طلب لاعب الكرة البحريني حكيم العريبي في مقابلة أجرتها معه حنا إليس – بترسين وهيلين دافيدسون من صحيفة "الغارديان"، المساعدة، وحذر من تعذيبه إذا تم ترحيله إلى البحرين.
وتقول الكاتبتان إنهما تحدثتا مع العريبي في سجنه ريماند في بانكوك في تايلاند، مشيرتين إلى أن لاعب كرة القدم الذي منحته أستراليا اللجوء السياسي، واعتقل عندما ذهب في إجازة شعر العسل، أخبر الصحيفة أنه بدأ "يفقد الأمل"، ويعتقد أنه سيتعرض للتعذيب وحتى القتل لو رحل إلى البحرين.
وتشير الكاتبتان في المقابلة، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن العريبي تحدث وبدا عليه التعب والضغط، حيث قال إنه "يشعر بالرعب"، وبأن خوفه "يزداد سوءا مع مرور الأيام".
وتلفت الصحيفة إلى أن السلطات الأسترالية قد منحت العريبي حق اللجوء في عام 2017، بعدما هرب من بلاده عندما خرج من السجن بكفالة، ووجهت له السلطات تهما لا أصل لها، وقال العريبي: "لم أفعل شيئا في البحرين، ولم أفعل شيئا في تايلاند، ولم أفعل شيئا في أستراليا"، وأضاف: "لماذا أظل محتجزا كهذا؟ أرجوكم مساعدتي، لا يوجد في البحرين حقوق إنسان ولا أمن لأشخاص مثلي".
وتفيد الكاتبتان بـأن العريبي (25 عاما) وجد نفسه في تشرين الثاني/ نوفمبر وسط كابوس، عندما وصل وزوجته إلى بانكوك لقضاء أسبوع من شهر العسل هناك، وقبل سفره من البلد الذي عاش فيه مدة خمسة أعوام اتصل بدائرة الهجرة للتأكد من سلامة السفر، وحصل على تأكيدات متعددة من السلطات بأن لا خوف عليه، وأنه محمي، و"يستطيع السفر إلى أي مكان غير البحرين".
وبحسب الصحيفة، فإن شقيقته في البحرين حذرته من مخاطر السفر، وقال لها:"أنا في حماية أستراليا، ولن تسمح بأن يحدث لي أي شيء"، لافتة إلى أنه عند وصوله إلى بانكوك اعتقل مباشرة، بناء على تحذير أحمر من الشرطة الدولية "إنتربول"، الذي تم إصداره خطأ بناء على طلب من البحرين، وهو ما يناقض تنظيمات الشرطة الدولية بعدم إصدار أمر في حال تم تأكيد وضعية اللجوء للشخص المطلوب.
وتستدرك الكاتبتان بأنه رغم سحب الـ"إنتربول" الطلب في 4 كانون الأول/ ديسمبر، والضغوط المتعاقبة من الحكومة الأسترالية، إلا أن تايلاند المعروفة بقوانينها التعسفية ضد المهاجرين، حيث يتم ترحيل المهاجرين لبلدانهم، قررت تمديد مدة اعتقاله لـ60 يوما بانتظار محاكمة قد تقرر إرساله إلى البحرين أم لا.
وتقول الصحيفة إن لدى البحرين حتى 8 شباط/ فبراير لتقدم الوثائق المطلوبة، وبعدها سيتم تحديد موعد للمحاكمة، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي جاء فيه طلب ترحيله للبحرين بناء على حكم صدر ضده عام 2014؛ لقيامه بعمل تخريبي ضد مركز شرطة، وهي تهم ينفيها بشدة، إلا أن العريبي مصر على أن طلب البحرين مرتبط بتصريحاته عندما طلب اللجوء في أستراليا، وتحدث فيها عن تعذيبه عندما سجن 3 أشهر عام 2012.
وتذكر الكاتبتان أن العريبي، اتهم في عام 2016 أحد أعضاء العائلة المالكة في البحرين، وهو رئيس اللجنة الأسيوية الرياضية الشيخ سلمان بن إبراهيم الخليفة، الذي رشح نفسه لرئاسة الفيفا، بالتمييز ضد الشيعة، وقال العريبي: "هذا لا يتعلق بالحكم علي، البحرين تريد ترحيلي لمعاقبتي لأنني تحدثت للإعلام عام 2016 عن سجل حقوق الإنسان السيئ، وعن الشيخ سلمان، بصفته رجلا سيئا يقوم بالتمييز ضد الشيعة"، وأضاف: "أشعر بالخوف من الترحيل إلى البحرين، وخائف جدا لأنني متأكد 100% بأنهم سيعتقلوني ويعذبوني مرة أخرى، وربما قتلوني".
