أكدت شخصيات بارزة في العشائر العربية شمالي سوريا أن نظام الأسد يسعى إلى جرها إلى مواجهة تركيا"، مؤكدة أن "النظام سيفشل في مساعيه بعد رعايته مؤتمرا للعشائر والقبائل السورية في شمالي البلاد".
وكانت شخصيات تنتمي للعشائر السورية أقامت اجتماعاً برعاية النظام في قرية أثرية شرقي محافظة حماة، حيث ضم الاجتماع أكثر من 500 شخصية قالت إنها تمثل مختلف العشائر السورية في كل من حماة، حمص، الرقة، الحسكة ودير الزور.
وألقى عدد من الشخصيات كلمات في المؤتمر أكدوا خلالها دعمهم لنظام الأسد و"وحدة سوريا وحمايتها من أي احتلال أجنبي"، في إشارة إلى التدخل التركي وقوى دولية أخرى.
وفي البيان الختامي للاجتماع شدد المجتمعون على "إدانة التدخل التركي" بالإضافة لإدانتهم "اتفاق أنقرة الأخير مع الجانب الروسي حول إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا بمباركة أمريكية".
"لن يقدم أو يؤخر"
وتعليقا على الموضوع أكد المتحدث باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد، أن النظام "يهدف من تنظيم مؤتمر للعشائر لتجييشها ضد تركيا والجيش الحر وخاصة بعد الإعلان عن دخول شرق الفرات الذي يمثل الثروة الحقيقية للنظام من خلال النفط والغاز والطاقة الكهربائية والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، لذلك تم إقامة هذا الاجتماع، الذي لن يقدم أو يؤخر".
وأوضح الأسعد في حديثه لـ"عربي21"، أن "مراجعة أسماء الحضور سيجد أن دورهم ضعيف جدا حتى في عشائرهم والمجتمع السوري عامة، وهؤلاء أغلب أبنائهم أصبحوا في أوروبا أو لبنان أو تركيا والأردن".
وأشار إلى أن "النظام صادر الأراضي الزراعية والعقارات والمعامل والمصانع وحتى الآليات لهؤلاء الشيوخ الذين رفضوا العمل مع النظام، وجلب بعض الشيوخ الذين صنعهم ووضعهم أعضاء في مجالس الشعب والإدارة المحلية مع الكثير من المزايا ورغم ذلك مازالت القبيلة والعشيرة تشعر بالغبن بسبب التهميش العام لها من قبل نظام الأسد وتشعر بالحقد عليه وعلى الأجهزة الأمنية التي كانت تريد من بعض شيوخ القبائل أن يكونوا رجال أمن داخل عشائرهم".
ولفت الأسعد إلى أن "المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية يتواصل مع أبناء العشائر بكل سوريا ليكونوا حماة الأرض وضد ما يجري من قتل وتدمير وسياسية التغير الديموغرافي أو فرض الكانتونات أو تجزئة سوريا".
"مواجهة تركيا"
بدوره يرى الناشط السياسي جاسم المحمد أن "رعاية نظام الأسد مؤتمرا للعشائر والقبائل السورية في شمالي سوريا، جاء بهدف إظهار هذه العشائر بأنها تقف إلى جانبه النظام وترفض التدخل التركي في شرق الفرات".
واستبعد في حديثه لـ"عربي21" نجاح نظام الأسد في مساعيه لجر العشائر العربية إلى الوقوف بوجه تركيا، لأن معظم العشائر والشخصيات العشائرية المهمة تقف إلى جانب تركيا، حيث أعلنت خلال الفترة الماضية دعمها واستعدادها للمشاركة فى العملية العسكرية التركية ضد وحدات الحماية الكردية في شرق الفرات.
وكان الائتلاف السوري المعارض رعى مؤتمر العشائر السورية في شمالي حلب، في كانون الأول/ديسمبر، وانبثق عن المؤتمر تأسيس "مجلس القبائل والعشائر السورية" الذي يتألف من هيئة رئاسية ومجلس تنفيذي ومجلس أعيان، ويستوعب وجهاء وأعيان هذه القبائل.
كيف تحافظ أمريكا على نفوذها بشرق الفرات بعد مغادرة سوريا؟
مملوك يرأس اجتماعا مع شخصيات عشائرية سورية.. ما الهدف؟
ما أهداف التفجير الانتحاري الأخير بمنبج.. ومن المستفيد؟