كشفت وثائق اطلعت عليها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، ومقابلات أجريت مع المسؤول في المساعدات الإنسانية في تعز نبيل الحكيمي، ومسؤولين آخرين وموظفي الإغاثة، أن آلاف العائلات في تعز لا تحصل على المعونة الغذائية المخصصة لها؛ بسبب احتجازها من قبل جماعات مسلحة مقربة من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
وقال الحكيمي إن "الجيش الذي من المفترض أن يحمي المساعدات هو من ينهبها".
وأشارت الوكالة إلى أنه في جميع أنحاء اليمن، تقوم الفصائل المسلحة والمليشيات من جميع أطراف النزاع بمنع المساعدات الغذائية من الوصول إلى مجموعات لا تواليها، أو تحويلها إلى وحدات قتالية على الخط الأمامي، أو بيعها في السوق السوداء لتحقيق أرباح".
اقرأ أيضا: تعرف على خارطة النفوذ وتوزيع القوى في اليمن خلال 2018
وقالت الوكالة إن مشكلة المساعدات المسروقة شائعة في تعز ومناطق أخرى تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والتي يدعمها التحالف العسكري بقيادة السعودية.
كما لفتت إلى أنها أوسع انتشارا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقالت الوكالة إن بعض المراقبين عزا الظروف التي تقترب من المجاعة في معظم أنحاء البلاد إلى حصار قوات التحالف للموانئ التي تزود المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بالواردات.
وخلص تحقيق الوكالة إلى أن كميات كبيرة من الأغذية تدخل اليمن، لكن عند وصولها إلى هناك، لا يصل الطعام إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه.
يشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة خصص 5000 موقع توزيع في مختلف أنحاء البلاد تستهدف 10 ملايين شخص شهريا بسلال غذائية، لكنه يقول إنه يستطيع مراقبة 20% فقط من عمليات التسليم والتوزيع.
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: أطفال سودانيون يقاتلون لصالح السعودية باليمن
يشار إلى أن تحليلا هذا الشهر من قبل تحالف جماعات إغاثة عالمية وجد أنه حتى مع المساعدات الغذائية التي تصل اليمن، فإن 15.9 مليون من السكان، البالغ عددهم 29 مليون نسمة، لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء.
وقال مدير منظمة "يونيسف" في الشرق الأوسط، خيرت كابيلير، إن المسؤولين في جميع أطراف النزاع يعيقون عمل منظمات الإغاثة، ويزيدون من خطر تحول البلاد إلى مجاعة واسعة النطاق.
وأضاف كابيلير في تصريحات أن "هذا الأمر لا علاقة له بالطبيعة.. لا يوجد جفاف هنا في اليمن. كل هذا من صنع الإنسان. كل هذا له علاقة بالقيادة السياسية الضعيفة التي لا تضع مصلحة الناس في صميم أعمالها".
وفي السياق رفضت جماعة "الحوثي"،اليوم الثلاثاء، الاتهامات التي أوردها برنامج الغذاء العالمي، بشأن سرقة المعونات الإنسانية في مناطق سيطرتها باليمن.
جاء ذلك في بيان صادر عن محمد علي الحوثي، رئيس ما تسمى "اللجنة الثورية العليا"، نشره، الثلاثاء، موقع "المسيرة نت" التابع للجماعة.
وقال البيان "ببالغ الاستغراب، طالعنا تصريح المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، المتضمن التهديد بالتوقف عن تزويد أعداد كبيرة من المحتاجين بالغذاء في اليمن بمبرر التلاعب".
وأضاف أن البرنامج العالمي التابع للأمم المتحدة، "لم يتخاطب" مع الجماعة بهذا الخصوص، معتبرًا أن "تصدير ذلك للإعلام، يعد انحرافًا كبيرًا في عمل البرنامج"، وفق تعبيره.
ما حقيقة الموقف الأمريكي من تمدد إيران في المنطقة؟
هل يشكل انسحاب أمريكا من سوريا ورقة قوة أم أزمة لأنقرة؟
خريطة انتشار القوات الأمريكية قبل الانسحاب من سوريا (تفاعلي)