تحدث رئيس أسبق لجهاز "الموساد" الإسرائيلي، عن محور "ثلاثي خطير"، يتكون من "إسرائيل" والصين والولايات المتحدة الأمريكية، مشددا على أهمية استغلال "إسرائيل" لتعاونها مع الصين التي تسعى لتثبيت نفسها كقوة عظمى في المنطقة.
وأوضح إفرايم هليفي، الرئيس الأسبق لجهاز "الموساد" الإسرائيلي، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أنه منذ زيارة جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي لـ"تل أبيب" الأسبوع الماضي، "لم تصدر إسرائيل أي بيان رسمي عن مضمون المحادثات التي أجراها مع نظرائه الإسرائيليين في موضوع علاقات إسرائيل بالصين".
ومع ذلك، فإن محللين وصحفيين واصلين لكبار المسؤولين الإسرائيليين، وفق هليفي أفادوا بأن "إسرائيل توجد في عملية تصميم للسياسة في المواضيع التي طرحها مندوبو واشنطن، وأن طواقم إسرائيلية ستبلور رزمة ترتيبات بواسطتها ستتقرر المجالات الحساسة".
ونوه إلى أن "سياسة "السير بين القطرات" الإسرائيلية استنفدت نفسها تجاه القوتين العظميين، وقريبا ستدرك المنظومات الإسرائيلية، سواء في مجال الأمن أاو التجارة والاستثمار، لمن تتجه وممن تأخذ الاستشارات والتعليمات، ولكن في هذه الأثناء إسرائيل الرسمية تصمت".
اقرأ أيضا: زيادة التحذيرات الأمنية حول تعاظم النفوذ الصيني في إسرائيل
وأضاف: "لقد سبق الخطوة الأمريكية الأسبوع الماضي، سلسلة طويلة من اللقاءات بين محافل أمريكية رسمية، عاملة وسابقة، مع أصدقائها في إسرائيل، وعلى ألسنتها كانت رسائل متشابهة تحذر من القلق الأمريكي المتصاعد من الانفتاح المبالغ فيه لإسرائيل تجاه الصين".
وذكر الرئيس الأسبق لجهاز "الموساد"، أن "هذه المصادر سواء من الإدارات الحالية أو السابقة، أجمعت وأبرزت وحدة في الرأي في الولايات المتحدة بين الحكم والأوساط الأكاديمية في هذه المسألة"، موضحا أن "تطور المعرفة والتكنولوجيا، الذي نفتخر به لا يعتمد فقط على تميزنا الذاتي بل أيضا على التعاون الحيوي مع رجال المعرفة والتكنولوجيا في الولايات المتحدة وفي غرب أوروبا".
وفي هذا السياق، "برزت أهمية بيان الاتحاد الأوروبي قبل نحو شهر، بأن القارة ستكون مطالبة بفحص عميق للعلاقات مع الصين في مواضيع الموانئ والتكنولوجيا".
وتابع: "إذا كانت أمريكا وأوروبا، سيخشون من أن تتطور إسرائيل لمكانة تتمكن فيه الصين من نيل قدرة على الوصول إلى الأسرار التجارية والعلمية، فإن إنجازات تل أبيب في العقود الأخيرة ستشهد خطرا وجوديا؛ وهذا ليس قولا بلا أساس".
ونوه إلى أنه "ليس ثمة أحد في إسرائيل يعتقد أنه يمكن أو مرغوبا فيه تجاهل الصين التي توسعت في تواجدها ونفوذها في منطقتنا"، مشددا على أن "العلاقات التجارية مع القوة العظمى الإقليمية الجديدة، مطلوبة ومرحب بها، ومن أجل تطويرها عرفت إسرائيل في السنوات الأخيرة، كيف تتجاهل علنا أن الصين هي مستثمرة استراتيجية في إيران، سواء في المستوى الأمني أو الصناعي الاستراتيجي".
اقرأ أيضا: دراسة إسرائيلية: هذه الفرص والمخاطر في العلاقات مع الصين
ولفت هليفي، إلى أن "إسرائيل لم تطلب من الصين؛ لا علنا ولا في الخفاء، أن تنسحب من الاتفاق النووي للقوى العظمى بقيادة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما"، منوها أن الصين مثل روسيا تتمتع بـ"حصانة إسرائيلية كاملة".
وقال: "يمكن أن نتفهم هذا التجاهل المزدوج، ولكن إلى جانبه مطلوب حذر خاص من أجل خدمة مصالحنا الحيوية"، مضيفا أنه "في الصين يوجد خليط من الاقتصاد الحر والاقتصاد بملكية الحكم".
ونبه إلى أن هناك "نحو 100 شركة صينية كبرى، تطلق أذرعها نحو أرجاء المعمورة، وقراراتها لشراء الأملاك أو النشاط الاقتصادي تتخذ من جانبها على أساس الأهمية الاقتصادية، وأيضا لاعتبارات سياسية، وبناء على ذلك، فإن بناء وتشغيل موانئ في أرجاء العالم تتم من قبل شركات صينية حكومية، وحتى الشركات الصينية الخاصة تخضع للاستراتيجية الحكومية الصينية".
وأكد أن "الصين تعمل هذه الأيام على تثبيت نفسها كقوة عظمى متواجدة في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وفي نفس الوقت فإن حليفتها إيران تعلن عن نوايا للتمترس في هذه المنطقة".
اقرأ أيضا: دبلوماسي إسرائيلي: لسنا جاهزين لصعود قوة عظمى بعد أمريكا
وبين أنه "عندما تكون روسيا والصين وايران، تبحر في شرق البحر المتوسط، تعطي صداها في آذاننا أقوال قائد سلاح البحرية الأمريكية السابق، الأدميرال غاري رفهت، صديق إسرائيل، الذي أوضح أن التواجد الصيني على مقربة من المكان- كما يخطط له الآن - سيضع مصاعب أمام السفن الحربية الأمريكية للرسو في حيفا كميناء بيتي".
ورأى رئيس "الموساد"، أن "هناك مجالات واسعة للتعاون بين الصين وإسرائيل واستغلالها مطلوب جدا لاقتصادنا"، مشددة على أن نجاح هذا يتطلب "قاعدة متينة لاستمرار وإرادة طيبة متبادلة صينية – إسرائيلية، وحماية حريصة لذخائرنا الحديدية مثل المصالح المتمثلة بمرسانا الاستراتيجي في واشنطن".
زيادة التحذيرات الأمنية حول تعاظم النفوذ الصيني في إسرائيل
نتنياهو طلب من بولتون اعتراف واشنطن بالسيادة على الجولان
باحثان إسرائيليان يعرضان رؤى إيرانية وأمريكية للانسحاب من سوريا