهما:
أولا- التحصين الأمني: أغلب شباب فلسطين غير مثقفين حول معايير التحصين الأمني، ومستوى وعيهم بهذا الموضوع ما زال منخفضا جدا إلى درجة أن بعضهم ما زال يستخدم وسائل الاتصال الحديثة حول نشاطهم.
التحصين الأمني
الفصائل الفلسطينية والأحزاب لم تقدم البرامج الكافية حول مهارة التحصين الأمني وخداع أجهزة الأمن وتضليلها، والمفروض أن تنبري وسائل الإعلام الفلسطينية لهذا الموضوع وأن تقدم دائما المعلومات الوافية التي ترفع من مستوى الوعي الأمني لدى الشباب والشابات. وهناك تجارب عالمية متعددة يمكن الاستفادة منها في بلورة مفاهيم للتحصين الأمني والإجراءات المرافقة لها. هناك تجربة الجزائر، وتجربة فيتنام، وتجارب القاعدة وحزب الله. من الممكن دراسة هذه التجارب وتقديم النتائج لمن يريدون تحصين أنفسهم أمنيا.
المطلوب في كل المسائل الأمنية عدم استعمال وسائل الاتصال الحديثة، وعدم استعمال الهاتف الأرضي أيضا.
إذا كان اثنان من المجاهدين يضعان الكيان الصهيوني ومن والاه على رؤوس أصابعهما فما بالك لو كان العدد كبيرا؟
إقرأ أيضا: أشرف نعالوة.. الشهيد "الأسطورة" الذي حير الاحتلال.
عن شعلة نضال "فلسطينيي بريطانيا" التي لم تنطفئ منذ قرن
المصالحة الفلسطينية ليست أولوية
العرب والقرار الأمريكي ضدّ حماس.. تناقض التصويت والحقيقة!