وتبين الصحيفة أن العريبي أكد أن البحرين لم تتصل به منذ اعتقاله، مشيرة إلى أن خشية العريبي من التعذيب نابعة من تجربته عندما كان لاعبا في نادي الشباب، حيث اعتقل عام 2012 بتهمة تخريب مركز شرطة، وقال إن التهم "غير صحيحة" لأنه كان في وقت الحادث يلعب في مباراة بثها التلفاز، وتم استهدافه بسبب الدعم الذي قدمه شقيقه لحركة التغيير أثناء ثورات الربيع العربي، ولأنه شيعي.
وتنقل الكاتبتان عن العريبي، قوله: "كانت مثل جهنم.. في الأيام الأولى عصبوا عينيي وضربوني على الوجه والرجلين وأخبروني أنني لن ألعب كرة قدم مرة أخرى، وضربوني لخمس ساعات متتالية، وقاموا بسكب الماء البارد على وجهي وظهري، ولم يكونوا يحاولون الحصول على اعتراف مني. وكلما سألتهم: ماذ فعلت؟ كانوا يصرخون، اسكت".
وتنوه الصحيفة إلى أنه أفرج عنه بكفالة بعد ثلاثة أشهر، وكان متأكدا من أن التهم ضده ضعيفة وسترفض، مشيرة إلى أنه في عام 2014، وعندما كان يلعب في قطر مع الفريق الوطني البحريني جاءته مكالمة، فقد حكم عليه وشقيقه ومعاون آخر بالسجن لمدة 10 أعوام، ولا يزال شقيقه في السجن، وقال: "عرفت أنني لا أستطيع العودة إلى البحرين".
وتشير الكاتبتان إلى أنه في رحلة استمرت 6 أشهر سافر فيها العريبي أولا إلى إيران، ومن ثم إلى ماليزيا وتايلاند، وأخيرا إلى أستراليا، حيث طلب اللجوء ومنح وضعية اللاجئ، لافتتين إلى انه يعيش منذ عام 2014 في ميلبورن، حيث تزوج من الفتاة التي يعرفها منذ 17 عاما، ولعب بصفته شبه محترف في النوادي المحلية.
وتقول الصحيفة إن هناك أملا بعدما تم منع ترحيل الفتاة السعودية رهف القنون، التي أغلقت باب غرفة الفندق في المطار، وطلبت المساعدة الدولية، وتم منع ترحيلها، حيث منحت اللجوء في كندا، وتعهدت السلطات التايلاندية بتطبيق المعايير الدولية في قضايا اللجوء، وأخبرت وزيرة الخارجية الأسترالية مارسي بين شبكة "إي بي سي" يوم الأربعاء، أن حكومتها قلقة بشأن العريبي، وقالت إنها التقت مع نائب رئيس الوزراء ووزير العدل ووزير الخارجية التايلاندي هذا الشهر، "وتأكدنا من معرفة الحكومة التايلاندية بمستويات وأهمية هذا الموضوع لأستراليا".
وتفيد الكاتبتان بأن نوادي أستراليا انضمت لفريق العريبي باسكو فال، وطالبت بالإفراج عنه، وانتقدت أستراليا، التي تحاول الحصول على موقع تنفيذي في اتحاد الكرة الآسيوي بسبب جهودها المكتومة، فيما لم يقل مدير الاتحاد الشيخ سلمان إلا القليل، وأصدر اتحاد الكرة العالمي "فيفا" بيانا قويا، إلا أنه ركز جهوده بشكل عام نحو الأستراليين والحكومات.
وتلفت الصحيفة إلى أن المحللين الرياضيين ومنظمات حقوق الإنسان دعوا الحكومات وأستراليا لاستخدام تأثيرها على البحرين، خاصة رئيس اتحاد الكرة الآسيوي الشيخ سلمان، مشيرة إلى أن الحكومة البحرينية قالت في أول رد لـ"الغارديان"، إن لا خطر على العريبي، وكل ما عليه عمله هو العودة والاستئناف ضد الحكم الصادر عليه.
وبحسب "الغارديان" فإن العريبي يشعر بالقلق على زوجته، وبأنه لا يستطيع النوم، وللحفاظ على عقله فإنه يقوم بالجري في ساحة السجن، ويقول: "جئنا إلى تايلاند لقضاء أسبوع سعيد، وأنا نادم على هذا الأمر كثيرا، وأتمنى لو لم أنني لم أغادر أستراليا أبدا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
إيكونوميست: لماذا يهرب الخليجيون من بلادهم؟
الغارديان: البحرين تؤكد لا خطر على العريبي ومنظمات تشكك
"لاكروا": عائلة آل خليفة تدير البحرين بقبضة من حديد