وجهت شخصيات فلسطينية انتقادات حادة لرئاسة السلطة الفلسطينية، بعد تصريحات عن زيارة قريبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وكان عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عزام الأحمد، أكد من دمشق، خلال مشاركته في افتتاح مكتب لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، أن زيارة عباس إلى دمشق "واردة في أي وقت، وستكون قريبة".
وأضاف: "أنا اليوم في دمشق بزيارة معلنة، وليس سرا، هناك من سبقني قبل أيام في زيارات غير معلنة".
اقرأ أيضا: الأحمد: زيارة رئيس السلطة إلى دمشق واردة وستكون قريبة
وفي هذا الصدد، هاجم المنسق العام لـ"تجمع مصير" الفلسطيني السوري، الحقوقي الفلسطيني أيمن أبو هاشم، الخطوات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية الهادفة إلى المزيد من التطبيع مع النظام السوري، علما بأن ذلك يعني تغطية على جرائم النظام والانتهاكات التي ارتكبها ضد الفلسطينيين في سوريا خلال السنوات الماضية، من تدمير للمخيمات واعتقالات وإعدامات.
وقال أبو هاشم، إن هذه الزيارة وهذا الإعلان عن زيارة قريبة لعباس إلى دمشق، تشكل وصمة عار في جبين السلطة الفلسطينية، والطبقة السياسية السائدة التي تسيطر على مفاصل القرار الوطني الفلسطيني.
وأضاف منتقدا التبريرات التي تقدمها السلطة للتطبيع مع النظام، من قبيل التنسيق لخدمة اللاجئين السوريين في سوريا، أن "التبريرات السياسية، لا يجب أن تكون على حساب البعد الأخلاقي".
تحصيل مكاسب خاصة
واتهم أبو هاشم، السلطة الفلسطينية بأنها تسعى لـ"تحقيق مكاسب خاصة بها، من خلال كل هذه الخطوات"، قائلا: "هي مكاسب بعيدة عن مصلحة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وهي تشكل طعنة في ظهر اللاجئين الذين عانوا على يد النظام، الذي أضر بقضيتهم كما فعل الاحتلال الإسرائيلي تماما"، منوها إلى أن "مصلحة الشعب الفلسطيني هي بدعم كفاح الشعب السوري".
وتساءل: "هل أخرجت كل القنوات التي فتحتها السلطة مع الأسد معتقلا فلسطينيا واحدا من السجون السورية، وهل ساهمت بتجنيب المخيمات الدمار؟".
وأوضح: "على العكس، كانت مشجعة للنظام على التمادي وارتكاب المزيد من الجرائم بحق اللاجئين الفلسطينيين".
اقرأ أيضا: أبو الغيط: هذا شرط عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية
وعلى النسق ذاته، شن الكاتب والباحث الفلسطيني، ماهر الشاويش، هجوما لاذعا ضد السلطة الفلسطينية، قائلا لـ"عربي21": "هذا الحراك نحو الأسد غير مفاجئ بالنسبة لنا، ورئاسة السلطة بأساليبها لا تختلف عن الأسد".
وتساءل: "هل هذه الزيارات هي من مصلحة الشعب الفلسطيني؟"، مجيبا: "قطعا لا، هذه الزيارات لو كانت تريد أن تثمر، لأثمرت بحماية المخيمات من هذا التدمير وهذا التهجير".
حملة علاقات عامة
وقال الشاويش عضو "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، إن هذه الزيارات هي عبارة عن حملة علاقات عامة تقوم بها السلطة الفلسطينية لترميم علاقة حركة فتح مع النظام، من أجل مكتسبات خاصة بشخصيات السلطة.
ومدللا على ذلك، أكد أن الهدف من الزيارة الأولى التي قام بها وفد من منظمة التحرير الفلسطينية إلى دمشق، بعد اندلاع الثورة السورية، هو استرداد أموال السلطة (مكاتب، مزارع، سيارات) في سوريا، بمعزل عن كل ما يجري في المخيمات الفلسطينية في سوريا.
اللعب على المتناقضات
وتابع الشاويش، بأن "السلطة تحاول اللعب على المتناقضات"، موضحا أن "السلطة تحاول الاستفادة من الإشكالية التي تسود العلاقات بين حركة حماس والنظام السوري، للتنافس على كسب ود الأسد".
وقال: "لو أراد هؤلاء فعلا خدمة مصالح الشعب الفلسطيني، لكانوا فتحوا ملف المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية"، مذكرا بـ"الدور الذي لعبه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأجهزته الاستخباراتية في ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز في ريف حلب الشمالي، في عام 2013"، وفق قوله.
وأوضح في هذا الصدد، أن السلطة حينها ساهمت في دور الوساطة لإطلاق سراح 11 لبنانيا شيعيا تم اعتقالهم من جهات معارضة في أعزاز، وهم في طريق عودتهم من إيران، لزيارة العتبات المقدسة الشيعية.
وقال الشاويش، لم تطالب السلطة حينها مقابل التوسط لإطلاق سراح هؤلاء بمعتقل فلسطيني واحد لدى النظام السوري، علما بأن هناك الآلاف منهم لا يزالون في السجون الآن.
أما الكاتب والشاعر الفلسطيني، أكرم عطوة، فشن هو الآخر هجوما على السلطة الفلسطينية، بالقول: "ليس غريبا عليها أن تستهين بدماء السوريين كما فعلت مع الفلسطينيين"، وفق قوله.
وفي حديثه لـ"عربي21" قال عطوة: "لم يكن مفاجئا لنا هذا الحراك، لمن يعرفون طبيعة القيادة الحالية لحركة فتح، التي اعترفت بشرعية وجود الكيان الصهيوني، وتنازلت عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الأصلية، لأجل سلطة وهمية لدولة وهمية تخضع لهيمنة الاحتلال بشكل شبه كامل".
وقال: "هذه القيادة تعرف تماما أن حوالي أربعة آلاف فلسطيني وفلسطينية قتلوا في سوريا، منهم حوالي 600 شهيد ماتوا تحت التعذيب في السجون والمعتقلات السورية، وأكثر من 200 آخرين ماتوا بسبب نقص الرعاية الطبية والحصار المشدد الذي فرضه جيش النظام والموالون له في السنوات الماضية على مخيم اليرموك في دمشق، وأن حوالي 2000 من الفلسطينيين السوريين مازالوا معتقلين في سجون وأفرع النظام السوري".
وختم عطوة بالقول: "بالرغم من أنني على يقين من أنها تعرف بكل هذا وأكثر، لكنني لا أستبعد ولا أستغرب أن يقوم محمود عباس بزيارة مشبوهة لدمشق، من أجل مصافحة من تلوثت أيديهم بدماء السوريين والفلسطينيين".
مسؤول أمريكي: لا يوجد جدول زمني لسحب قواتنا من سوريا
بعد القرار الأمريكي المفاجئ بالانسحاب.. ما مصير "قسد"؟
هكذا علق وليد المعلم على زيارة البشير لسوريا