قال المراسل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت إيتمار آيخنر، إن "الأوساط السياسية الإسرائيلية تشعر بحالة من الذهول من التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إيران، وأضاف أن تلك الأوساط تعتبر أن من المثير للغضب أن الرئيس لا يستمع للتحذيرات الاستخبارية، بشأن عبث إيران عقب الانسحاب الأمريكي من سوريا".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مصدرا سياسيا إسرائيليا كبيرا قال إن ترامب ببساطة ليس مطلعا بما فيه الكفاية على التواجد الإيراني في سوريا، أنا بصراحة أشعر بالذهول، رغم أن من تحدث بهذا الكلام المفاجئ هو ذاته الذي لا يعارض الخطوات الإسرائيلية في سوريا، وهو ضد التواجد الإيراني هناك، ويعلن أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن تصريحات ترامب لن تغير في الواقع شيئا، وستواصل إسرائيل مهمتها الساعية ضد أي استقرار عسكري لإيران في سوريا".
وأوضح آيخنر أن "ترمب فاجأ كل العالم قبل أسبوعين فقط بإعلانه عن الانسحاب من سوريا بعكس توجهات وزير دفاعه المستقيل، وقد أعلن يوم أمس للمرة الأولى خلال اجتماع للكابينت المصغر التابع له في واشنطن أن هذه الخطوة ستكون في صالح إيران، التي سيكون بوسعها فعل ما يحلو لها هناك".
وختم بالقول إن "تصريح ترامب ربما يعني بالضرورة إجراء استدارة اضطرارية، على الأقل جزئية، عقب الضغوط التي مورست عليه من قبل جنرالات الجيش الأمريكي والساحة الحزبية الأمريكية والسياسية الدولية، بعد زعمه أن إيران لم تعد كما كانت سابقا، صحيح أنها تستطيع القيام بما تريد في سوريا، لكنها تخرج عناصرها منها اليوم، لأنها كانت قوة في الشرق الأوسط، وقادرة أن تسيطر عليه، وكانت تريد القضاء على إسرائيل، لكنها اختلفت الآن".
فيما ذكرت الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة يديعوت أحرونوت إميلي لانداو، أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطوته الأخيرة بالانسحاب من سوريا أرسل رسالة لإسرائيل وللآخرين: مفادها: "تدبروا مع أنفسكم وحدكم"، مع أن الانسحاب الأمريكي له دلالتان اثنتان: الأولى من وجهة نظر ترامب نفسه ومفادها أن الحرب ضد داعش قد انتهت، والثانية من وجهة نظر الحلبة السياسية والسياسة الخارجية الأمريكية التي ترى الصورة أوسع من داعش، وتبدو قلقة من الرسائل التي تلقفتها قوى أخرى في المنطقة من الانسحاب الأمريكي، خاصة روسيا وإيران".
اقرأ أيضا: ترامب: لم نحدد جدولا للانسحاب من سوريا.. وهذا ما نريده
وأضافت لانداو، الباحثة بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، في مقال ترجمته "عربي21" أن "الانسحاب الأمريكي، وإن كان يحمل مصداقية في تراجع الحرب على داعش، لكنه يرسل رسائل ليست جيدة على مستوى المنطقة والعالم".
وأشارت أن "أولى الرسائل أن الولايات المتحدة ليست حريصة كل الحرص على حلفائها، لأنها تركت الأكراد وحدهم يواجهون مصيرهم، ولم يتردد ترمب ذاته حين أعلن أن إسرائيل تحصل من أمريكا على المليارات، وتستطيع الدفاع عن نفسها وحدها، ولذلك تنظر إسرائيل بقلق شديد تجاه ما قد تفهمه إيران من رسالة الانسحاب الأمريكي".
جنرالان إسرائيليان: إيران تستعد للهجوم بعد تلقيها ضربات قاسية
هآرتس: هذه الرسائل الإسرائيلية من القصف الأخير لدمشق
قراءة إسرائيلية في انسحاب أمريكا من سوريا.. يخدم إيران