طرحت استقالة رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري من جماعة الإخوان المسلمين، ردود فعل وتكهنات حول أهداف هذه الخطوة في هذا التوقيت، وما إذا كانت الانتخابات المنتظرة لها علاقة بذلك.
وأعلن المشري، وهو قيادي في حزب "العدالة والبناء"، انسحابه التام من تنظيم الإخوان مع استمراره في العمل السياسي والحزبي، داعيا إلى "العمل بعيدا عن أي شعارات أو مسميات قد تستخدم لضرب وحدة المجتمع وتماسكه".
لم الاستقالة الآن؟
وأوضح المشري، خلال كلمة متلفزة أن "انسحابه من الجماعة يرجع إلى عدم الأخذ بمراجعات الجماعة في مؤتمرها العاشر في 2015 والذي اتُفق فيه على إنهاء وجود جمعية الإخوان المسلمين، والتحول إلى العمل المؤسسي عبر مؤسسات المجتمع المدني".
ورأى مراقبون أن "هذه الخطوة من قبل القيادي في الجماعة لسنوات طويلة قد تكون لها علاقة بالحملة الممنهجة ضد "الإخوان" والتي بدأت بقوة مؤخرا، وكذلك استعدادا للعملية الانتخابية، وطرح نفسه كمرشح مستقل على خطى القيادي المصري، عبدالمنعم أبو الفتوح.
اقرأ أيضا: رئيس مجلس الدولة الليبي يعلن استقالته من "الإخوان"
وأثارت الاستقالة بعض التساؤلات حول تداعياتها ودلالتها الوقتية.
مراجعات وتخفيف من الهجوم
الأكاديمي الليبي، محمود منصور، قال في تصريح لـ"عربي21"، إن "الإخوان في ليبيا قاموا بمراجعات كثيرة قبل وبعد الثورة، ولعل بعد الثورة هو الأهم. وقد سبق المشري استقالة القيادي بالجماعة، الأمين بالحاج، وكان عضوا بالمجلس الانتقالي أثناء الثورة".
وأشار إلى أن "المشري لا يملك الرصيد الكبير الذي من الممكن أن ينافس به في المستقبل"، مضيفا أن "الاستقالة لن تؤثر من حيث التشويه كون الإعلام قد رسخ في أذهان الناس تلك المعلومات، ولكن الاستقالة تحمل دلالات كنوع من الاستهلاك في غير محله".
وتابع: "الهجمة الكبيرة على الإخوان تتطلب تغيير المواقف والعمل وفق طرق مختلفة تتناسب مع متطلبات الساحة السياسية في ليبيا، لذا أظن أن الهدف من استقالة المشري هو التخفيف من الهجمة، كون الرجل من الإخوان ويرأس سلطة كبرى في البلاد"، وفق تعبيره.
تجاذب بين تيارين
ورأى الباحث الليبي في الجماعات الإسلامية، علي أبو زيد، أنه "ربما يكون التجاذب الحاصل بين تيارين في حزب "العدالة والبناء" له دور في هذا الموقف من قبل المشري، حيث تمثل الجماعة التيار المتشدد داخل الحزب والذي يسعى أن يزيح القيادة الحالية، ويبدو أن المشري يريد أن يعلن موقفه من هذا التيار، وأن عودة الجماعة لممارسة الشأن السياسي أمر غير مقبول إطلاقاً".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" قائلا: "أما ما يتم تداوله من قبل النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي والذين يشككون في مصداقية المشري، فهؤلاء ليسوا إلا متأثرين بالدعاية المعادية للإسلاميين، وأغلبهم ليس لهم دراية بخلفيات العمل الإسلامي وأساسات الجماعات والحركات الإسلامية".
خطوة "غير محسوبة"
وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أن "استقالة المشري خطوة غير محسوبة وغير مدروسة وتنم على عدم التعلم من الدروس السابقة مثل تجربة عبدالمنعم أبو الفتوح، والذي لم ينجح بخروجه من الجماعة ومعارضتها، ولن ينجح المشري بالرغم من أنه ذكر على استمراره في حزب العدالة والبناء".
وحول دلالة الاستقالة الآن، أوضح لـ"عربي21" أنها "تعني استعداده ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة، وأن يبقى في المشهد السياسي بأي صورة، والحقيقة رصيد الإخوان في الشارع قلّ وذلك بسبب أداء الحزب وليس أداء الجماعة، وكان الأولى أن يتمسك المشري وغيره بالقاعدة التي انطلقوا منها".
"حل الجماعة"
الناشط السياسي الليبي، محمد خليل، قال إن "المشري بحكم موقعه الرسمي يرى أن بقاءه في الجماعة غير فعال ويحد من فعاليته ونشاطه السياسي ولهذا أقدم على الاستقالة، أما تداعيات استقالته فستلقي بظلالها على الجماعة التي تتعرض لهزات متواصلة، ولهذا فإن الإخوان أمام تحدي البقاء والتطوير أو حل الجماعة".
اقرأ أيضا: "أخونة الدولة".. طريقة جديدة لتشويه جماعة الإخوان بليبيا
وتابع: "والحرب الإقليمية على الجماعة وكوادرها ستكون مستمرة سواء استقالوا أو بقوا، وسواء حلوا الجماعة أو تركوها، ولهذا ينبغي عليهم أن يعوا خطورة المرحلة ويعملوا بمقتضياتها"، حسبما ذكر لـ"عربي21".
ورأى الأكاديمي من الغرب الليبي، مفتاح شتوان، أن "الاستقالة ليس فيها شيئا غريبا، وأن الانضمام لأي حزب يعتمد على المصلحة الشخصية أو الوطنية للشخص".
وأضاف لـ"عربي21": "لذا فإن تغيرت الظروف والمعطيات، سيكون ذلك سببا في اتخاذ قرارات المطالبة بإلغاء بعض أساسيات الحزب أو الانفصال أو الانسحاب، وحدث هذا في أكثر من حزب في أكثر من دولة".
"أخونة الدولة".. طريقة جديدة لتشويه جماعة الإخوان بليبيا
هجوم من رئيس برلمان ليبيا على "سلامة".. هل بدأ الصدام؟
ما علاقة زيارة نتنياهو لتشاد بمعارك الجنوب الليبي؟