نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا لمراسلها ريتشارد سبنسر، تحت عنوان "ترامب يرجئ انسحاب القوات الأمريكية من سوريا".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر تعليق إعلانه المفاجئ بالانسحاب السريع للقوات الأمريكية من سوريا، قائلا إنه سيطبق الخطة "ببطء".
ويتحدث الكاتب عن لقاء ترامب مع حليفه السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام في البيت الأبيض، ووعده السيناتور بأنه سيعيد التفكير في كيفية تنفيذ تعهده "بإعادة القوات إلى البلاد".
وتورد الصحيفة نقلا عن ترامب، قوله في تغريدة يوم الاثنين إنه سيعيد القوات إلى الوطن "ببطء"، وذلك بعد أسبوعين من قراره المفاجئ بإعادة القوات الامريكية من سوريا، حيث كتب تغريدة قال فيها: "أولادنا ونساؤنا سيعودون إلى البيت وسيعودون الآن"، وأدى قراره إلى استقالة وزير دفاعه جيمس ماتيس.
ويجد التقرير أن تغيير الرئيس الأمريكي موعد انسحاب القوات الأمريكية تسبب في قلق كبير لقوات سوريا الديمقراطية، التي تدربها وتدعمها القوات الخاصة البريطانية والأمريكية والفرنسية، مشيرا إلى أن العنصر الرئيس في قوات سوريا الديمقراطية هو المليشيات الكردية، مع بعض الكتائب العربية.
وينقل سبنسر عن المليشيات الكردية، قولها إثر إعلان ترامب، إنها ستنسحب من مدينة منبج ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تتعرض للتهديد من القوات الحكومية السورية والقوات المدعومة منها، فيما قال سكان المدينة إنهم "يحزمون أمتعتهم" لشعورهم بالقلق.
وتورد الصحيفة نقلا عن طبيب لقبه أبو محمد من منبج، قوله: "الناس يخشون الفوضى، أيا كان الجيش الذين يسيطر على المدينة، الأمر لا يتعلق بالسياسة، بل بالخوف، معظم الناس يفضلون أن تبقى الأمور على ما هي عليه".
ويلفت التقرير إلى أن القرار السابق لترامب بالانسحاب السريع من سوريا، على الرغم من تعهده ببقاء القوات الأمريكية لهزيمة تنظيم الدولة، وللتصدي للنفوذ الإيراني، أغضب أيضا الحزب الجمهوري، الذي أيد بشدة مهمة الجيش في شرقي سوريا، مشيرا إلى أن غراهام بالتحديد كان من داعمي الحرب ضد تنظيم الدولة وبقاء القوات الأمريكية حاجزا ضد التهديدات الإيرانية، وضد التخلي عن الحلفاء الأكراد.
ويفيد الكاتب بأنه بعد تناول غراهام الغداء مع الرئيس في البيت الأبيض، فإنه قال للصحافيين إنه واثق بأن الانسحاب الأمريكي لن يكون مفاجئا مثلما كان يخشى، وأضاف: "قال لي الرئيس أشياء لم أكن أعرفها، وشعرت بالراحة بشأن المسار الذي نتوجه إليه في سوريا"، وقال إن الرئيس ملتزم بأن خروج القوات الأمريكية لن يحدث إلا بعد هزيمة تنظيم الدولة بالكامل، وعدم انتهاز إيران الفرصة لملء الفراغ، وحماية الأكراد، لافتا إلى أن الالتزامات تتفق مع ما قاله ترامب في الصيف، عندما وافق على بقاء القوات الأمريكية في سوريا.
وتقول الصحيفة إن ترامب أكد أن "النصر" في سوريا ما زال أمرا سيحدث، لكنه أشار أيضا إلى أنه مستعد للتسوية بشأن كيفية الانسحاب، وقال ترامب في تغريدة: "إذا كان شخص آخر غير دونالد ترامب قد قام بما قمت به في سوريا، التي كانت فوضى يسيطر عليها تنظيم الدولة عندما أصبحت رئيسا، لأصبح بطلا قوميا. قضى الآن على تنظيم الدولة بصورة كبيرة، والآن سنعيد قواتنا إلى البلاد على مهل".
وينوه التقرير إلى أن الأكراد كانوا يأملون باستخدام الوجود الأمريكي ورقة مقايضة من أجل التفاوض مع النظام في دمشق للحفاظ على استقلالية كيانهم، إلا أن خروج الأمريكيين لا يعرضهم لخطر النظام فقط، بل لمواجهة مع تركيا التي تتعامل مع قوات حماية الشعب على أنها جماعة إرهابية وفرع عن حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" في تركيا.
ويبين سبنسر أن منبج ذات غالبية عربية، ووقعت تحت سيطرة قوات حماية الشعب وسوريا الديمقراطية عام 2016، وتتوزع فيها الولاءات، مشيرا إلى أن من تعاون مع تنظيم الدولة أو الجيش السوري الحر يخشى الانتقام في حال سيطر النظام عليها، بالإضافة إلى أن الشباب يخشون من التجنيد في الجيش.
وتتقل الصحيفة عن أبي محمد، قوله أن هناك قلة من الناس تريد عودة النظام؛ لأن غالبيتهم إما مطلوبين للتجنيد، أو أنهم تعاونوا مع المعارضة، حيث توقع هروبهم في حال دخل النظام إلى المدينة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول شخص اسمه ياسر، إن غالبية سكان المدينة يفضلون أن تسيطر المعارضة المدعومة من تركيا على المدينة، وأضاف: "في اللحظة التي سمع الناس فيها بدخول النظام بدأوا التحضير للمغادرة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
واشنطن بوست: هل تحليل غراهام بشأن سوريا مقنع؟
نيويورك تايمز: كيف يبدو مستقبل سوريا بعد رحيل أمريكا؟
واشنطن بوست: هذا دليل سياسة أمريكا المتعرجة بسوريا