أثار قرار وزارة
الأوقاف الأردنية
تأجيل المؤتمر الدولي لدعم القدس الذي كان من المزمع عقده في 20 كانون الأول/ ديسمبر بعمّان، تساؤلات حول الأسباب بعد دعوة المنظمين لعشرات العلماء للمشاركة.
يأتي التأجيل من طرف الوزارة بعد أن كان وزير الأوقاف عبد الناصر أبو البصل أعلن في 5 كانون الأول/ ديسمبر تفاصيل الترتيبات مؤتمر "الطريق إلى القدس 2 - نداء إلى المسجد الأقصى المبارك" خلال مؤتمر صحفي مع لجنة فلسطين البرلمانية.
مستشار
مؤتمر القدس، ورئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، النائب سعود أبو محفوظ، اعتبر أن قرار الأوقاف "
إلغاء وليس تأجيلا"، مستبعدا في حديث لـ"
عربي21"، استعداد وزارة الأوقاف مرة اأخرى للحشد من جديد لهذا المؤتمر".
ويقول: "برأيي هو إلغاء كون الوزارة استعدت جيدا للمؤتمر وتحولت إلى ورشة عمل وحجزت للمشاركين، وتم كل ذلك على أكمل وجه، لذا فوتت الوزارة فرصة ذهبية لكسب التأييد بعد استجابة غير مسبوقة من 51 دولة".
وحسب أبو محفوظ العديد من المدعوين اشتروا تذاكر على حسابهم لحضور المؤتمر الذي كان مقررا في 20 من الشهر الجاري، قائلا: "القدس موضع اتفاق وليس اختلافا بين الحكومة والمعارضة ولا يوجد أبعاد سياسية للمؤتمر، وهو مؤتمر شعبي يأتي في وقت تعاني فيه القدس من هجمة صهيونية غير مسبوقة".
ويشدد أبو محفوظ على أهمية عقد المؤتمر خصوصا أن الأردن "رأس رمح الأمة نحو بيت المقدس، خصوصا بعدما تضاعفت مفاعيل العدوان بصور شتى، منذ قرار ترامب في 6/12/2017م سعيا لفرض يهودية الدولة ويهودية العاصمة".
وطالب وزارة الأوقاف الأردنية بضرورة العمل على عقد المؤتمر، لترجمة الإجماع الشعبي تجاه القدس، واسناد الموقف والرعاية الأردنية للمقدسات.
الأوقاف.. تأجيل وليس إلغاء
بدوره أكد أمين عام وزارة الأوقاف الأردنية، عبد الله العبادي، لـ"
عربي21" أن "المؤتمر أُجل إلى شهر نيسان المقبل ولم يلغى بهدف الحشد بشكل أكبر لما يتناسب مع أهمية المؤتمر، وحرصا على مشاركة شخصيات إسلامية بارزة من الأزهر وغيرها من الأماكن"، نافيا أن يكون هناك ضغوط على الأردن لإلغاء المؤتمر.
وقام منظمو المؤتمر ممثلا بالنائب أبو محفوظ، بتوزيع الدعوة للمؤتمر إلى 4000 شخصية من 120 دولة منهم 1100 عالم مسلم، في مقدمتهم رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ الدكتور أحمد الريسوني من المغرب، والذي يرأس أكبر هيئة علمائية من حيث العضوية في العالم، وكذلك نحو 110 إعلاميين وصحفيين.
وفي وقت يرى فيه الصحفي المقدسي داود كتاب، أن مؤتمرا بهذا الحجم والأهمية لدعم القدس بحاجة إلى ترتيب وتحضير أكبر مما أعلن عنه في مؤتمر الأوقاف؛ يقول لـ"
عربي21"، إن "الأمر مهم جدا كون الهجمة على القدس كبيرة، وبحاجة إلى من يردع الإسرائيليين الذي يتعاملون بنشوة النصر بعد قرار نقل السفارة ودعم أمريكا لهم، رغم أن باقي الدول لم تحذوا حذو أمريكا كما كان متوقعا".
ويرى أصحاب فكرة مؤتمر القدس الدولي أنه يأتي لتعزيز الوصاية الهاشمية على القدس التي تعود لعام 1924، وظلت الوصاية على المقدسات حتى بعد اتفاقية السلام الأردنية- الإسرائيلية عام 1994.