أثار الحديث عن عودة العلاقات بين دول عربية
والنظام السوري، مخاوف لدى اللاجئين السوريين وتوقعاتهم بأن تحمل الأيام المقبلة
قرارات جديدة من شأنها التضييق عليهم، وربما إجبارهم على العودة لسوريا، وما يعنيه
ذلك من مخاطر على حياتهم.
ومنذ أشهر بدأ لبنان بإعادة لاجئين على دفعات
إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وتحدثت العديد من التقارير عن اعتقال أعداد كبيرة
من العائدين بشكل قسري، ومقتل عدد منهم تحت التعذيب في سجون النظام.
وأعلنت الإمارات الأسبوع الماضي إعادة فتح سفارتها المغلقة في العاصمة السورية دمشق منذ نحو 8 سنوات ما يشير إلى استعادة العلاقات التي قطعت باندلاع الثورة السورية.
اقرأ أيضا: انتهاء رحلة سوريين من الإمارات إلى السودان بمناطق الأسد
وكشفت مواقع سورية معارضة اليوم، عن فرض السودان
تأشيرة دخول مسبقة، على أي سوري قادم للخرطوم من أي دولة عدا دمشق، وهو ما يعني
قرارا بالتضييق على اللاجئين في الخارج ومواجهة خطر الترحيل لدمشق، والسماح
للموالين للنظام السوري فقط بزيارة السودان.
وكانت سلطات مطار الشارقة رحّلت السوريين
المتجهين للخرطوم، إلى لبنان، بسبب فرض تأشيرة على غير القادمين من دمشق وعمدت
بيروت إلى ترحيل جزء منهم إلى الحدود السورية، فيما علق الباقون بانتظار مساعدة
الأمم المتحدة.
إعادة الإعمار
رئيس هيئة الإنقاذ السورية أسامة الملوحي،
حذر من أن عودة العلاقات العربية مع النظام السوري "ستلحق باللاجئين الكثير
من المخاطر بشكل يفوق ما يعانونه حاليا".
وقال الملوحي لـ"عربي21" إن زيارة
البشير "بشكل مفاجئ بطائرة روسية يعني أن هناك ضغطا ما على العرب ضمن حزمة
إجراءات لإعادة السوريين، بعد فشل موسكو في الترويج لقضية عودة اللاجئين".
وشدد على أن القادم "مزيد من التضييق
على السوريين لأمرين يرتبطان ببعضهما وهما مسألة إعادة الإعمار، والتخلص من
اللاجئين في الخارج بتمويل أوروبي وخليجي، بناء على إملاءات من الخارج".
وأشار إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب حين قال إن "السعودية وافقت على تمويل إعمار سوريا نيابة عن الولايات
المتحدة" وما يشير إليه ذلك من التوجهات المقبلة بهذه المسألة وفق وصفه.
اقرأ أيضا: سوريون يخشون ترحيلهم بعد تعديل الدنمارك لقوانين اللجوء
وشدد على أن هنالك رغبة من كافة الأطراف
العربية والأوروبية، بـ"التخلص من مسألة اللاجئين السوريين، عبر إجبار النظام
على استقبالهم مقابل دفع أموال الأعمار".
لكنه في المقابل أكد أن عودة السوريين إلى مناطق
النظام "تحمل مخاطر كبيرة على حياتهم، فهناك حالة فقدان للأمن وأكثر من 20
مليون قطعة سلاح والبلاد تسودها حالة فوضى".
وتابع: "الدول العربية مأمورة بهذا
الملف، ولا تتصرف بدافع من إرادتها بإعادة العلاقات، وجميع الأطراف تريد دفعات
مالية لإعادة الإعمار مقابل إجبار اللاجئين على العودة لتعويض كلف الحرب".
أفرع المخابرات
من جانبه قال رئيس الجالية السورية في
إسطنبول نزار خراط: إن التضييقات التي بدأ السوريون يعانون منها في الآونة الأخيرة
بدول عربية باتجاه إعادتهم لمناطق النظام، "ناتجة عن ضغط خارجي".
وأشار خراط لـ"عربي21" إلى أن عودة
العلاقات العربية مع النظام السوري "ستكون على حساب السوريين الذي هربوا من
القتل قبل 8 سنوات على أيدي النظام".
وأوضح أن الأسد "لا يرغب بعودة اللاجئين
لما لذلك من تبعات على الحل السياسي لكنه في المقابل مضطر لهذا الأمر للحصول على
أموال إعادة المدن التي دمرها خلال قمعه للثورة السورية".
اقرأ أيضا: اللاجئون السوريون في لبنان.. عودة أم ترحيل في عام 2019؟
وأضاف خراط: "الدول العربية لا تملك
الإرادة في استعادة العلاقات، وبالتأكيد طلب منها ذلك، ودفع السوريين للعودة سيفتح
الباب أمام مجازر جديدة وتحويلات لأفرع المخابرات، وتحقيقات وممارسات وحشية، عانى
منها السوريون طيلة 40 عاما".
وتابع: "لا ضمانات للسوريين في حال
عودتهم، والروس لم يقدموا أي ضمانة خلال الأشهر الماضية لمن تركوا السلاح وانضموا
للنظام، وكثير منهم تم اعتقاله وقتل".
وشدد على ضرورة توقف الدول العربية التي تجبر
اللاجئين على العودة لمناطق النظام وقال: "اللاجئون في الخارج مطلوبون للنظام
السوري، وهناك 16 جهاز مخابرات يحكم منذ عهد حافظ الاسد حتى اليوم، لديه ملفات
للاجئين وبانتظار القبض عليهم للتخلص منهم".
تفاصيل الخطة الخليجية الإسرائيلية لإعادة تأهيل بشار الأسد
هل تعود علاقات جميع الدول الخليجية مع الأسد.. ماذا عن قطر؟
هل اقتربت القاهرة من فتح سفارتها في دمشق؟ ما علاقة تركيا؟