خرج آلاف الموريتانيين الأربعاء، في مسيرة مناهضة لخطاب الكراهية والتفرقة، شارك فيها رئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز، وأعضاء الحكومة والبرلمان، فيما قاطعتها مختلف أحزاب المعارضة.
وبحسب مراسل "عربي21"، فقد انطلقت المسيرة في وقت مبكر من صباح اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط المباني الحكومية.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات مناهضة لخطاب الكراهية والتفرقة، وأخرى تدعو لتعزيز الوحدة الوطنية.
وعبرت المسيرة شارع "جمال عبد الناصر" في قلب العاصمة نواكشوط، وانتهت بمهرجان جماهيري، شهد كلمة لرئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز.
وفي وقت سابق، قالت الحكومة إن الفترة الأخيرة شهدت تصاعدا لـ"خطاب الكراهية ومحاولة زرع الأحقاد بين أبناء الوطن" لكنها لم تحدد بالضبط الجهة التي تقف خلف هذا الخطاب، غير أنها من حين لآخر تتهم حركة (إيرا) الحقوقية بالسعي لزعزعة استقرار البلاد وأمنه وضرب وحدته الوطنية، وهو ما تنفيه الحركة باستمرار وتقول إنها تعمل فقط من أجل التصدي لكل أشكال العبودية في البلاد.
رسالة المسيرة
وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إن رسالة المسيرة هي تحصين موريتانيا أمام العنصرية والتطرف، وضمان أمنها واستقرارها ووحدتها، مضيفا أن المشاركين في المسيرة أوصلوا هذه الرسالة.
وشدد في كلمة له في المهرجان الختامي للمسيرة، على أن جميع وسائل التواصل الاجتماعي سيتم "سدها إذا ما شكلت أي تهديد للأمن والاستقرار في موريتانيا" مضيفا أن "أي شخص تسول له نفسه أن يحاول زعزعة هذا البلد، ستتابعه الدولة وسيحاكمه الشعب الموريتاني".
وتابع: "على الموريتانيين أن يعرفوا أن دولتهم ديمقراطية وكل الحريات مصانة فيها، ولكن لن نقبل أن يضيع الفعل السيئ للبعض هذه المكاسب، أغلى ما نملك هو أمننا واستقرارنا ووحدتنا، ولن نقبل لأي أحد أن يتاجر بهذه الأمور خارج البلد".
اهتمام متأخر
واستغرب "المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة" وهو أكبر ائتلاف لأحزاب المعارضة في البلاد، ما سماه "الاهتمام المتأخر بالوحدة الوطنية من طرف نظام في الأيام الأخيرة من حكمه، وبعد أن قضى فترة تربو على عقد من الزمن في السلطة، غاب خلالها المشروع المجتمعي الجامع الذي يهدف إلى توطيد الوحدة الوطنية وتعزيز اللحمة الاجتماعية، وتكرس خلالها الظلم والإقصاء والتهميش الذي ظلت تعاني منه شرائح واسعة من المجتمع".
واتهم النظام في موريتانيا كذلك بأنه وراء "زيادة الحيف في توزيع الثروة الوطنية والوظائف العمومية، وانتشار الخطاب المتطرف الداعي إلى الفتنة عبر وسائط التواصل الاجتماعي والتلفزات والإذاعات دون رادع من طرف السلطة".
وشدد الائتلاف المعارض في بيان وصل "عربي21" على أنه لا يمكن أن يشارك في مسيرة لم يشارك في تحديد أهدافها " خاصة إذا كان العديد من نقاط الاستفهام يحوم حول توقيتها وبواعثها وأغراضها الحقيقية، ومن تستهدف وهل تجمع أم تفرق؟".
أنباء عن زيارة رسمية لرئيس موريتانيا إلى بشار الأسد
المعارضة الموريتانية ترفض دعوات التمديد للرئيس
مفتي موريتانيا يثير جدلا بقصيدة في مدح ابن سلمان (فيديو)